من دفتر الوطن

تحية حب للمرأة!

| عصام داري

أحشد جيشاً من الكلمات والعبارات الرشيقة، أستنجد بالأبجدية، أطلب منها العون، أمتطي جني الشعر والسحر كمحارب من عصور الفروسية، فاليوم سأغامر وأكتب عن المرأة، هذا المخلوق الرقيق الذي يضفي على حياتنا سحراً وألقاً ويعطيها معناها، هي مصدر الحب والحنان في هذا الكوكب.
قد تعجز كل كلماتنا وأشعارنا وأغانينا عن إعطاء المرأة حقها من التكريم والتقدير والاحترام، لكننا على الأقل نعرف أن ما نقوم به ليس أكثر من وسيلة للتعبير عمّا نكنّه لها من مشاعر وأحاسيس.
كرّم العالم المرأة بتخصيص يوم لها في السنة، أطلقوا عليه «اليوم العالمي للمرأة» فهل أنصفها في ذلك؟، وهل يكفينا يوم نتوقف فيه عند شريكنا في الحياة نتحدث عنها كأم وأخت وحبيبة وشريكة وقديسة ومقاتلة جنباً إلى جنب مع الرجل من أجل الدفاع عن إنسانيتنا وعن أوطاننا؟.
هل يكفي أن نهديها زهرة في مثل هذا اليوم، أو حتى طوقاً من ماس، أو صندوقاً من الحلي والجواهر كي نكون قد أدينا واجبنا تجاهها؟.
في بعض بلدان العالم كروسيا والصين وكوبا، تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم، الثامن من آذار الذي اعتبرته الأمم المتحدة منذ عام 1977 يوم المرأة العالمي فصار رمزاً لنضال المرأة ضد الظلم وعدم المساواة والعنف، وغير ذلك من ممارسات تتعرض لها المرأة في أربع جهات الأرض.
أعترف أنني منحاز للمرأة وقضاياها، وأعرف، كما يعرف الكثيرون على المستوى العالمي أن المرأة السورية نالت حقوقاً لم تحصل عليها حتى النساء في الدول الأكثر تقدماً في العالم، حتى في موضوع الأجور والرواتب، حيث يتقاضى الأميركي، راتباً أو أجراً أعلى من المرأة مع أنهما يقومان بالعمل نفسه.
لكننا نطمع لما هو أفضل من ذلك، ليس في الأجور وحسب، بل في مجالات أوسع، وخاصة أننا نلمس ما قامت به المرأة السورية من بطولات، وما قدمته من عطاءات فاقت في ذلك ما قدمه الرجال، وخاصة في السنوات الخمس الماضية.
خاضت المرأة السورية، معارك في الشرف إلى جانب الرجال دفاعاً عن حياض الوطن. وسقطت شهيدات في تلك المعارك، كما قدمت أمهات عديدات أولادهن شهداء على مذبح الوطن، وأكَّدن أن «الأشجار تموت واقفة» كما تقول مسرحية الإسباني الكبير أليخاندرو كاسونا.
ظلمت المرأة على مرِّ التاريخ، ومازالت تظلم ونحن في القرن الحادي والعشرين، حبسوها في «الحرملك» وتاجروا بجسدها، ولم يلتفتوا إلى عقلها وتفكيرها، ولم يلقوا بالاً لمشاعرها وأحاسيسها وإنسانيتها، فكانت الجارية و«البضاعة» المعروضة للبيع في سوق النخاسة.
كان شيخ القبيلة يحسب النساء كقطيع الأغنام، وكانت الإناث يوءدن أحياء خوفاً من عار يتخيلون أن الأنثى ستجلبه عليهم، أليس في عصرنا هذا تمنع النساء من أبسط حقوقهن في الحياة؟.
وسأختم بما قاله نزار قباني، ومن إحدى قصائده أختار:
إياك أن تتصوري أني أفكر فيك تفكير القبيلة بالثريد
وأريد أن تتحول حجراً.. أطارحه الهوى
وأريد أن أمحو حدودك في حدودي
أنا هارب من كل إرهاب يمارسه جدودك وجدودي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن