سورية

أردوغان يريد أن تشمل «الهدنة» كل سورية..!

| وكالات

واصلت أنقرة التغريد خارج سرب الهدنة. وآخر التقليعات التي خرج بها المسؤولون الأتراك جاءت على شكل الدعوة إلى أن يشمل اتفاق «وقف العمليات القتالية» جميع الأراضي السورية بما يشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة، المدرجين على لائحة الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية..!
من جهة أخرى، ردت تركيا بشكل مبطن على الحديث الروسي عن إمكانية إقامة نظام اتحادي (فيدرالي) في سورية، مؤكدةً أنها «لن تنحني أمام المخططات السوداء التي تُحاك ضدها في الغرف المظلمة»، واتهمت كل من موسكو ودمشق وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية، بالتعاون فيما بينهما من أجل تأسيس «كيان إرهابي» في شمال سورية، وكررت أنها لن تسمح بذلك، ودعت الأمم المتحدة إلى تصنيف «العمال الكردستاني» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي على لائحتها للتنظيمات الإرهابية.
وبعد أربعة أيام على صموده على الرغم من خروقات المسلحين، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يجول في إفريقيا، وقف العمليات القتالية في سورية بـ«الهش». ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية عن أردوغان، قوله للصحفيين في ساحل العاج، إن «الاعتداءات ما زالت تقع.. من موقع لآخر داخل سورية وإن وقف إطلاق النار ليس شاملاً لكافة أراضيها»، معتبراً أنه يشمل ثلث الأراضي السورية فقط. إلا أنه أعرب عن أمله في «توسيع نطاق تطبيق وقف (العمليات القتالية) الهش هناك ليشمل جميع الأراضي السورية»، علماً أن القرار الدولي (2268) ينص على استثناء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة!
في غضون ذلك، توعد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعدم الانحناء أمام «المخططات السوداء التي تُحاك ضدها في الغرف المظلمة». ودعا في كلمة وجهها للشعب التركي، حسبما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، الدول التي تدعم تنظيمات «العمال الكردستاني» و«الاتحاد الديمقراطي» وذراعه العسكرية «حماية الشعب»، (من دون أن يحدد تلك الدول) إلى مواجهة الحقائق، والتخلي عن المواقف المزدوجة. واتهم كلاً من روسيا، و«النظام» في سورية، وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، بـ«التعاون فيما بينها من أجل تأسيس كيان إرهابي على طول الشريط الحدودي جنوبي تركيا»، لكنه ألمح إلى أن بلاده ستفشل هذا المخطط ولو استخدمت القوة، إذ قال: «(تركيا) لن تسمح بذلك، وإن أمن تركيا فوق كل المصالح، والتوازنات، والشراكات». واستطرد مهدداً بأن بلاده لن تسمح بتمرير أي سيناريو يستهدفها، وأنها تخطو قدمًا في تحقيق هدفها رغم مرورها بـ«فترة عصيبة»، وأنها تمتلك من القوة والتجربة والثقة بالنفس، ما يمكنها من تخطي المصاعب. وسبق للرئيس التركي أن حذر قبل يومين من أن «بعض الأطراف» يدعمون إنشاء ممر في شمالي سورية على يد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، في اتهام مبطن للروس. وألمح إلى إمكانية اللجوء إلى القوة لمنع تحقيق هذا الممر.
ونفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أول أمس أن تكون سورية متجهة إلى التقسيم، لكنه أمل في إعادة بنائها كـ «دولة فيدرالية» بشريطة التوافق بين الأطراف السورية. كما أعرب عن قلق بلاده «الاستعدادات العسكرية على خط الحدود السورية»، وخص بالذكر تركيا. وانتقد تصرفات أنقرة، معتبراً أنها بمثابة قنبلة موقوتة تحت طاولة الهدنة في سورية.
في سياق متصل، دعا نائب رئيس الوزراء التركي لطفي ألوان الأمم المتحدة إلى تصنيف حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي «تنظيمين إرهابيين»، مؤكداً ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وصريحاً حيال التنظيمات الإرهابية.
وأكد ألوان أن «الاتحاد الديمقراطي» هو امتداد لـ«العمال الكردستاني» ولا يوجد أي فرق بينهما، وأن المعلومات التي جمعت خلال الأشهر الأخيرة أظهرت هذا بشكل واضح وصريح جداً، في إشارة من قبله إلى اتهام السلطات التركية لأحد عناصر «الاتحاد الديمقراطي» بالوقوف وراء تفجير أنقرة الشهر الماضي، و«العمال الكردستاني» بالتخطيط له.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن