سورية

إيران متفائلة.. والمبعوث الأممي يرى «تغيراً كبيراً» ..ومصر تنظر «بعين من الاهتمام».. و«تل أبيب» حذرة ومتوجسة … ترحيب دولي واسع باتفاق «وقف العمليات القتالية»

| وكالات

اتسعت دائرة الترحيب الدولي والتأييد لتطبيق الاتفاق الروسي الأميركي لوقف «العمليات القتالية العدائية» في سورية، وأكدت الأمم المتحدة أن الدول الداعمة للاتفاق (روسيا أميركا) هي الضامنة له. بدورها أكدت إيران استمرار دعمها للجهود المبذولة للتهدئة في سورية، وأعربت عن ثقتها التامة بأن «الهدنة» ستخدم الحل السياسي، على حين قال مصر إنها «تنظر بعين من الاهتمام إلى سير تطبيق الهدنة»، على حين حاولات السعودية التشويش على الاتفاق عبر اتهام سورية وروسيت بخرقه، في مسعى منها للتنصل من الاتفاق والتذكير بالخطة البديلة، في وقت ابدت إسرائيل حذراً وتوجساً من أن ينعكس الاتفاق عليها.
وأكد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن الضامن الحقيقي لاستمرار الاتفاق هما الدولتان الداعمتان له الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. وأضاف في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس: «إن الأزمة السورية كانت مزمنة وقت توليه مهمته، لكنه يرى الآن تغيراً كبيراً في الجهود المبذولة للتعاون معها (الأطراف الدولية الضامنة)»، مشيراً إلى وجود ما وصفه بالبداية الحقيقية لوقف إطلاق النار، واهتمام متزايد بالوضع الإنساني».
على خط مواز أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، استمرار دعم بلاده للجهود المبذولة للتهدئة في سورية معرباً عن ثقته التامة بأن الهدنة ستخدم الحل السياسي هناك.
وبيّن أن «وقف إطلاق النار في سورية منعطف جيد سيساعد في الحل السياسي وفي النأي به عن الوسائل العسكرية. لقد لعبت بلادنا دوراً إيجابياً، وهذا ما أكده ستيفان دي ميستورا، على حين سنواصل من جهتنا دعم الجهود الرامية إلى التهدئة في سورية».
وأضاف سرمدي: «نشيد في هذه المناسبة بالدور الروسي والجهود التي بذلتها موسكو لتحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم التقيد به». واعتبر أن «التهدئة ستمثل فرصة سانحة للعمل على معالجة المسائل الإنسانية المعقدة وإيصال المساعدات إلى محتاجيها في سورية».
وختم بالقول: «الجيش السوري وحلفاؤه أكدوا تمسكهم بالهدنة، على حين يمكن للزمر المسلحة خرقها، وأعني هنا المجاميع المرتبطة بالدول التي تتصرف كما يحلو لها».
بدورها أكدت مصر متابعتها سير الهدنة في سورية عن كثب وأعربت عن أملها في أن يتقيد جميع الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار. وفي حديث أدلى به الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد لـ«سبوتنيك»، قال: «تنظر مصر بعين من الاهتمام إلى سير تطبيق الهدنة في سورية، على حين نعول على جميع الأطراف المعنية التقيد بوقف إطلاق النار». ونفى المتحدث صحة الأنباء التي تحدثت عن تحضير القاهرة للقاء موسع يحشد فصائل المعارضة السورية في مصر.
من جانبها رحبت التشيك بالاتفاق، وطالبت جميع أطراف النزاع الالتزام به من دون شروط. وأضافت الخارجية التشيكية في بيان بالأمس، وفق ما نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط المصرية»: إن «براغ سوف تستمر في دعوتها للحكومة السورية بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في المناطق المحاصرة، إضافة إلى جميع المناطق في سورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254». وأشارت إلى أن التشيك تعتزم زيادة مساعدتها في سورية من خلال سفارتها في دمشق وأنها تسعى كأولوية لها إلى تحسين الظروف المعيشية وخاصة للنازحين داخلياً ثم الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
كما أعربت إسبانيا وفق ما ذكر موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، عن ترحيبها بتبني مجلس الأمن الدولي القرار 2268، الذي يصدق على الاتفاق. واعتبرته أنه يمثل خطوة أولى وحاسمة في التوصل إلى حل سياسي من شأنه إنهاء الحرب التي دامت خمس سنوات في البلاد. ودعت جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام الكامل بجميع بنود الاتفاق، وخاصة توصيل المساعدات الإنسانية بشكل كامل في جميع أنحاء سورية.
من جهته عبر البابا فرنسيس عن «الرجاء» في أن يؤدي دخول وقف العمليات القتالية العدائية في سورية إلى إنهاء النزاع الدائر هناك منذ خمس سنوات. وقال أثناء الصلاة في ساحة القديس بطرس، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء: إنه «سمع برجاء الخبر عن وقف الأعمال العدائية في سورية»، وأضاف: «أدعوكم جميعاً إلى الصلاة كي يخفف هذا التطور من معاناة الشعب من خلال تشجيع نقل المساعدات الإنسانية الضرورية وفتح الطريق أمام الحوار والسلام».
وبخلاف المواقف السابقة، استمرت السعودية بلعب دور المحرض على الأعمال العدوانية، وادعى وزير خارجيتها عادل الجبير أمس، أن روسيا والنظام السوري قاموا بخرق الاتفاق، من خلال استهداف الطيران الحربي لمواقع التنظيمات المسلحة التي تدعمها الرياض والتي تصنفها بأنها «معتدلة».
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الدانماركي كريستيان جنسن في الرياض: «ثمة اختراقات للهدنة من الطيران الروسي ومن طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذه الموضوع مع دول مجموعة دعم سورية».
وقال بحسب «أ ف ب»: «إنه ستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن الحكومة السورية وحلفاءها غير جادين بشأن الهدنة لكنه لم يذكر تفاصيل».
وأوضح: «إذا ما استطعنا أن نستمر في الهدنة فهناك خيارات أخرى وكما ذكر وزير خارجية الولايات المتحدة هناك خطة باء إذا اتضح أنه ليس هناك جدية لدى النظام السوري أو لدى حلفائه فالخيار الآخر وارد وسيكون التركيز عليه. يشمل سورية من دون (الرئيس) بشار الأسد».
من جهته رحب الكيان الإسرائيلي بالاتفاق ترحيباً حذراً ممزوجاً بهواجسه العدوانية.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء: «لن نوافق على إمداد حزب اللـه بأسلحة حديثة من سورية إلى لبنان. ولن نوافق على تشكيل جبهة إرهابية ثانية في الجولان». وأكد نتنياهو، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أنه «ينبغي أن تشمل أي تسوية في سورية وقف العدوان الإيراني على إسرائيل من الأراضي السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن