ثقافة وفن

«آرني والفرقة» مشروع فنّي شبابي في لغة الإبداع السوريّة … من ولادة مقطوعات إلى تقديم حفلة

| عامر فؤاد عامر

كانت لحفلة «ARNI AND BEYOND» وقعها الجميل والمناسب كتجربة أولى لولادة خطوة موسيقيّة شبابيّة تضمّ مجهوداً جماعياً مؤلّفاً من عدّة أشخاص لكلٍّ منهم تجربته الخاصّة، والحفلة في مدّة 60 دقيقة عزفت الفرقة خلالها 9 معزوفات 3 منها من تأليف الفنان «أحمد بدرا» هي «الطريق» و«الخطوات» و«دعه يرحل»،عازف الليل الياس الرحباني، وباليني، لـ «ختشادور أفيديسان»، و«فرعون شاب مامي»، و«آنتردوس أكواس»، لـ«باكودي لوسيا»، و«تيكوتيكو لـ«ز.أ. أبر»، وكان الأداءُ جميلاً، حمل وأضفى جوّاً من الفرح والأمل كما وعد أعضاء الفرقة الجمهور قبل تقديمهم لهذا الحفل، فقد اجتهدوا وقدّموا أنفسهم بطريقةٍ تعاونيّة من خلال التدريبات والجهود المبذولة في مساحة التدريب، وإيجاد الوقت المناسب للعمل على تقديم كلّ ما يمكن، ووالدة آرني السيدة «تامار شاهينيان» التي التقيناها بعد الحفلة، قدّمت لنا صورة مفصّلة عن كلّ هذه المراحل، فقد اجتهدت في شرح كلّ المراحل التي مهّدت لقيام تلك الحفلة،. تقول السيدة «شاهينيان» أيضاً:
«بدأت الخطوة في لقاء «آرني كيراكوسيان» بالفنان «أحمد بدرا» فآرني تعزف على آلة الفلوت وأحمد على الغيتار، وعندما وجدتّهم يعملون بهذه الرغبة والمحبّة؛ اقترحت بأن هذا النشاط يجب أن يوثّق في استديو، وفعلاً تمّ الأمر وقدّمنا المجموعة في «CD» وبدأت تتبلور القصص بصورةٍ أوضح، مع «يحيى بريشة» الذي أضاف إيقاعاتٍ على المقطوعات بالتعاون مع «أحمد»، واجتمعت بعدد من الأشخاص لتطوير العمل، كالمونتير «أحمد نحّاس» لتقديم صورة جميلة ترافق العزف، وتطوّرت الأمور خلال فترة قصيرة نسبيّاً، لنقترح تقديم حفلة واحدة في مسرح الحمرا في دمشق، فكان أن انضمّ مع «آرني» و«أحمد» ، كما انضم الفنان «سيمون مريّش» إليهم وتعاون معنا بطريقةٍ راقيةٍ وجميلةٍ جداً، وأوكلت إليه مسألة انضمام باقي العازفين إلى الحفلة وهما «وسيم قاسم» و«مجد معري» لتبدأ التدريبات، وعلى الرغم من عدم تنويط الألحان، إلا أنهم قدّموا كل ما يمكن تقديمه من التزام وجهود وتدريبات».
وعن أجواء الحفلة التي قدّمتها الفرقة على مسرح الحمرا بتعاون من وزارة الثقافة ومديريّة المسارح والموسيقا، قالت: البطاقات نفدت قبل 3 أيام من موعد الحفلة، وكما تقول بأنها اهتمت بكلّ اتصال، وكلّ سؤال، ولم تهمل أياً منها، وكان لصفحة الفيسبوك التي أنشأتها بهدف دعم آرني والفرقة، الدور الأكبر في التسويق للحفلة، والتعريف عن المشاركين فيها، بالإضافة للفيديوهات التي رافقت معزوفات آرني وأحمد، وكذلك الدعم المعنوي الكبير لسفارة جمهورية أرمينيا وسفيرها الدكتور آرشالك بولاديان.
«آرني غايراكسيان» التي تخرجت في معهد «يريفان الوطني كوميداس» في إرمينيا، المتخرجة سابقاً في معهد صلحي الوادي في سورية 2008، بدأت العزف على آلة البيانو في بداية الدخول لهذا العالم، إلا أنها اختارت آلة الفلوت بعد حفلة من الحفلات التي شاركت فيها وهي صغيرة، فكان عشقها هذا أن سرى عبر سنوات عمرها لتصبح أكثر قوّة مع هذه الآلة، فدرسته في «صلحي الوادي» على يدّ الأساتذة «فراس سلطان» و«رنا بشارة» وبعد تخرّجها فيه دخلت المعهد العالي للموسيقا في دمشق عام 2009، حيث تتلمذت على يد الخبير الروسي «أوريست سيفيرين»، فدرست فيه وحالت ظروف الأزمة السوريّة من متابعة هذه الدراسة، ففي صيف 2012 قدّمت الجمعيّة الخيريّة العموميّة برنامجاً متكاملاً في إرمينيا كدورات تدريبيّة في كلّ الاختصاصات وفي تلك السنة بالتحديد استقطبت هذه الجمعيّة كلّ الموسيقيين الأرمن لتدريبهم، فشاركت «آرني» فيها، التي تضمنت دروساً مع أساتذة مهمّين، ومحاضرات، ونشاطات امتدّت لأسبوعين، كانت نهايته بتقديم في مسرح «أرام خاتشا دوريان» ومن بعد هذه الخطوة والتفجيرات التي حصلت عام 2012 قرر والداها بقاءها في أرمينيا والمتابعة مع مدرسة الموسيقا «غايانيه موراديان».
عام 2013 شاركت «آرني» في مسابقة في أرمينيا وحازت المرتبة الأولى، وفي أيلول 2014 تخرّجت «آرني» بمرتبة شرف، وأثنى الأساتذة والحكّام يومها على التطور الهائل الذي حققته من يوم قبولها ليوم تخرجها، فقد قدّمت مجهوداً جبّاراً، واليوم تشارك في أوركسترا شباب دولة أرمينيا «SYOA» بعد المزيد من التدريبات، وفي رصيدها عدد كبير من المشاركات معهم، كما أنها تتابع دراسة الموسيقا في مرحلة الماجستير.
تسعى آرني اليوم لتقديم حفلات أخرى برغبة أن تكون في سورية وأرمينيا وخارجهما أيضاً، وأفق العمل مفتوح ففي هذه المرّة كانت مع هؤلاء الموسيقيين، وفي المرّة القادمة مع غيرهم، ولربما يكون هناك مزجٌ في الفنون مع وجود الفنّ التشكيلي المرافق للعزف، وأفكار كثيرة جديدة يمكن العمل عليها وتقديمها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن