التعليم العالي تلتفت أخيراً لوضع السكن الجامعي بحماة!
| فادي بك الشريف
انتقادات طلابية بالجملة للسكن الجامعي بمدينة حماة وغياب فعلي للرقابة من التعليم العالي وجامعة حماة، فالوضع حسب ما يصفه طلاب السكن غير مقبول على الإطلاق والتقصير والتسيب من المعنيين عنوان عريض يلخص واقع الحال ويلقي بتبعاته على الطلبة وينعكس سلبا على إقامتهم وتهيئة الظروف المناسبة لهم ضمن السكن، بل على العكس، كان الإهمال وسوء التخديم والنظافة السمة الأبرز وازداد حجم الأعباء والمشكلات.
ولم يكترث المعنيون منذ إحداث جامعة حماة بـ2015 بموضوع السكن الجامعي إذ توجد وحدتان سكنيتان تستوعب 1100 طالب وطالبة في طاقتها الاستيعابية، في حين إن العدد الفعلي للطلاب يزيد على 2000 طالب وطالبة.
وحول هذا الموضوع، يقول أحمد لـ«الوطن»: أنا طالب استضافة، تم وضعنا في قاعات مطالعة وسط البرد الشديد ويزيد عدد طلابها على 20 طالباً وهي غير مهيأة للدراسة فكيف للسكن!!
وتضيف راما: عانينا من البرد الشديد لعدم تشغيل التدفئة المركزية نهائياً، الأمر الذي أدى لحالات إسعاف أثناء البرد القارص، عدا عدم وجود نقطة طبية ولا اهتمام بالناحية الصحية، أما وداد فتضيف: لماذا لم يتم الانتهاء من بناء الوحدة السكنية الثالثة التي من المفترض أن تسلم منذ سنوات وحيث إنها بحاجة لبعض التجهيزات لتنتهي!
ويؤكد عبد الحميد أن السكن يعاني من انتشار الأوساخ والقمامة وعدم الاهتمام بدورات المياه وانتشار كبير للحشرات أثناء الصيف لعدم رش المبيدات، فيما يقول محمد: نستأجر ضمن الأبنية السكنية بأسعار خيالية للطلاب ويصل البيت إلى 40 ألف ليرة وأحياناً نضطر إلى السكن في أماكن بعيدة عن الكلية كما يرتب علينا إيجارات كبيرة ومصاريف، لذلك يضطر الكثير من الطلاب إلى السكن الجامعي.
وطالب الطلاب بضرورة الإسراع في تسليم وإنهاء الوحدة السكنية الثالثة التي من المفترض أن تسلم منذ عام 2011، حيث إنها ستقدم العون للكثير من الطلاب وتخفف من معاناتهم، إضافة إلى وجود عدد كبير من الطلاب الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالكليات لعدم توفر السكن وهل سيبقى طلابنا رهينة للتقصير والإهمال.
وفي تصريح لـ«الوطن» لخص مدير السكن الجامعي في جامعة حماة عبيدة الطواشي مجمل الصعوبات والمشاريع التي يتم العمل عليها حاليا، مؤكداً أن المدينة كانت تمول منذ 3 سنوات من جامعة البعث لإجراء الإصلاحات، بحيث كانت المستلزمات المؤمنة لا تتوافق مع الاحتياجات، ولكن تم البدء بإجراء عدد من الإصلاحات منذ العام الماضي وما زال العمل جارياً وهناك إجراءات متخذة تبصر النور قريبا ستنعكس على مستوى خدمات الطلبة.
وفيما يخص موضوع الخدمات ضمن المدينة والنظافة، قال الطواشي إن هناك متابعة للموضوع ذاكراً أن الأمر متفاوت بين الغرف وهذا مرتبط بطبيعة الأشخاص المتواجدين ومستوى اهتمامهم وتحملهم للمسؤولية وتعاونهم مع المشرف الموجود، بحيث تنتشر الأوساخ في بعض الأماكن وتنعدم في أماكن أخرى، مبيناً أنه تم فرض عقوبات على كل مخالفة وتقصير من الطلاب بما يخص النظافة.
وبين الطواشي أنه سيتم خلال أسبوع تركيب سخانات مياه للطلاب حسبت تقنية الثواني والدقائق لتأمين احتياجات الطلب من المياه الساخنة وبمواعيد محددة، إضافة إلى إدخال محولة كهربائية وذلك خلال 20 يوماً بهدف إيصال الكهرباء بشكل متناوب للغرف ما يقلل من استهلاك المازوت ويلغي ظاهرة السخانات أو الوشائع الكهربائية.
وكشف مدير السكن الجامعي أن وزير التعليم العالي مهتم بوضع المدينة الجامعية وطلب دراسة تفصيلة عن وضع السكن والغرف والأعمال والتمويل والاحتياجات والمقترحات والحلول اللازمة، مؤكداً أنه سيتم تشكيل ورشة عمل من الوزير، تتضمن استكمال أعمال تأهيل الوحدة الثالثة، مشيراً إلى أنه تم رصد 310 ملايين لتأهيل الوحدة الثالثة، علماً أنه تم إنجاز 75% من الأعمال وتبقى 25% تنجز خلال شهر، ذاكراً أن هناك مقترحاً بتجزئة المبالغ حسب وضع الكتل ضمن الوحدة السكنية الثالثة.
وأضاف: يصل مجموع الغرف في الوحدتين السكنيتين إلى 450 غرفة، ويصل عدد الطلاب في الغرفة الواحدة بالنسبة للوحدة الأولى إلى 10 طلاب، وفي الوحدة الثانية (الإناث) يصل إلى 5 طالبات بما يخص كليات الآداب، و4 طالبات لطلاب الكليات الطبية، مؤكداً أن الوحدة الثالثة ستتضمن 280 غرفة وتتسع لـ1250 طالباً.
وفيما يخص سكن الطلاب المستضافين في مدينة حماة قال الطواشي إنه لم تعد هنا إمكانية لاستقبال عدد أكبر من أي محافظة كونه لا يوجد سوى وحدتين سكنيتين فقط، طاقتهما الاستيعابية القصوى 1100 طالب وطالبة وفي الظروف الراهنة تم استقبال نحو 2500 طالب فيهما.