قصف مدفعي تركي على مواقع داعش!!! … موسكو: تصرفات أنقرة تهدد «الهدنة».. ونأمل في إقامة «دولة اتحادية» في سورية
| وكالات
نفت روسيا أن تكون سورية متجهة إلى التقسيم لكنها أعربت عن أملها في إعادة بنائها كـ«دولة اتحادية» بشرط التوافق بين الأطراف السورية، وحذرت في الوقت نفسه من أن التصرفات التركية بمنزلة «قنبلة موقوتة» تحت طاولة الهدنة في سورية. في غضون ذلك، استهدفت مدفعية الجيش التركي مواقع لتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وذلك شمال مدينة حلب، بالترافق مع إعلان أنقرة أن «وقف العمليات القتالية العدائية» لا يشمل وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية.
وبعد أيام من تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من «تفكيك سورية»، رفض نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف هذا السيناريو. وفي مؤتمر صحفي له، استبعد أن تتطور الأحداث في سورية وفق «سيناريو كوسوفو» (في إشارة إلى تقسيم صربيا). وأعرب عن أمله في توصل المشاركين في المفاوضات حول سورية إلى فكرة إقامة جمهورية فيدرالية في هذا البلد، وتغيير بعض الدول موقفها من الأكراد، في إشارة إلى تركيا، لكنه أضاف «لا أستطيع تقييم فرص إقامة دولة فيدرالية في سورية، لأن العملية التي من شأنها تحديد معايير سورية المستقبل، لم تبدأ بعد». ومضى قائلاً: «إذا كان المشاركون في المفاوضات والمشاورات حول مستقبل سورية التي نأمل أن يستأنفها (المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان) دي ميستورا قريباً، سيتفقون بالإجماع على أن هذا النموذج (الفيدرالي) تحديداً يناسبهم ويضمن وحدة سورية وعلمانيتها واستقلالها وسيادتها، فمن يستطيع معارضة ذلك؟»، لكنه أعرب عن مرونة روسية حيال النتيجة النهائية للمفاوضات، قائلاً: «في حال تطبيق نموذج آخر، لن يكون ذلك قضية بالنسبة إلينا في حال إدراكنا أنه لم يكتب بإملاء من أحد على بعد نحو ألف كيلومتر من سورية، بل تم وضعه عن طريق المفاوضات».
وكرر نائب وزير الخارجية الروسي دعم بلاده مشاركة الأكراد في المحادثات السورية السورية في جنيف، غامزاً من قناة أنقرة التي اعترضت على تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في المحادثات. وأضاف: «قلنا مراراً بشأن سورية، أن الوضع سيكون ناقصاً من دون أخذ العامل الكردي بعين الاعتبار وتمثيلهم بالشكل اللازم في المفاوضات». وبين أن موسكو «تعول على أن تصحح بعض الدول مواقفها من هذه المسألة» في إشارة لتركيا، لكنه أقر بتعقيدات تتعلق بمشاركتهم في المحادثات نتيجة تأثيراتها على دول الجوار السوري، وقال: «فيما يتعلق بالعامل الكردي، نرى عمليات معقدة ومتعددة الطبقات في مختلف الدول، حيث يقيم الأكراد».
ودعا ريابكوف إلى التركيز على العملية السياسية في سورية مع استمرار مكافحة التنظيمات الإرهابية». وأعرب عن أسفه لإصرار واشنطن على أنه يمكن تسوية الأزمة في سورية من دون وجود الرئيس بشار الأسد. وقال: «نأسف لصدور إشارات من واشنطن واحدة تلو الأخرى بأنه لا مكان للرئيس الحالي في مستقبل سورية. لا نعتقد ذلك. نعتبر أنه على الشعب السوري تحديد ذلك بنفسه».
من جهة أخرى، نفى ريابكوف الاتهامات الموجهة إلى روسيا والجيش السوري بانتهاك الهدنة، قائلاً: «نتأكد من مثل هذه الأنباء، ويجب أن أقول لكم إنه لم تتوفر بحلول اليوم تأكيدات لمحتوى مثل هذه الأنباء». كما دافع عن التزام طهران باتفاق وقف العمليات القتالية، لافتاً إلى انعدام الأسس التي تشكك بحسن نيات طهران، إزاء تسوية الأزمة السورية. وقال: «نرى أن الموقف الإيراني من الأزمة السورية هو موقف مسؤول، ولا توجد هناك أي أسس لاتهام طهران، والتشكيك بإرادتها الطيبة وصلب نياتها الإيجابية والبناءة لتنفيذ بنود القرار المناسب بالكامل… فإن دور إيران إيجابي».
لكن الدبلوماسي الروسي أعرب عن قلق بلاده من «الاستعدادات العسكرية على خط الحدود السورية». وقال: «على هذه الحكومات، بما فيها تركيا، إدراك كامل مسؤوليتها عما يجري». وانتقد تصرفات أنقرة، معتبراً أنها بمنزلة قنبلة موقوتة تحت طاولة الهدنة في سورية. وقال: «الأتراك لم يتراجعوا عن فكرة توجيه ضربات عبر الحدود، وفكرة إنشاء مناطق ما على طول الحدود التركية في الأراضي السورية. وهنا يكمن الوضع الخطير، في حال نظرنا إلى تصرفات أنقرة المحتملة».
في غضون ذلك أفادت وسائل إعلام تركية بأن مدفعية الجيش التركي أطلقت 50 إلى 60 قذيفة من مدافع هاوتزر منتشرة في منطقة كيليس الحدودية الجنوبية، مستهدفة مواقع داعش في شمال محافظة حلب.
ورفضت أنقرة أن يشمل اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» كلاً من حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب». وأبلغ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأن «التزام أطراف الصراع السوري، باتفاق، وقف الأعمال العدائية، له أهمية بالغة فيما يخص أمن وسلامة المدنيين» في تلميح إلى إمكانية استخدام أنقرة لورقة اللاجئين في مواجهة الاتحاد الأوروبي إذا لم تأخذ مصالحها في الاتفاق الروسي الأميركي بعين الاعتبار. وشدد على «ضرورة عدم السماح للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي داعش، ووحدات حماية الشعب بالاستفادة من الاتفاق»، حسبما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر دبلوماسية تركية.
وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أشار إلى وجود «قلق لدى الجميع» بشأن ما تردد عن تقسيم سورية إلى 3 مناطق، مشيراً إلى أن تركيا قلقة بخصوص هذه المسألة، ولاسيما أن هناك بعض الأطراف ممن يدعمون إنشاء ممر في شمالي سورية على يد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، في اتهام مبطن للروس. وألمح إلى إمكانية اللجوء إلى القوة لمنع تحقيق هذا الممر، قائلاً: إن «تركيا ستفعل ما بوسعها بخصوص هذه المسألة، وخاصة أن وجود مثل هذا الممر.. يمثل مشكلة وخطراً على تركيا».
إلى ذلك قال المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن موعد زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو لم يحدد بعد، والدعوة التي وجهها إليه الرئيس فلاديمير بوتين تبقى مفتوحة.