هنيئاً لكم هذا الشعب!
| عبد الفتاح العوض
بالعامية «نيالكم» على هذا الشعب..
وأبدأ من قصة صغيرة..
في رحلة الطائرة «اليتيمة» لدى السورية للطيران من دبي إلى دمشق السبت الفائت حدث تأخير تجاوز خمس ساعات.. وبالتأكيد لدى السورية للطيران الكثير من المسوغات التي تجعل هذا التأخير «اعتيادياً».
هذه الساعات الخمس قضاها معظم الركاب في مطار دبي ورغم دماثة ولطف العاملين لدى السورية للطيران إلا أن قضاء هذه الساعات في المطار هو أمر متعب حتماً.. اللافت.. أن الركاب والطائرة تحط على أرض مطار دمشق بدؤوا بالتصفيق.. كنت أظن أن عادة «التصفيق» انتهت من السورية للطيران.. وخاصة بعد كل هذا التأخير فإن قيام الركاب بالتصفيق للسورية للطيران هو أحد أوجه أشكال تعبير السوريين عن «التفهم» لظروف المأساة التي يعانيها السوريون في كل مناحي حياتهم.
أشير هنا إلى أن الموضوع الذي أثيره ليس له علاقة بالسورية للطيران ولا المسوغات والأوضاع التي تعيشها… ورغم أنه لدينا الكثير مما يقال عن ترك السورية للطيران تصل إلى هذا المآل لكن ليس هو الموضوع الذي أريد مناقشته هنا.
النقطة المهمة هي كيف يتعامل المواطن السوري مع هذه المآسي التي يعيشها؟
نستطيع أن نحسد أي حكومة على هذا الشعب… صبور جداً.. محب لوطنه بطريقة مدهشة… يعرف بواطن الأمور بحسه الداخلي … يكشف الكذبة وأكاذيبهم. وقد كذب المسؤولون على الشعب كثيراً وارتفع سعر الدولار وما زال البعض يتفاخر بأنه يحافظ على «استقرار» سعر الصرف، متجاهلاً القفزات التي تتم كل شهر أو شهرين ثم يجري «الاستقرار» على الارتفاع بشكل مؤقت بانتظار قفزة أخرى… ثم نتوقع مباهاة أخرى بأنهم يحافظون على الارتفاع من جديد.
إنه المواطن السوري أثبت قدرته على الصبر في الظروف الصعبة لكن صبره نفد من «الأكاذيب» ونفد من فساد الفاسدين.
فقط إن أردتم أن يكون صبر السوري جميلاً… فعليكم أن تكونوا صادقين معه وأن تشرحوا له حقائق الأمور وهو أروع وأذكى مما تظنون.
المواطن السوري قادر على التفهم والتعاطي بإيجابية مع كل الحالات بواقعية وانتظروا منه التصفيق فقط عندما تهبطون بسلام.
باسم الشعب
هناك رأيان في انتخابات مجلس الشعب مع استبعاد الآراء والمواقف ذات المرجعية السياسية البحتة.. الرأي الأول يقول: هذه الانتخابات ضرورية للتعبير عن أن الدولة قادرة على إجراء كل ما يلزم لتنفيذ دستور البلاد وإثبات أن إمكانية ممارسة السيادة الوطنية ممكنة وحتى في محافظات خارج سيطرة الحكومة هناك الكثير من المواطنين خارجها لديهم الحماسة الكافية للدخول في معترك الحياة النيابية… وإنه إذا جرى اتفاق سياسي على انتخابات نيابية مبكرة في طريق الحل السوري فلن تكون هذه الانتخابات عائقاً أمام الحل.
الرأي الثاني ينطلق من أن هذه الانتخابات شكلية، وهؤلاء قالوا عن كل الانتخابات إنها شكلية وإن أداء مجلس الشعب لم يرتق لمستوى الأزمة، وإن الاستفاقة المتأخرة على محاكمة الحكومة ليس إلا تسويقاً فاشلاً للمجلس في الوقت الإضافي بدل الضائع. شخصياً أنا مع الرأي الأول رغم وجاهة الرأي الثاني… إذا حدث اتفاق سياسي فلن يكون هناك مشكلة في إجراء انتخابات أخرى… لكن لا نريد النسخة القادمة تشبه هذه النسخة الضعيفة.
آخر الكلام
ما ينفع الركض إذا كنت على الطريق الخطأ.
إشارة استفهام!!
هل ثمة رابط.. بين التصريح الأميركي على أنه قد يكون فات الأوان على رؤية سورية موحدة.
وبين التصريح الروسي عن الفدرالية!!
الرابط… لا يفتح في سورية!!
لكن ألا يصدر «تصريح» أي «تصريح»
هو أمر يثير «التساؤل»!!