رياضة

احفر البئر قبل أن تعطش

| مالك حمود 

رحم اللـه أهل الحكمة من القدماء للإرث الكبير والغني الذي تركوه لنا للاستفادة منه ولو من باب الحيطة والحذر، وتحسباً للأحداث قبل وقوعها، فالصينيون أيضاً كانوا حكماء بمقولتهم العميقة: احفر البئر قبل أن تعطش.
ومن هنا فقد كان حرياً بالاتحاد السوري لكرة السلة الأخذ بهذه الحكمة قبل الوصول بسلتنا إلى مرحلة العطش بعدما بلغت درجة متقدمة من التعطش للاحتكاك الدولي المطلوب للنهوض بها من أزمتها الكبيرة والعميقة التي دخلتها بفعل الظروف الراهنة التي عصفت بها.
فجأة يعلن اتحاد السلة الاعتذار عن المشاركة في بطولة غرب آسيا للناشئين (تحت 18 سنة) لكرة السلة المقررة في النصف الثاني من نيسان القادم بإيران! بداعي التحصيل الدراسي للاعبين والامتحانات وو..!
ألم يكن اتحاد سلتنا على دراية ومعرفة مسبقة وقبل شهور بموعد البطولة؟! وهو الذي كان ينسق لها بشكل مبكر ويخطط لكيفية تحضير المنتخب سواء من خلال التجمعات الجغرافية في بعض المحافظات، أو في المعسكر المركزي النهائي بالعاصمة؟!
ألم يكن اتحادنا السلوي على علم بالحال الدراسي والمدرسي للاعبينا أم إنها حلت فجأة؟! وإذا كانت لديه تحفظات تجاه موعد البطولة لماذا لم يخاطب اتحاد غرب آسيا باعتراضه على ذلك طالباً التأجيل بما يتناسب مع ظروف لاعبينا لكونهم طلبة، وهذا حقه الطبيعي على اعتبار أن البطولة خاصة بالفئات العمرية؟!
فأين صوتنا في اتحاد غرب آسيا، أليس لنا ممثل فيه؟! وهل لاتحاد غرب آسيا التصرف في البطولات كيفما يشأ من دون التنسيق والتوافق مع الدول المعنية؟!
سبق أن قلناها بأن اتحاد غرب آسيا أشبه بالـ (سوبر ماركت)! واليوم نكررها آسفين ولكن هل المشكلة معه وفيه فقط؟!
الغريب بالأمر أن نبأ اعتذارنا عن المشاركة لم يعلن عنه إلا في وقت متأخر! وقبلها بيوم كان الكلام عن إقامة تجمعات جغرافية لتدريب مواهب المنتخب في المحافظات! وبعدها بساعات يأتي القرار المتناقض! فأين عام المنتخبات الذي وعدنا به رئيس اتحاد السلة؟ وأين التنسيق والتنظيم والتخطيط والإستراتيجيات الموعودة لإنقاذ ماتبقى من كرة سلتنا؟
بالأمس إلغاء لدوري الشباب، واليوم اعتذار عن المشاركة باستحقاق دولي بات نافذتنا الخارجية الوحيدة على العالم الخارجي وبوابتنا إلى القارية، وعام ثالث من الغياب عن البطولات الخارجية للفئات العمرية، فهل أصبحنا بغنى عن المشاركات الخارجية التي (وإن لم تحمل نتائج سارة في هذه المرحلة) كانت كفيلة بإبقائنا ضمن الأجواء الدولية المحفزة على التطور؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن