سورية

أكد خيبة آمال السعودية في سورية … نصر اللـه: حزب اللـه يقاتل في سورية بإرادته ولا يبحث عن حجج

| وكالات

أكد الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه، أن الحزب يقاتل في سورية بإرادته ولا يبحث عن حجج، وأن الكل وفي مقدمتهم السعودية، بنوا حساباتهم على أساس أن سورية ستسقط خلال شهرين في أيديهم، ولكن «مرت 5 سنوات وخابت الآمال وسورية في مكان آخر»، ما تسبب لتلك الأطراف وفي مقدمتهم السعودية بفشل كبير وسقوط رهاناتهم.
وقال نصر اللـه في كلمته أمس بالاحتفال التكريمي للشهيد علي فياض بحسب قناة «المنار»: «إننا لسنا نبحث عن حجج لنقاتل في سورية، وهذه إرادتنا وفهمنا ووعينا والحاج علاء يمثل كل إخوانه الذين استشهدوا في سورية وكل إخوانه الذين لا يزالون يقاتلون، من هذا الموقع موقع الفهم والبصيرة». وأشار نصر اللـه إلى أن «خيارنا لتحرير أرضنا كان المقاومة وما زال المقاومة ويجب أن نسجل وقوف سورية والجمهورية الإسلامية دائماً إلى جانب المقاومة ومساندتها»، وأضاف: كثير من الدول العربية التي تصنفنا اليوم إرهاباً ما علاقتها بهذه الانتصارات وهذه الانجازات؟ ولفت إلى أن من أوائل الذين ذهبوا إلى سورية كان الشهيد فياض وكان يقود المعارك في الميدان وأصيب أول مرة بالجراح، ومجرد أن شفي عاد إلى سورية، ومرة أخرى أصيب وكانت إصابته خطرة وعندما شفي عاد إلى سورية لأن لديه وعياً كاملاً لحقيقة المعركة. وتساءل نصر اللـه: لو لم تصمد سورية وسيطرت القاعدة وداعش والنصرة على سورية أين كان لبنان بمسلميه ومسيحييه؟ مؤكداً أن من يواجه السعودية في سورية هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية.
وعن التوتر الأخير الذي حصل من السعودية تجاه لبنان، قال نصر اللـه: أنا بكل واقعية أتفهم غضب السعودية لأنه عندما يفشل أحد، أقلّه يغضب، وإذا غضب ويستطيع أن يقوم بشيء يحاول أن يقوم به. كما أكد نصر اللـه أن الشهيد فياض يعبر عن جيل من الشباب اللبناني الذي آمن بخيار المقاومة، فبعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 82 كان هناك وجهات نظر متعددة، «وعلاء وإخوانه لم ينتظر أي منهم ما قيل حينها عن إستراتيجية عربية موحدة ولا الأنظمة الرسمية ولا جامعة الدول العربية ولا الإجماع العربي»، متسائلاً: لو لم تنطلق مقاومة شعبية لبنانية تفاعلت معها الفصائل الفلسطينية أين كان لبنان؟ كانت إسرائيل هي من يدير لبنان اليوم.
ولفت نصر اللـه إلى أن الحاج علاء هو من الشباب اللبناني الذي آمن أن الذي يحمي لبنان والكرامة الوطنية هو القوة الذاتية وقدراتنا وإرادتنا وحضورنا وهو ما تطور إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وشدد على أن الذي يحمي لبنان هو جيشه وشعبه ومقاومته ومن ينتظر أن يكون من يمنع إسرائيل من الاعتداء على لبنان ويحميه من الأطماع والتهديدات هو جامعة دول عربية أو إجماع عربي فهو يراهن على سراب. وتابع الأمين العام لحزب اللـه: إن هذه القدرة الذاتية الوطنية الحقيقية غير المشروطة هي التي تحمي هذا البلد وأثبتت هذه المعادلة أنها تشكل حالة ردع للعدو، لافتاً إلى أن العدو يتحدث كل يوم عن المقاومة وقدراتها وأدمغتها وقادتها وإمكانياتها ويعتبرها الخطر الأول ويهابها ويحسب لها كل حساب، هذا الذي يحمي بلدنا.
واعتبر أن «ما يحصل معنا اليوم هو تواصل للإستراتيجية القديمة فهذه المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب هي التي استعادت البعض من الكرامة والعزة العربية».
وأضاف نصر اللـه: إن النظام السعودي يأتي في مقدمة المتآمرين على أي نظام أو جيش عربي يريد قتال إسرائيل واستعادة الكرامة العربية. وقال: ذهبنا إلى البوسنة لمساعدة ناس يذبحون كل يوم والحاج علاء غادر بلدته وعائلته وأرضه ليقاتل دفاعاً عن أعراض المسلمين.
وأشار إلى أن «ما لحق بالمسلمين السنة على يد داعش في العراق أخطر مما لحق بالمسلمين الشيعة هناك، ونحن ذهبنا لنقاتل تحت قيادة عراقية وليس لنتدخل بشؤون العراق ولنقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على أنه إرهابي»، وتساءل: هل نكون نحن مدانين؟ وأضاف: «اليوم من الذي يغير بالمعادلة في العراق؟ العراقيون أنفسهم وهذا الحشد الشعبي المبارك، أما أنتم اجتمعتم وشكلتم حلفاً من 70 دولة لمحاربة داعش فماذا فعلتم حتى الآن؟»
كما أشار إلى أن حسابات السعودية في سورية كانت نفسها في اليمن، حيث كان تقدير القيادة السعودية الجديدة أنه في مدة أقصاها شهران يحسم الأمر، لكن هناك إخفاق ذريع في اليمن، والأثمان التي تدفعها السعودية اليوم نتيجة حربها على اليمن أثمان باهظة جداً، والفضيحة أنه تحت عنوان أن الحرب على اليمن حرب على «الحوثيين»، هي تُمكّن من أجمع العالم على تصنيفه إرهاباً من السيطرة على المحافظات الجنوبية ويرتكبون المجازر المهولة.
كما أكد أنهم «فشلوا وسيفشلون وأنا على قناعة تامة بكل كلمة قلتها منذ اليوم الأول: لا يمكن إلا أن ينتصر الشعب اليمني». ولفت نصر اللـه إلى إخفاق سعودي في البحرين وهو يتمثل في الفشل بإنهاء الانتفاضة الشعبية بعد 5 سنوات.
وقال: إن السعوديين يفتشون عن أحد يحملونه مسؤولية الفشل، وغضبوا علينا فطال غضبهم كل لبنان.
وتوجه نصر اللـه بالشكر إلى كل من تضامن مع المقاومة وأدان واستنكر ورفض القرار الخليجي وبيان وزراء الداخلية العرب بتوصيف حزب اللـه منظمة إرهابية، معتبراً أن هذا خير في الدنيا والآخرة.
ولفت إلى أن أهميته كونه يعبر ويؤشر إلى مكانة المقاومة عند الشعوب العربية، وأن المقاومة والقضية الفلسطينية ما زالت حاضرة بقوة، و«هذه الصرخة التي شهدناها قيمتها عالية لأن هناك مناخ سطوة المال والإعلام والأنظمة وسطوة التكفير الديني والسياسي». وأشار الأمين العام لحزب اللـه إلى أن «أهمية ردود الأفعال الرسمية والشعبية على تصنيف حزب اللـه إرهابيا أنها رسالة قوية لـ«إسرائيل» التي تقدم نفسها أنها حامية للمسلمين السنة، فردود الأفعال هي جواب الشعوب العربية لـ«إسرائيل» ألا تحلموا أنه يمكن في هذا العالم العربي والإسلامي أن يأتي يوم يصبح فيه وجودكم طبيعياً ونقبل بقاءكم ولا يمكن أن تصبحوا أصدقاء للشعوب العربية والإسلامية، أنتم أعداء وستبقون أعداء وإرهابيين في نظرهم». وأعلن نصر اللـه أن السعودية «ستكتشف مبكراً أنها تخوض معركة خاسرة وسنحفظ بلدنا من الأخطار وسنحمي سلمنا الأهلي ووحدتنا الوطنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن