سورية

روسيا تلقت موافقة 17 مجموعة على وقف القتال.. ومن أميركا قائمة بـ69 فصيلاً … اتفاق «وقف العمليات القتالية» صامد في يومه الثاني.. وتبادل للاتهامات بخرقها

| الوطن- وكالات

تواصل الهدوء النسبي في معظم أراضي «المنطقة الخضراء» في اليوم الثاني لـ«وقف العمليات القتالية العدائية» في البلاد وخصوصاً ريف دمشق والمنطقة الجنوبية، وسط تبادل الأطراف المعنية اتهامات بارتكاب خروقات، وتأكيد موسكو أن القوات السورية لم ترد على قصف دمشق من جوبر والغوطة في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق.
ولاحظ أهالي العاصمة، ليل الأحد، ونهار أمس، غياب أصوات القصف والانفجارات وتحليق الطائرات الحربية فوق دمشق وريفها. وبدا الارتياح واضحاً على وجوه المواطنين والعناصر على حواجز الجيش والقوى الأمنية المنتشرة في وسط العاصمة وأطرافها للهدوء الذي يعم أطراف العاصمة، وقال أحدهم لـ«الوطن»: «نأمل أن يكون (وقف العمليات القتالية العدائية) بداية خير لسورية وشعبها على طريق إنهاء الأزمة»، المستمرة منذ نحو خمس سنوات.
من جانبها، قالت سيدة أثناء توجهها إلى السوق لـ«الوطن»: «يكفينا ما حصل.. يجب أن يتغير الوضع.. الوضع اليوم (الأحد) وأمس (السبت)، أفضل مما كان عليه في السابق».
بدوره، قال لـ«الوطن» أحد مراسلي القنوات الفضائية الأجنبية في دمشق: «الهدنة ممتازة جنوباً و(في) محيط دمشق»، معتبراً أن صمود الاتفاق يعتمد على قوة الروس والأميركان، لافتاً إلى أن الروس «عازمون جداً» على بذل كل ما يستطيعون لإنجاح الاتفاق، على حين إن الأميركان «يحاولون التصيد بأي خرق للعب على سيناريو ب».
على خط مواز تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض الذي يتخذ من لندن مقراً له أمس عن ليلة هادئة تخللتها خروقات محدودة، لكنه أشار إلى غارات جوية كثيفة لم تعرف هوية الطائرات التي نفذتها، استهدفت مناطق لم يتضح إذا كانت مشمولة باتفاق الهدنة، أبرزها في ريفي حلب الشمالي والغربي وريف حماة الجنوبي (وسط).
في الأثناء، أعلن أمس الجنرال سيرغي كورالينكو، رئيس المركز الروسي للمصالحة السورية المقام في مطار «حميميم» قرب اللاذقية في بيان، أن «وقف إطلاق النار في سورية لا يزال صامداً بشكل عام، رغم أنه تم رصد 9 حالات لخرقه خلال الساعات الـ24 الأخيرة».
كما جاء في البيان: إن القوات الحكومية السورية لم ترد على قصف دمشق من جوبر والغوطة الشرقية، السبت، وذلك استجابة لطلب من مركز المصالحة الروسي.
وذكر بيان المركز الروسي بأنه «تلقى حتى ظهر أمس موافقة 17 مجموعة مسلحة من فصائل المعارضة السورية المعتدلة على شروط وقف أعمال القتال. كما قام المركز بالتوسط في عقد اتفاقات مصالحة مع أعيان 35 بلدة، ما أسفر عن انسحاب مسلحين متشددين من هذه البلدات وتشكيل فصائل للدفاع الذاتي من الآخرين»، مشيراً إلى أن البلدات المذكورة تشهد تشكيل أجهزة للحكم الذاتي وإعادة تأهيل البنى التحتية والمواصلات، إضافة إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى أهاليها».
كما أورد البيان، أن المركز الروسي للمصالحة تلقى من الولايات المتحدة، السبت، قائمة تضم 69 مجموعة معارضة مسلحة أكدت سواء عبر «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أم في اتصالها مع الولايات المتحدة مباشرة، موافقتها على شروط وقف «الأعمال القتالية العدائية» في سورية.
في المقابل، قال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «ارتكبت قوات النظام 15 انتهاكاً لوقف إطلاق النار في اليوم الأول من تطبيق الهدنة، بينهم اثنان من حزب اللـه اللبناني في منطقة الزبداني» غرب دمشق والحدودية مع لبنان. وأوضح أن الهيئة العليا بصدد «توجيه رسالة شكوى رسمية» إلى موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية «مجموعة الدعم الدولية» لسورية، باستثناء إيران وروسيا. وأعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» الجمعة أنها حصلت على موافقة 97 فصيلاً من فصائل ميليشيا «الجيش الحر» والتنظيمات المسلحة على الالتزام «بهدنة مؤقتة.. تستمر مدة أسبوعين». وزعم المسلط أن أياً من هذه الفصائل لم ترد على الخروقات المسجلة السبت.
ورأى أن الاتفاق شكل «الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح» لوضع حد للنزاع الدامي الذي تشهده سورية منذ منتصف آذار 2011.
وأكد أنه «أمر إيجابي أن نرى الناس مرتاحة.. ثمة خروقات هنا وهناك لكن بشكل عام الوضع أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً». وأضاف: «هذا هو هدفنا الرئيسي.. أن يكون شعبنا بمأمن من هذا الخوف الذي يعيشونه منذ خمس سنوات حتى الآن».
وعقدت «مجموعة العمل الدولية» في جنيف اجتماعاً السبت لتقييم مسار «وقف العمليات القتالية العدائية» في سورية من دون أن تصدر أي بيان رسمي. وقال دبلوماسي غربي شارك في الاجتماع حسب «أ ف ب»: إن «الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة إيجابية بعد مرور الساعات الأولى على بدء العمل بوقف الأعمال العدائية».
وبحكم استثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة من اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية، فإن المناطق المعنية بالاتفاق، حسب مصدر سوري رسمي والمرصد، تقتصر على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن