تحفظ على الخرائط التي تحدد «المناطق الخضراء».. والطيران الروسي في «إجازة».. وجنيف في السابع من آذار … «وقف الأعمال العدائية» تحت مراقبة الأمم المتحدة وغرفة العمليات في حميميم
عاشت مدن سورية حالة من الهدوء الاستثنائي بعد دخول «وقف العمليات القتالية العدائية» حيّز التنفيذ في الدقيقة الأولى ليوم أمس مع وجود حالات محدودة من الخروقات لم «يعلق» عليها أحد، على اعتبار أن وقف هذه العمليات يحتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام لتظهر جديته ومدى الالتزام فيه.
وعلق الجيش الروسي طلعات طائراته فوق الأجواء السورية يوم أمس وليوم واحد فقط «التزاماً بقرار مجلس الأمن 2268» ولتفادي أي «أخطاء» في الأهداف.
وفي حين لاحظ السوريون حالة الهدوء التي سادت في عدة مدن إلا أنهم حتى الآن لا يعرفون المناطق التي سيشملها وقف الأعمال العدائية، إذ لا تزال الخرائط تحظى بصفة السرية مانحةً مزيداً من الوقت لعدد من الميليشيات المسلحة لإعلان موافقتها على الشروط التي فرضتها موسكو وواشنطن.
ووفقاً لمعلومات أولية من غرفة العمليات في حميميم، فإن عدة ميليشيات مسلحة اتصلت وأعلنت موافقتها على الهدنة وتراوح عددها وفقاً للمصادر ما بين 17 و90 دون أن يعرف اسمها ومكان تواجدها، في حين أعلنت معارضة الرياض أن 100 فصيل سيشارك في وقف الأعمال العدائية دون أن يعلن بدوره عن أسمائهم ومكان تواجدهم، مع أن عدد الفصائل المقاتلة في سورية يتجاوز 1400!
وصباح أمس سجل أول الخروقات في العاصمة دمشق، وأعلن مصدر عسكري عن إطلاق مجموعات إرهابية تتمركز في جوبر ودوما، عدة قذائف صاروخية، على أحياء سكنية آمنة في مدينة دمشق، وذكر في بيان نقلته «سانا» أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر من مغبة هذه الأعمال»، وتدعو أهالي الغوطة الشرقية إلى «الضغط على هذه القلة من الإرهابيين، التي تعتاش من الإرهاب لتفويت الفرصة عليهم في إفشال الجهود المبذولة لإعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق».
كما سجلت حالات خرق في حمص وحلب، وذكر مصدر ميداني في خطوط التماس لـ«الوطن» أن «إرهابيين أطلقوا نيران أسلحتهم على نقاط للجيش وقوات الدفاع الوطني في بلدة أم شرشوح ومزارع الهلالية بريف مدينة الرستن شمالي حمص». وفي مدينة حلب، أطلق مسلحون قذائف «مدفع جهنم» وهاون على أحياء مساكن السبيل وشارع النيل والخالدية والزهراء والأعظمية وسليمان الحلبي والمشارقة، الأمر الذي تسبب بإصابة أكثر من 15 مدنياً.
كما استهدفت حركة «أحرار الشام الإسلامية» وجبهة النصرة حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه «وحدات حماية الشعب» بالقذائف المتفجرة نهار أمس.
وعن آلية مراقبة عملية وقف الأعمال القتالية قالت وزارة الدفاع الروسية إن نحو 70 طائرة بلا طيار تراقب باستمرار ما يحصل فوق سورية، في حين أسست الأمم المتحدة غرفة في دمشق للمراقبة تتلقى الشكاوى والاتصالات وتتحقق منها ومن «البادئ» في الخرق وترسلها إلى حميميم.
وفي موسكو، اتفق نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان على أن «التنفيذ العملي للاتفاقات المتوفرة بشأن وقف الأعمال القتالية ومواصلة القتال بلا هوادة ضد التنظيمات الإرهابية، سيساعدان على تعزيز المسار السياسي لتسوية الأزمة».
وتطرق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في محادثات أمس لـ«أفق» استئناف العملية التفاوضية السورية بمساعدة المجموعة الدولية لدعم سورية التي اعتبرت في ختام اجتماعها بجنيف أن «الحصيلة إيجابية» للتقيد بوقف العمليات القتالية.
ووافق مجلس الأمن بالإجماع على القرار 2268 الخاص بوقف الأعمال القتالية وكان نسخاً عن بيان ميونيخ الروسي الأميركي المشترك ودعا مجلس الأمن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للإسراع في استئناف الحوار السوري السوري الذي حدد في 7 من آذار المقبل في جنيف، على أن يستمر ثلاثة أسابيع، مع التأكيد على ضرورة أن يكون تمثيل المعارضة شاملاً ويتضمن ممثلين عن مؤتمرات موسكو والقاهرة والرياض، ما يقطع الطريق أمام انحياز دي ميستورا لوفد الرياض دون سواه وإلزامه بالتمثيل الشامل كما نص عليه القرار 2254.