سورية

قذائف على العباسيين.. والجيش يحذر ويدعو أهالي الغوطة الشرقية إلى «الضغط على القلة من الإرهابيين» … السوريون يستبشرون خيراً بـ«وقف العمليات القتالية»

| الوطن – وكالات

استبشر السوريون خيراً مع دخول «وقف العمليات القتالية» حيز التنفيذ أمس، استمر على الرغم من خرق المسلحين له في بعض المناطق. وعم أغلبية المناطق في العاصمة وريفها وحمص وحماة ودرعا وحلب هدوء حذر خلال حتى ساعات ما قبل الظهر تبعه تسجيل خروقات من قبل المسلحين في عدة مناطق، مع التزام الجيش العربي السوري بتنفيذ الاتفاق.
وشوهدت طائرة مروحية تحلق بشكل متقطع فوق مدنية داريا غرب دمشق، في حين خلت أجواء العاصمة وريفيها الغربي والشرقي وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً من أي سحابة دخان. إلا أن المسلحين في غوطة دمشق الشرقية أطلقوا قذائف على أحياء دمشق من دون أن تؤدي إلى أي خسائر بشرية، ما دفع الجيش إلى تحذيرهم من عواقب أفعالهم ودعوة الأهالي إلى «الضغط على هذه القلة من الإرهابيين» التي تسعى إلى إفشال المصالحات.
ووصلت خلال الأيام الماضية، رسائل إلى السوريين عبر شبكتي الهاتف الخلوي تؤكد على خيار «المصالحة المحلية».
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، أعلنت الحكومة السورية ونحو مئة مجموعة مسلحة فضلاً عن «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، أنها ستلتزم بالاتفاق.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده أن بعض «المجموعات الإرهابية التكفيرية أقدمت (أمس) على إطلاق قذائف صاروخية على أحياء سكنية آمنة في مدينة دمشق» من دون أن يحددها، علماً أن «سانا» ووكالة الأنباء الفرنسية أشارتا إلى سقوط قذائف قرب ساحة العباسيين شرقي العاصمة.
وذكر المصدر في بيان له، أن عملية الرصد والمتابعة أثبتت أن «مصدر هذه القذائف هو حي جوبر (الدمشقي)، ومدينة دوما في الغوطة الشرقية». وأشار إلى أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة «تحذر من مغبة هذه الأعمال، وتدعو في الوقت نفسه جميع المواطنين إلى الانضمام إلى المصالحات المحلية، وأنها على ثقة تامة بأن أغلبية المواطنين تواقة إلى ذلك».
وجددت القيادة العامة للجيش في البيان دعوتها أهالي مناطق الغوطة الشرقية، لـ«الضغط على هذه القلة من الإرهابيين التي تعتاش من الإرهاب، (من أجل) تفويت الفرصة عليهم في إفشال الجهود المبذولة لإعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق».
إلا أن المتحدث باسم ميليشيا «جيش الإسلام» إسلام علوش، اتهم قوات الجيش بإلقاء «برميلين متفجرين» و«فتح النار» على مواقع المليشيا في الغوطة الشرقية» وتحدث عن محاولة عناصر الجيش «التقدم في إحدى المناطق لكن تم التصدي لها بالرشاشات».
وأقر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض بالهدوء الذي عم المناطق التي شملها اتفاق وقف العمليات القتالية. وذكر المرصد الذي يغطي الحرب في سورية من بريطانيا، أن القتال احتدم في مناطق كثيرة بغرب البلاد إلى أن بدأ سريان الاتفاق. وأضاف إنه بعد منتصف ليل الجمعة السبت ساد هدوء مناطق كثيرة من البلاد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن الهدوء ساد دمشق وريفها لأول مرة منذ سنوات.
ونقل المرصد السوري عن مصدر سوري لم يسمه، أنه «من المفترض أن ينفذ اتفاق وقف العمليات العدائية في الغوطة الشرقية لدمشق وبشكل أساسي مدينتي دوما وعربين».
وفي حماة أقر متزعم ميليشيا «فرسان الحق» فارس البيوش لوكالة «رويترز» بتوقف القصف في مناطق لم يحددها، لكنه اشتكى من حصول ما اسماها «خروقات من قبل النظام» في بعض المناطق كـ«منطقة كفرزيتا.. عن طريق استهدافها بالمدفعية، وكذلك مدنية مورك في الريف الشمالي لحماة» علماً أن جند الأقصى المبايع لتنظيم داعش المصنف على لوائح الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية هو المسيطر على المدنية منذ شهر تشرين الأول الماضي. ولا يشمل اتفاق وقف العلميات القتالية داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات التي تحدد مجلس الأمن الدولي.
ولا يشمل الاتفاق إلا مدينة اللطامنة في الريف الشمالي التي تشهد معارك متواصلة بين قوات الجيش والمسلحين.
وأضاف البيوش: «نحن نترقب الوضع وملتزمون بالهدنة من قبل تشكيلات الجيش الحر»، وتابع محذراً: «إن استمرت هذه الخروقات فقد تؤدي إلى انهيار الاتفاقية».
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر سوري رسمي، أن اتفاق وقف العلميات القتالية يقتصر على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا، وريفي حمص الشمالي وحماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.
وشهدت أحياء مدينة حلب «هدوءاً كاملاً»، باستثناء سقوط قذائف أطلقها مسلحون من جبهة النصرة وحلفائها، من حي الكاسيتلو، على حي الشيخ مقصود، الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب، ذات الأغلبية الكردية.
ويتركز تواجد المجموعات المسلحة والمتشددة في ريف حلب الغربي وخصوصاً في بلدتي الأتارب ودارة عزة، فيما من المتوقع أن تعوق بعض العراقيل في ريف حلب الشمالي تنفيذ الاتفاق، حيث تتواجد «جبهة النصرة»، وخصوصاً في بلدتي كفر حمرة وحريتان، ومدينتي الباب ومنبج اللتين تشهدان حضوراً لداعش.
واندلعت معارك بين الجيش وداعش في محيط خناصر، حيث يسعى الجيش إلى استكمال تأمين طريق سلمية حلب، شريان الحياة لمدنية حلب أمام المدنيين.
وفي محافظة درعا يتوقع أن يتوقف إطلاق النار في الجزء الأكبر من هذه المحافظة الحدودية مع الأردن، فيما يتواجد مسلحون من «النصرة» في عدد من بلداتها.
ولا يشمل الاتفاق محافظة اللاذقية حيث تخوض وحدات الجيش عمليات لتطهير شمالها من فلول المسلحين. وذكر المتحدث باسم ميليشيا «الفرقة الأولى الساحلية» فادي أحمد أن ثلاثة من مقاتلي الميليشيا قتلوا أثناء صد الهجوم بمنطقة جبل التركمان في محافظة اللاذقية قرب الحدود مع تركيا. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن أحمد أن «المواقع التي تعرضت للهجوم يوم السبت تقع تحت سيطرة جماعته وأنه لا وجود لجبهة النصرة فيها».
ولم يسر الهدوء على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال وشرق ووسط سورية.
وقصف طيران التحالف بعد منتصف الليل مواقع للتنظيم في محيط تل أبيض في محافظة الرقة، بعد أن شن التنظيم هجوماً واسعاً على المدينة ومحيطها التي يدافع عنها مسلحو وحدات حماية الشعب.
وأعلن الجيش الأميركي في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، أن طائرات التحالف الدولي نفذت ثماني ضربات في سورية، بينها خمس دمرت بنايتين لداعش قرب بلدة الهول بمحافظة الحسكة.
ويقدم الجيش الأميركي معلومات محدثة يومياً عن الضربات التي تنفذ في العراق وسورية ضد الدولة الإسلامية.
وبين المناطق التي لا يشملها اتفاق الهدنة محافظتا دير الزور والرقة الواقعتان بشكل شبه كامل تحت سيطرة داعش، ومحافظة إدلب التي يسيطر عليها باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، تحالف «جيش الفتح» الذي تقوده النصرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن