وقف الأعمال القتالية… هل هو المدخل؟
| ميسون يوسف
مع القرار 2268 المتضمن موقفاً دولياً واضحاً يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في سورية، يتغير المشهد وتدخل سورية مرحلة جديدة من مراحل معركتها الدفاعية ضد العدوان الذي استهدفها. وهنا لا يمكن لأحد أن يتجاهل أن سورية منذ البدء دعت إلى فصل المسار السياسي عن مواجهة الإرهاب الذي ضرب البلاد بمشاركة إقليمية ودولية، إرهاب استهدفها تحت عنوان ثورة أو إصلاح إلى آخر ما هنالك من ادعاءات كاذبة.
واليوم يقر العالم أو ما يسمى المجتمع الدولي أن الإرهاب الذي يستهدف سورية إنما هو خطر يستهدف العالم كله بعيداً كان عن سورية في موقعه أم قريباً منها في جغرافيته، ولهذا نعتبر أن أهم ما جاء به القرار 2268 وقبله التفاهم الروسي الأميركي الذي كان أساسا لهذا القرار، هو تأكيده على أن داعش والنصرة إنما هما تنظيمان إرهابيان لا يمكن أن يشملهما وقف الأعمال القتالية كما أنه ليس لهما أي موقع على طاولة إنتاج الحل السياسي. وفي ذلك وبكل تأكيد انتصار واضح للمنطق السوري الذي ما فتئ يردد ويذكر بهذه الحقيقة ويدعو إلى تكاتف الجهود الدولية في سبيل محاربة الإرهاب الذي يشكل تنظيم القاعدة أمه الأساس التي فرخت داعش والنصرة وسواهما من تنظيمات تحمل في داخلها عقيدة وهابية تكفيرية شوهت الإسلام وقدمته إلى العالم على غير حقيقته حتى بات منفراً بخلاف ما يجب أن يكون عليه.
لقد وقفت سورية مع وقف الأعمال القتالية على عتبة الانطلاق الجدي نحو العمل السياسي، ما دامت مكافحة الإرهاب ستستمر من غير ربط بأي شأن آخر، ولكن يبقى التركيز على دور دول الإقليم التي لم توفر فرصة إلا واستغلتها في دعم الإرهاب، وتأتي تركيا والسعودية في طليعة دول العدوان على سورية، وهنا تشخص الأنظار إلى ما سيكون عليه موقف هاتين الدولتين ومن يماثلهما في السلوك، فهل ستستجيبان لمقتضيات القرار وتلتزمان به أم ستتابعان أعمالهما العدائية ضد سورية.
من يتابع المواقف السورية يجد أن هناك تحذيراً ودعوة لكل الدول للعمل بالقرار 2268 والتوقف عن القيام بأي عمل عدائي يستفيد منه الإرهابيون ولم يقصر الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة في التركيز على هذا الأمر أمام مجلس الأمن مشدداً على أهمية ضبط الحدود ووقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول إلى التنظيمات الإرهابية ومنعها من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها وذلك تفاديا لما قد يؤدى إلى تقويض هذا الاتفاق مؤكداً تمسك الحكومة السورية بحق قواتها المسلحة بالرد على أي خرق تقوم به هذه التنظيمات الإرهابية ضدها وضد المواطنين السوريين.
وبالتالي فإن المرحلة الجديدة على أهميتها تبقى بحاجة إلى الحذر، ومواكبة تفصيلية لكل شأن يتصل بالميدان لأن من الخطر بمكان أن نثق بمن ليس أهلا للثقة…….. ما يعني أن سورية المعنية جداً بحقن الدماء ووقف القتال مع من يؤمن بالعمل السياسي للبحث عن مصلحة سورية، فإنها معنية أيضاً بمتابعة المواجهة مع الإرهاب مهما كانت تسميات تنظيماته، فعلت ذلك سابقا وستتابعه مستقبلا وما القرار الدولي إلا تأكيد جديد على صوابية الموقف السوري.