سورية

جودة: الانتصارات العسكرية وتغير الوضع السياسي هيأ الأجواء لعقده … انطلاق فعاليات أول ملتقى للمجتمع المدني والأهلي السوري

بدأت أمس في دمشق أعمال أول ملتقى للمجتمع المدني والأهلي السوري، بهدف تعزيز آليات عمل المجتمع المدني وبناء قدراته ورفع الوعي وزيادة القدرة على التنسيق والتواصل، ليكون قادراً على المساهمة في بناء السلام والمصالحة الوطنية، وتحقيق الديمقراطية والعدالة، والمساهمة في عملية التنمية والبناء.
ويشارك في الملتقى الذي عقد في فندق شيراتون تحت عنوان «دور المجتمع المدني في بناء سورية» ويستمر ثلاثة أيام، وبرعاية «حركة البناء الوطني»، حشد غفير من فعاليات ونشطاء في مجال المجتمع المدني من الداخل السوري، وبحضور ممثلين عن منظمات دولية بصفة مراقبين.
وفي الجلسة الافتتاحية ألقى رئيس «حركة البناء الوطني»، أنس جودة كلمة ركز فيها على التعريف بالملتقى وأهدافه وبناء الإنسان والسلام وبنية المجتمع وتقديم أنموذجات عنها.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الملتقى أوضح جودة، أن فكرة الملتقى انطلقت من أن يكون هناك صوت واضح وقوي لمجموعات العمل المدني ومنظمات المجتمع المدني، فالأشخاص الذين عملوا في السنوات الماضية لم يكن هناك تسليط إعلامي على عملهما ولم يكن لهم صوت واضح ومؤثر، على حين صعدت قوى مختلفة في الفترة الماضية على الساحة السورية، وتحدثت بالشأن العام وأغلب هذه القوى ربما ليس لها عمل حقيقي على الأرض أو لم تتواصل مع الناس أو ليست على تماس مباشر مع مشاكلهم، لافتاً إلى أن هذا المجتمع المدني اليوم مُشكل من المجموعات والفرق والناشطين الذين عملوا في المناطق أو الأحياء سواء على مستوى اللاجئين أو الإغاثة أو حتى التنمية، والمهم أن يكون لهؤلاء الصوت الحقيقي ويكون لهم الرؤية والكلمة في مستقبل سورية.
وذكر أن «هذا الملتقى ما كان ليعقد في السنوات الماضية، أما اليوم فهناك مساحة جدية، هذه المساحة بالتأكيد سببها الانتصار العسكري وسببها تغير الوضع السياسي»، مشدداً على أنه «يجب علينا كسوريين جميعاً أن نسعى لملء هذه المساحة والعمل جدياً لبنائها وفق محاور ووفق ما يفيد الوطن». وحول النتائج المرجوة من الملتقى، قال جودة: اليوم وبعد جولة ورشات طويلة ولقاءات تحضيرية مع عدد من الناشطين في عدد من المحافظات السورية توصلنا للحديث عن عدة محاور أساسية أبرزها: «الإعلام- التنمية الاجتماعية- التنمية الاقتصادية المحلية- المصالحات وبناء السلام- البنية التشريعية القانونية…. فالهدف الأساسي اليوم هو الحديث في المشكلات في هذه النقاط ومحاولة إيجاد حلول لها».
وحول نشاطه «السياسي» كرئيس لحركة البناء الوطني ونشاطه في العمل «المدني»، قال جودة: «العمل المدني لا يختلف عن العمل السياسي المهم اليوم ملء الفضاء العام، لكن العمل السياسي يفترق عن العمل المدني لحظة الترشح أو التقدم لمنصب عام.. قبل هذا التقدم هو عمل مدني والعمل في الفضاء العام وهذه هي الأهمية اليوم».
بدورها رأت مديرة مركز الشعلة للأداء المتميز سمر سليمان لـ«الوطن»، أن هدف مشاركتها هو أن يكون هناك «تشبيك مع كل الجمعيات والمنظمات التي من الممكن أن تعمل وتشتغل في مجال المجتمع المدني ويصبح لها تنظيم وكادر موحد يشتغل عليه على مستوى البلد»، في حين قال سمير هواش من التيار الوطني السوري: «لم يكن لدينا في سورية عمل سياسي على مدى خمسين عاماً بل كان لدينا متابعة سياسية، وبموضوع المجتمع المدني أيضاً ينطبق عليه ذلك لا يوجد لدينا حركة مجتمع مدني حقيقية حصلت في سورية على مدى خمسين عاماً رغم احترامنا للاتحاد النسائي الذي من الممكن أنه عمل قدر المستطاع»، مضيفاً: «مجرد عقد هذا الملتقى هو خطوة جيدة بأنه ابتدأ شيء في سورية، لأن الحراك السياسي يجب أن يترافق بحراك مدني خاصة بعد خمس سنوات من بدء الأزمة. في ظل هذه الأزمة من الضروري أن يكون هناك حراك مدني لأن الساحة السياسية يحركها المجتمع المدني لأن السياسي إذا لم يكن له قاعدة شعبية بالتالي يصبح إعلامياً وليس سياسياً».
من جانبه قال القس معن بيطار: إن «هذا الملتقى ليس الفريد في سورية بل كان هناك الكثير من النشاطات كانت تعقد في لبنان، وحتى في سورية كانت هناك لقاءات تدريبية على دور المجتمع المدني (المشاريع الصغيرة- التوعية) لكن هذا اللقاء هو ميزة لأول مرة في سورية لأنه يُفعل ويستثمر فعلياً وليس نظرياً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن