وقفات على مفارقنا مع الدواعش والمفكّر!
فلسطين المحتلة – سعيد لفاع:
الوقفة الأولى… عدي بن مسافر أو طاووس ملك.
الإيزيديون أو اليزيديون (بـالكردية: Ezidî أو ئيزيدي) هي مجموعة دينية تتمركز في العراق وسوريّة. يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسورية، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا. ينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندية أوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وآشورية سريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي أما أزياؤهم النسائية فسريانية.
يرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض، ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام. ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية. الشخصيات الأساسية في الديانة الإيزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك الذي ينظر إليه بعض الباحثين الإسلاميين على أنه تمثيلٌ لشخصية الشيطان الوارد في الديانة الإسلامية وهذا سبب وصف هؤلاء للإيزيدية بـ«عبدة الشيطان».
هذا كان كافياً للدواعش أن يبيدوا الذكور منهم، لكن عبادتهم للشيطان لم تمنع الدواعش من الإبقاء على بناتهم العذارى وبعضهنّ لم يتجاوزن الـ11 سنة رغم أنهن من نسل الشياطين، للترفيه عن أنفسهم بعد معارك الجهاد في سبيل رفعة كلمة اللـه(!). وحسب التقارير الميدانيّة لبعض القنوات فإن فقراء العراق من الذين لم يتبق لهم من قوت إلا ما تبقى من السمك في الفرات، كانوا يلتقون بأجسادهنّ كل صباح بعد أن قدمنها قرباناً لأسماك الفرات هرباً بعد أن تمزّقت أسافل بطونهنّ، ليدفنها فقراء العراق.
الوقفة الثانية… اِشْتَبْرَق.
اشتبرق قرية سوريّة في ريف إدلب وقدر سكانها وجرمهم أنهم اختاروا طريقة تخصّهم في التقرّب من اللـه، وفتحها جيش الفتح «الإسلاميّ» منصورا بإذن اللـه وبإذن خليفته العثمانيّ الجديد أردوغان و«بابه» (وليسمح لي الأخوة الشيعة)، وصدره الأعظم «دود أغلو» هكذا ينطق اسميهما بعض الصحفيين من أبناء عمومتنا، طبعاً بعد أن أعادا على مسامع جحافل الفتح وكرّرا وصية أبي بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام (12 هجرية) «قال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم اللـه عليها…».
ولكن ألوية الفتح المنطلقة اليوم (معذورة طبعاً) بسبب عدم إلمام مجاهديها باللغة العربيّة، ولأن المترجم العثماني (معذور طبعاً) إذ لم يستطع أن يترجم الوصيّة بدقّة لكل اللغات المشاركة في الفتح، ويبدو أن «لا» أبي بكر الصدّيق سقطت سهواً في الترجمة، فدفعت اشتبرق ثمن سقوط الـ«لا».
الوقفة الثالثة… مع المفكّر وصيد السمك.
مرّ بي وأنا شارد في وقفاتي هذه رجل «فاضي الأشغال والأعمال» مثلي، ويبدو أن عمق سرحاني لفته فحشر أنفه مصرّا أن أشاركه همّي، ولمّا شاركته لأنفضه عنّي راح يحكي: أنه يصيد السمك تكملة لطبق أولاده وقد عجز دخله عن ذلك، ورغم طول شاطئ المتوسط صار يزاحمه منذ مدّة في المنطقة التي اختار، رجل اعتاد أن يشوي ما يصطاد على الطريقة الأميركيّة (باربكيوا) يأكله مع مشروب كل يوم شكل ويغادر دون كلام، قرر مرّة أن يتحشرّ به، وبعد أن أفاده أنه مفكّر يحمل شهادة في الفلسفة ويأتي للصيد للترفيه عن نفسه وراحة لفكره، فقرّر صاحبنا «أن يحكي معه سياسة» فسأله عن سوريّة والعراق معرجّاً على اشتبرق وسنجار وقد كانت تصدرت أخبارهما القنوات في الأيام الأخيرة، فأجابه بكلمات، وعلى ذمّته، أنه لم يفهم بعضها وما زال ولكنه حفظها «بَصْم»، قال:
«ما يجري لليزيديّات في العراق تقشعرّ له الأبدان ويندى له الجبين وهو مدان إنسانيّاً وفكريّاً، ولكن علينا كمثقفين متنورين ألا ننسى الحقيقة التاريخيّة الدامغة، أن من يتحمل وزر دماء بكارات الطفلات اليزيديّات في العراق هو صدّام حسين وإيران. وذبح الأطفال والنساء والعجزة والتنكيل في جثامينهم في اشتبرق في سوريّة هي جريمة في حق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من العام 1948 ولكن بشّار الأسد ونظامه الأوتوقراطي الظلاميّ هو من يتحمّل «المسؤوليّة الأخلاقيّة».
الوقفة الرابعة… مع الخيانة.
خانتني ركبتاي فارتميت على مقعد سقيفة الموقف مستغفراً اللـه العليّ العظيم طالبا إليه أن يرحم فريدريك إنجلز إن كان لم يفعل حين انتقل الرجل إليه!
وصمت محدّثي.