عربي ودولي

صحيفة «زمان» تنتهج خطاً مؤيداً لأردوغان بعد وضعها تحت وصاية السلطات … داود أوغلو يقول لا مساومات على الدستور الجديد لتركيا

قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو أمس الأحد إنه لن تكون هناك مساومات بشأن الدستور الجديد للبلاد وإن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيسعى للحصول على 330 صوتاً التي يحتاجها في البرلمان لطرح الدستور الجديد في استفتاء عام.
وذكر داود أوغلو في مقابلة مع تلفزيون «الخبر» أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على المساندة الكاملة من نوابه في البرلمان وعددهم 317 عضواً وأضاف: إن الحزب سيسعى للحصول على مساندة إضافية من المعارضة لضمان الحصول على 330 صوتاً المطلوبة لطرح مسودة الدستور في استفتاء عام. يأتي ذلك على حين أصدرت صحيفة «زمان» التي عارضت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكانت الأوسع انتشارا في البلاد، أول عدد لها أمس منذ سيطر السلطات عليها يركز على دعم سياسة الحكومة بشكل كبير.
واقتحمت الشرطة التركية الجمعة مقر الصحيفة في إسطنبول واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لدخول مقرها لتنفيذ أمر قضائي بوضعها تحت الإدارة الحكومية.
وامتلأت الصفحة الأولى للصحيفة أمس بمقالات تدعم الحكومة، بعد أن كانت تنتقدها بشدة، وخرجت بعنوان رئيسي عن مشروع حكومي طموح بقيمة ثلاثة مليارات لربط الجانبين الآسيوي من مدينة اسطنبول بجسر ثالث. وكما تفعل الصحف الموالية للحكومة تقليدياً فقد نشرت الصحيفة صوراً لجنازات «الشهداء» الذين قتلوا في اشتباكات مسلحة مع الأكراد في جنوب شرق البلاد.
وفي زاوية من العدد الجديد يشاهد أردوغان وهو يمسك بيد امرأة عجوز على حين تعلن الصحيفة أن الرئيس سيستقبل النساء في اليوم العالمي للمرأة.
ويبلغ توزيع الصحيفة نحو 650 ألف نسخة، ويعتقد أنها مرتبطة بشكل وثيق بعدو أردوغان الداعية الإسلامي فتح اللـه غولن المتهم بالسعي للإطاحة بالحكومة الذي يعتقد أنه يحظى بنفوذ واسع في الشرطة والقضاء والإعلام والقطاع المالي.
وتتهم أنقرة غولن بإدارة ما تصفه بمنظمة إرهابية أو دولة موازية تسعى للإطاحة بالسلطات التركية الشرعية. وصدرت الصحيفة السبت تحت عنوان «تعليق الدستور» على صفحتها الأولى بخط أبيض على خلفية سوداء، وتحدثت عن «يوم أسود» لحرية الصحافة في تركيا بعد أن تمكنت من طبع نسختها قبل أن تداهمها الشرطة. وألغت إدارة الصحيفة الجديدة التي عينت بأمر من المحكمة، السبت عقد رئيس تحرير المجموعة الصحفية عبد الحميد بيليجي، على حين دخل موظفو الصحيفة المبنى تحت مراقبة مشددة من الشرطة.
وعدد أمس هو الأول للصحيفة بعد وضعها تحت الحراسة القضائية التي يقول الناقدون إن الهدف هو القضاء على الإعلام المعارض في تركيا التي تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال أحد الصحفيين العاملين في «زمان» إن «الإنترنت قطعت ولم يعد بإمكاننا استخدام نظامنا»، مؤكداً أن «عدد الأحد (أمس) لم ينتجه موظفو زمان». وتأتي مصادرة السلطات للصحيفة قبل قمة مهمة اليوم الإثنين بين رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ودعا الاتحاد الأوروبي تركيا، حليفتها الرئيسية في معالجة أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا، إلى احترام حرية الصحافة.
أما الحكومة فقد نفت تدخلها في مصادرة الصحيفة، التي وصفتها بأنها «عملية قانونية».
وصرح داود أوغلو لتلفزيون «خبر» أمس «يوجد العديد من وسائل الإعلام في تركيا التي تنتقد الحكومة، ولم تخضع أي منها لإجراءات قانونية»، وأضاف: «لكننا لا نتحدث هنا عن نشاط صحفي فقط، لكن عن عملية تستهدف الحكومة الشرعية التي وصلت إلى السلطة بدعم شعبي».
(رويترز – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن