رياضة

عرب.. للأسف

| خالد عرنوس 

كنت من أشد المتفائلين بأن يعتلي سدة رئاسة الفيفا شخصية كروية عربية إلا أن توقعاتي بأن يستفيد منافسو الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم جاءت في محلها فخسرنا نحن (العرب) فرصة قد لا تتكرر في المدى المنظور.
فوسط انشغالنا بما هو أهم ووسط احتدام المنافسة على البطولات المحلية الأوروبية كانت المنافسة على أشدها بين خمسة مرشحين لخلافة جوزيف بلاتر على رأس الهرم الكروي العالمي بعد ثمانية أشهر على استقالة الأخير عقب نجاحه في انتخابات 2015 على حساب الأمير الأردني يومها وذلك على خلفية اتهامات بالفساد والرشوة التي أدت إلى محاكمة أكثر من شخصية مرموقة في أوساط اللعبة الأكثر شعبية (جنائياً وإدارياً).
المهم ومن دون مقدمات انسحب مرشح إفريقيا طوكيو ساكسويل قبل دقائق على العملية الانتخابية ولأن كل المؤشرات كانت تنبئ بمنافسة عربية مزدوجة مع السويسري إنفانتينو مع استبعاد الفرنسي شامبين، وبالفعل حدث هذا الأمر، وكان بدهياً أن يكون الأمير الأردني هو المرشح الأبرز إذا ما قسنا على انتخابات 2015 ذلك أنه كان المنافس الأقوى لبلاتر.
إلا أن دخول الشيخ البحريني على الخط أفسد خطط الأمير وبينهما ما صنع الحداد منذ ترأس الأول للاتحاد الآسيوي وهو الذي كان سبباً رئيساً بعدم فوز الأمير على بلاتر في انتخابات 2015 بعدما أعلن عن انحياز معظم الاتحادات الآسيوية للسويسري يومها.
الخلافات العربية – العربية للأسف وصلت إلى ساحة الرياضة وهي لم تكن حتى في هذا المجال يوماً على توافق فيه والأمثلة كثيرة جداً ولا مجال للخوض فيها هنا.
قبل الانتخابات سألني بعض الزملاء عن توقعاتي فأجبت بأنني أتمنى فوز أحد المرشحين العربيين لكنني توقعت أن يؤدي تنافسهما إلى فوز طرف ثالث، وتوقعاتي جاءت على غرار ما كان يحصل في البطولات القارية سواء في إفريقيا أو آسيا عندما كان يتنافس فريقان عربيان ويستفيد فريق ثالث من تناحرهما وإذا كان هذا الأمر مقبولاً من خلال المباريات على اعتبار أننا نشجع اللعب النظيف دائماً إلا أن الأمر ذاته لا يبدو مستساغاً عندما يتعلق الأمر بمنافسة على مقعد رئاسة الفيفا، فكان الأجدى أن ينسحب أحدهما للآخر، أو يدخل العرب بمرشح واحد لكن الخلافات التي أدت إلى ترشحهما معاً أدت إلى خروجهما من السباق معاً ليفوز إنفانتينو المرشح الأوروبي الأقوى وقد جاء منطقياً على اعتبار أن القارة العجوز تمثل سقف الكرة العالمية ومركز التحكم في الكثير من أمورها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن