سورية

مصالحة مع 100 قرية بأرياف حماة.. والجيش يتوعد «النصرة» بريف حماة الجنوبي

| حماة- محمد أحمد خبازي

ركز الطيران الحربي السوري غاراته يوم أمس على مقرات لتنظيم داعش المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية الدولية، وذلك في وادي التناهج بمنطقة الشيخ هلال بريف سلمية الشرقي، ما أدى إلى مقتل العشرات من أفراده.
كما استهدف الطيران الحربي عدة مواقع أخرى لداعش في العقيربات ووادي العزيز وحول الجبول والشيخ هلال، ما أدى إلى مقتل 34 من مقاتلي التنظيم و جرح 57 آخرين، وعرف من القتلى محمد الجبوري وهو القيادي العسكري المهاجم لنقاط الجيش والملقب بأبي هديل العراقي، ومساعده أبو ليلى العسكري وهو سعد البيلاوي عراقي الجنسية ومحمد العوجان القيادي العسكري في عقيربات. كما تم تدمير عربة bmb مفخخة و3 سيارات حولها وسيارتين مزودتين برشاشين ثقيلين، ودبابة، وسيارة تحمل رشاش 23.5 ملم. وأما في ريف حماه الجنوبي، فقد بدأ تطبيق هدنة بين الجيش والقوات الرديفة ومجموعات مسلحة، وذلك في ‏حربنفسه لإعادة إصلاح خطوط التوتر الكهربائي القطرية والدولية التي تمر عبرها.
وقد خرجت مظاهرة في ‏كفرلاها ضد مقاتلي «النصرة» مرحبة بالهدنة ومطالبة بتفعيلها وعدم إفشالها.
وقد ألقى الطيران المروحي منشورات يدعو الجيش فيها المسلحين إلى الاستجابة للهدنة، وتسليم أنفسهم وأسلحتهم له وخاطبهم فيها: «إن الهدنة تحفظ أرواحكم، إذ لا مفر أمامكم فأنتم محاطون كيفما تحركتم، ولعلمكم سوف تبدأ المصالحة في ‏بلدة الرستن التي هي في ريف حمص والقريبة لريف حماة الجنوبي». ومن جهة ثانية، عقد قبل ظهر أمس لقاء مصالحة وطنية في دار الأسد للثقافة والفنون بحماة ضم شيوخ عشائر وعلماء ورجال دين إسلامي ومسيحي وممثلين عن كل الأطياف الدينية والسياسية والاجتماعية في مدينة قلعة المضيق وعدد من القرى والمزارع التابعة لها وأكثر من 100 قرية ومزرعة في ريف ناحية الحمراء الشرقي والغربي ومنطقة صوران.
وأعرب رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حماة اللواء موفق الأسعد عن مباركته لهذه المصالحة التي تمثل إنجازاً وطنياً وسياسياً وأهليا ليس على مستوى محافظة حماة فحسب بل على مستوى سورية، مؤكداً أن باب المصالحة مفتوح فقط لأبناء الوطن الذين حادوا عن جادة الصواب وليس لأولئك التكفيريين والخونة الذين لا ينفع معهم سوى المواجهة ومواصلة دحرهم عن كامل تراب سورية.
وقال محافظ حماة غسان خلف: إن «المحبة هي أساس لقائنا اليوم، وإن هذه المصالحة الوطنية هي نتيجة جهد ومساع حثيثة من مختلف الجهات الحكومية والأهلية والدينية بدأت منذ خمس سنوات وهي تتجلى اليوم وتزداد الحاجة إليها بالتزامن مع الانتصارات المتلاحقة والبطولات المشرفة التي يسطرها الجيش العربي السوري في مختلف جبهات القتال، ورغم إيماننا المطلق بأن الشهادة هي قدر غير أن هدفنا الأساسي هو الانتصار على هذه المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها.
ورأى أمين فرع حماة لحزب البعث أن المصالحة بين أبناء الوطن الواحد ليست انتصار طرف على آخر فالدولة هي الصدر الحنون لكل من غرر به، وأننا لسنا ضعفاء ولا نهاب الأعداء والخونة لكن في الوقت نفسه نعلم أن هناك عدداً من أبناء شعبنا قد غرر بهم خلال الفترة الماضية ونحن حريصون على إعادتهم إلى كنف الوطن والمساهمة في الدفاع عنه من خلال حمل السلاح في وجه أعداء الوطن والدولة.
وأكد مدير أوقاف حماة نجم العلي أن سورية تستحق منا أن نقدم الغالي والنفيس في سبيل عودتها إلى سابق عهدها واحة للأمن والسلام والازدهار داعياً إلى الصلح لأن الصلح بين الأهل هو فتح قريب. ولفت الأب لويس اسكاف الكاهن لدى رعية منطقتي الغاب والسقيلبية أننا اليوم بأمس الحاجة لعقد هذه المصالحات الوطنية التي هي أساس حل الخلافات وتجاوز الأزمة.
وأكد رئيس اللجنة الأهلية للمصالحة الوطنية بحماة محمود سباهي أنه بمصالحات كهذه يتم محو أثار المحنة التي ألمت بالوطن واختصار طريق طويلة من إزهاق الأرواح ودمار البنية التحتية التي هي أساس تطور سورية ومستقبلها المشرق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن