اقتصادالأخبار البارزة

بحضور أربعة وزراء «خان حرير» حلب «بفسط» دمشق

افتتحت غرفة صناعة حلب أمس معرضها التخصصي الأول في عالم الأزياء والأقمشة تحت اسم خان الحرير، وذلك في فندق الداما روز بدمشق، بحضور كل من وزراء المالية والاقتصاد والصناعة والتجارة الداخلية.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة حلب فارس الشهابي أن المعرض هو «رسالة تحد أولاً وآخراً لحكومة الإرهابي أردوغان الذي حاول ومن معه تدمير الصناعة في حلب، إضافة إلى نهب المعامل وسرقتها»، مشيراً إلى أن معظم المشاركين بالمعرض معاملهم لا تزال مدمرة ومحتلة ولا يستطيعون الوصول إليها، لكنهم نقلوا إلى أماكن أخرى آمنة وعملوا وأنتجوا وقرروا أن يأتوا إلى دمشق رغم المخاطرة التي واجهتهم على الطريق الذي قطع بالأمس وعرضوا أنفسهم للخطر بهدف إعلاء صوت الصناعة وصوت مدينة حلب الصامدة.
لافتاً إلى أن حلب كانت بوابة رئيسية ومركزاً مهماً على طريق الحرير القديم الممتد من الصين إلى أوروبا، وخان الحرير في حلب هو مركز تجمع الصناعات النسيجية في قلب حلب القديمة. وباعتبار أن حلب هي العاصمة الصناعية لسورية والعاصمة النسيجية للشرق الأوسط كله اخترنا هذا الاسم «خان الحرير» ليمثل إعلان انطلاق هذه الصناعات من جديد من تحت الرماد وفي أحلك الظروف وأصعبها لنثبت للعالم أجمع أن حلب لا تموت وأن صناعتها لا تموت. مبيناً أن من استطاع أن يصمد خمس سنوات من التدمير الممنهج والمشاركة في معرض خارج سورية ويذهب ويتحدى العلم كله سوف يكون قادراً على المنافسة رغم المحن.
بدوره بيّن وزير الصناعة كمال الدين طعمة أن المعرض يعتبر تظاهرة اقتصادية يجتمع فيها الصناعي بالمستهلك ويتعرف من خلالها إلى أذواق المستهلكين ويستطيع المستهلك الحصول على السلعة بأرخص الأسعار لأنه يختصر بهذا المعرض حلقات الوساطة بين المنتج وبائع الجملة والمفرق.
وأوضح أن هذا الملتقى، إضافة إلى أنه ظاهرة اقتصادية، جاء ليؤكد أن الصناعة السورية موجودة وأنها في حالة جيدة، وسورية تعيد بناء نفسها، وشعب حلب يحب الحياة وبإرادته القوية وحسه الوطني يعمل على إعادة بناء نفسه بنفسه وأكثر مما يتخيله الآخرون فالصناعيون يختزلون الزمن في إعادة بناء الصناعة.
وأكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شاهين أن دعم الدولة للمنتج الصناعي كان من أولويات عملها وما زال لإعادة تدوير عجلة الإنتاج ودعم الاقتصاد الوطني الوطني، مؤكداً أن إقامة معارض كهذه سوف يساهم في تخفيف الفجوة بين المنتج والمستهلك.
من جانبه بيّن وزير الاقتصاد همام الجزائري أن المعرض هو خطوة أولى وسيتم العمل على إقامة هذا المعرض في محافظات أخرى وفي الخارج لدعم الصناعة بشكل عام والصناعة الحلبية نظراً لدورها الرئيس في بنية الصناعة الوطنية، منوهاً بأن تعافي الصناعة في حلب هو تعافي العمق الصناعي في سورية وهو يأتي متزامناً مع الإنجازات الأخيرة التي حققها بواسل الجيش العربي السوري في حلب وريفها وهو ما يعد إشارة لعودة تعافي الصناعة الوطنية في حلب وهو ما يتكامل مع البنية الصناعية في جميع المناطق والمحافظات وفي سلاسل الإنتاج.
وأشار الجزائري إلى أهمية عودة المعامل والمنشآت إلى العمل والإنتاج الصناعي لخلق فرص عمل جديدة وتوليد الدخل ما يستدعي أن تقوم الدولة بدورها في تشجيع الصناعة الوطنية ومساعدتها وإعادة استقطاب الكفاءات والخبرات لكي تعود إلى العمل في منشآتنا معاملنا.
بدوره نوه رئيس اتحاد غرف التجارة غسان القلاع بأهمية وجود المنتجات الحلبية رغم كل الأحداث التي مرت بها حلب من ندرة المياه والكهرباء واليد العاملة، إضافة إلى التهجير الذي حصل ورغم ذلك ما زال المواطن في حلب يعيش يومه في سبيل أن يعيش يومه في حلب بالعمل والإنتاج وإثبات وجوده جاء من خلال هذا المعرض ليؤكد للعالم أننا هنا وسنبقى وسنستمر.
وأشار رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس إلى أهمية التعاون مع الصناعيين في حلب لإنجاح هذا المعرض وكل ما تحتاج إليه حلب.
ورداً على سؤال «الوطن» عن موضوع الخلاف القائم حول دخول الصناعي إلى خط التجارة فيما يخص بالمواد الأولية وخاصة في هذا الوقت الاستثنائي، أجاب: إن الأمر لا يعتبر خلافاً بل هو تضارب مصالح في بعض الأحيان، ويجب بالنتيجة أن يتحول هذا التضارب إلى تكامل ليخدم الشأن العام، وهنا يجد أصحاب القرار ضرورة بتحقيق التوازن بين مصالح التاجر والصناعي، حتى يكون هناك تكامل.
ولفت الدبس إلى أن المعرض مهم جداً باعتباره يقدم رسالة بأن حلب لا تزال على الخريطة الاقتصادية وتتعافى ولديها القدرات على التنافس نريد أن نعيد ألق الصناعة الحلبية كما كانت ونعيد لحلب أنها عاصمة الاقتصاد السوري.
بدوره بيّن المدير العام لهيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات إيهاب اسمندر لـ«الوطن» أن إقامة هذا المعرض يؤكد أن الصناعيين في حلب كانوا على مستوى التحدي وتمكنوا من إقامة معرضهم في الموعد المناسب من تنظيم معرضهم وقدموا للزوار منتجاتهم التي يمكن المراهنة عليهم وأن تكون منافسة في السوق المحلية والخارجية.
مؤكداً أن حلب ستعيد مكانتها الريادية في الصناعة النسيجية التي تعد الصناعة الثانية بعد المنتجات الغذائية.
وأوضح المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس أحمد الكرتلي أن معرض خان الحرير من أهم المعارض التي أقيمت في السنوات الأخيرة وخاصة أن الشركات المشاركة استطاعت التغلب على كل ظروف الأزمة وأثبتت وجودها مع اهتمامها الكبير بمنتجاتها من حيث التصميم والجودة ما يؤكد أن الصناعة الوطنية بدأت تتعافى وعجلة الإنتاج تدور. مبيناً أن المعرض يوفر فرصة للصناعيين للترويج لمنتجاتهم وعقد صفقات ما يؤدي إلى التوسع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن