سورية

«الهدنة» مستمرة.. و«معارضة الرياض» تحاول التنصل منها

| وكالات

لم يرق لـ«معارضة الرياض» الهدوء النسبي الذي عم معظم المناطق التي شملها اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» في البلاد، فراحت تكيل الاتهامات للحكومة السورية بخرق الاتفاق، والزعم بأن ذلك جعل الاتفاق يواجه «خطر الانهيار الكامل».
وفي اليوم الثالث لدخول الاتفاق حيز التنفيذي، بدت الأجواء طبيعية في محيط مدينة دمشق، وسط تزايد في كثافة المواطنين في الطرق العامة والأسواق، وازدحام للسيارات في الطرق الرئيسية.
وقال أحد المواطنين المقيمين في حي سكني مقابل لمدينة داريا في الريف الغربي لدمشق لـ«الوطن»: «لم أعد أسمع أصوات الانفجارات القوية التي كنت أسمعها قبل بدء تطبيق الاتفاق، ولم يعد منزلي يهتز على وقع تلك الانفجارات». وأضاف: «خلال تنقلي باتجاه دمشق وبالعكس لم أعد أرى أعمدة الدخان المتصاعدة من مواقع الاشتباكات مع التنظيمات المسلحة في داريا».
وتحدثت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن أجواء هادئة إجمالاً في المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق. وذكرت أن السكان في أحياء حلب الشرقية نعموا بصباح هادئ إجمالاً بعد ليلة خلت من دوي القصف والمعارك. وأشارت إلى حركة اعتيادية وتنقل التلاميذ بحرية في الشوارع الإثنين (أمس) خلال توجههم إلى المدارس بعدما اعتادوا السير بحذر وقرب الأبنية خشية من القصف.
ونقلت الوكالة عن رنيم (10 أعوام) وهي تلميذة في مدرسة في حي بستان القصر «سمح لنا الأساتذة بالخروج واللهو في الملعب بخلاف الأيام الماضية حين كانوا يمنعوننا من الخروج بسبب تحليق الطيران في الأجواء».
من جانبه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن «إطلاق مقاتلي الفصائل المعارضة فجر الاثنين قذائف» على أحياء تحت سيطرة الجيش السوري في مدينة حلب.
في المقابل، ادعت شبكة أخبار «الدرر الشامية» المعارضة، أن الجيش العربي السوري والقوى المساندة له استمرت بالتوغل داخل غوطة دمشق الشرقية في اليوم الثالث لسريان الاتفاق، وسيطرت على منطقة الفضائية، ومبنى البث، والمعهد الزراعي بعد قصف مدفعي كثيف، لتقطع الطريق بين بلدتي حرستا القنطرة، وبيت نايم، علماً أن الجيش يسيطر على تلك المناطق منذ أكثر من شهر.
وذكرت الشبكة، أن الجيش العربي السوري استهدف مواقع التنظيمات المسلحة في منطقة «عربين» بقذائف مدفعية.
وتحدث عناصر عدد من التنظيمات المسلحة التي تتواجد في بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي صباح أمس، أنهم لم يشعروا بالهدنة، بل على العكس، واتهموا الطيران الروسي بأنه نفذ يوم أول من أمس الأحد 30 غارة على حربنفسه ومحيطها. وتتواجد في حربنفسه تنظيمات مسلحة متحالفة مع جبهة النصرة التي لا يشملها وتنظيم داعش اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية».
من جانبه، قال رئيس وفد معارضة الرياض للمفاوضات أسعد الزعبي: «نحن لسنا أمام خرق للهدنة… نحن أمام إلغاء كامل للهدنة».
وأضاف دون إسهاب: «أنا أعتقد أن المجتمع الدولي أخفق تماماً في كل الاختبارات… عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام». وقال الزعبي: «لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة» لمحادثات السلام.
في دير الزور دمرت وحدات الجيش والقوات المسلحة العاملة بالمحافظة بإسناد من الطيران الحربي السوري أوكاراً وآليات لتنظيم داعش. وأشار مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا» إلى أن غارات سلاح الجو أسفرت خلال الـ24 ساعة الماضية عن «تكبيد إرهابيي «داعش» في قرية الجفرة بالريف الشرقي خسائر بالأفراد وتدمير آليات مزودة برشاشات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن