رياضة

شطحات.. أم..؟

| خالد عرنوس

طالعنا السيد جيان إنفانتينو الرئيس الطازج للاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) صاحب أعلى سلطة في امبراطورية اللعبة الشعبية الأولى بأول تصريحاته الخلابة التي تنم إما عن أحلام يقظة أو إنها ستكون ترجمة لواقع كرة القدم المتسارع الذي قد يغير من خريطة اللعبة قريباً.
فالحاكم الجديد السويسري (الإيطالي الأصل) أبدى رغبته أو أمله برؤية نهائيات كأس العالم بمشاركة 40 منتخباً بدلاً من العدد 32 والذي أقر في مونديال فرنسا أي قبل إطلالة الرئيس السابق جوزيف بلاتر فكانت تلك الزيادة آخر ما أتحفنا به الرئيس الأشهر في عالم الفيفا جواو هافيلانج، ويومها قامت الدنيا ولم تقعد وخاصة عند خبراء اللعبة الذين رأوا أن هذا العدد الكبير في المونديال سيتسبب بهبوط فني لمستوى مباريات البطولة الأكبر في عالم كرة القدم.
وقد تابعنا عدداً غير قليل من مباريات بطولة كأس العالم في نسخها الخمس الأخيرة لا تليق بمناسبة كالمونديال وشاهدنا الكثير من المباريات الطابقية على الرغم من غياب النتائج الكبيرة أو عدم تسجيل الكثير من الأهداف حتى إن بعض الخبراء اعتبروا أن المونديال يبدأ من الدور الثاني.
لكن هذا لا يمنع أن معظم بطولات كرة القدم هذه الأيام لا تقدم الكثير من المتعة والتشويق على الرغم من الإثارة والحماسة الحاضرة في جل المباريات وذلك لأسباب كثيرة ليس المكان هنا لذكرها إلا إذا استثنينا بعض البطولات السنوية القارية على غرار دوري أبطال أوروبا وذلك بسبب وجود النخبة العالمية من النجوم فيها. وكذلك الأموال الطائلة التي تصرف من أجلها وكذلك التي تدرّها على الأندية المشاركة فيها وهنا زبدة الحديث، فاللعبة خضعت منذ تولي هافيلانج زمام الفيفا لعالم (البزنس)، وهو الأمر الوحيد القادر على تغييرات جوهرية فيها، وليس على نظام مسابقاتها فحسب بل يتعدى إلى صلب أنظمتها وقوانينها التي أضحت عرضة للتغيير.
فهاهو السيد إنفانتينو لا يمانع في إدخال التكنولوجيا لتكون عاملاً حاسماً في بعض الأمور التحكيمية وقد جاء قرار مجلس الاتحاد الدولي ليقر تجربة الإعادة التلفزيونية كعامل مساعد للحكام في بعض القرارات الجدلية.
إذاً نحن أمام عهد جديد لا يتعلق فقط بشكل المسابقات العالمية بل بشكل كرة القدم على العموم فإلى أين تسير اللعبة؟ وكيف ستكون بعد عشر سنوات؟.. إننا في عصر الجنون فلن نفاجأ إذا رأينا العجب في عالم تعلقنا به في الأساس لبساطته وتناقضاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن