سورية

اتهام تركي لطهران بمواصلة دعم «حماية الشعب».. ومشاورات روسية إيرانية.. واتفاق مصري روسي على مواجهة الإرهاب بالمنطقة … بوتين يؤكد: التزام الهدنة عامل رئيسي لتطبيع الوضع في سورية

| وكالات

وسط مشاورات روسية إيرانية، واتفاق روسي مصري على توسيع مكافحة الإرهاب لتشمل إضافة إلى سورية كلاً من ليبيا واليمن، عد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الالتزام بشروط «وقف العمليات القتالية» بمثابة «العامل الرئيسي» لتطبيع الوضع الداخلي في سورية وتحسين الظروف الإنسانية.
وحازت موسكو على موافقة كل من طهران والقاهرة على حدة، على مواصلة التنسيق والتعاون ضمن إطار «مجموعة الدعم الدولية لسورية».
وبرز اتهام تركي لإيران بدعم «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية في سورية وذلك بعد أقل من 48 ساعة من عودة التواصل التركي الإيراني رفيع المستوى وتحديد موعد لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا.
وأطلع الرئيس الروسي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على الجهود التي تبذل في سياق تنفيذ البيان الروسي الأميركي المشترك بشأن وقف الأعمال العدائية في سورية بدءا من السبت قبل الماضي.
وأوضحت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين أن بوتين شدد خلال اتصال هاتفي له مع السيسي على أن «الالتزام بشروط الهدنة، يعد العامل الرئيسي لتطبيع الوضع الداخلي في سورية وتحسين الظروف الإنسانية»، مبينةً أن الرئيسين شددا على ضرورة مواصلة الحرب بصورة فعالة ضد الإرهاب الدولي ليس في سورية فحسب، بل في ليبيا واليمن، واتفقا على مواصلة التعاون الروسي المصري الوثيق في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية.
ويشكل هذا التشديد الروسي المصري المشترك على استشعار الطرفين القلق من العملية السعودية في اليمن ونوايا واشنطن إطلاق عملية للتحالف الدولي، ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا من دون مشاورات كافية.
بدوره، ثمن السيسي هذه الخطوات عالياً وأيد إطلاق عملية سياسية لتسوية الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن.
وفي طهران، بحث مبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، تطبيق وقف العمليات القتالية في سورية، وتنفيذ مهمة التصدي لتنظيم داعش.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: إن الجانبين ركزا على «مهام ضمان وقف إطلاق النار في سورية ومكافحة داعش بلا هوادة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2268، وكذلك الإسراع في التسوية السياسية للأزمة السورية عبر عملية تفاوضية سورية سورية شاملة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وأكد الجانبان على «أهمية مواصلة التنسيق الفعال لجهود موسكو وطهران، بما في ذلك في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية».
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها الرئيس الإيراني في شهر آب الماضي، والتي تأجلت لعدة مرات، ستتم في المستقبل القريب.
وحسب صحيفة «يني يوزيل» التركية، أشار جاويش أوغلو في حديثه إلى النواب في البرلمان التركي، إلى أن تركيا لا تتردد من انتقاد السياسة الخارجية الخاطئة، سواء أكانت هذه السياسة هي إيرانية، أم أميركية أم روسية، وأضاف «نحن ضد السياسة المذهبية التي تتبعها إيران» في المنطقة. ودافع عن زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو إلى طهران، قائلاً: «نحن لم نقم بزيارة إيران لأننا بحاجة إليها، أو لأننا أجبرنا على ذلك».
ومطلع الأسبوع الجاري، زار داود أوغلو إيران، وقد وصفت هذه الزيارة بأنها كانت بمثابة خطوة، خففت من حدة التوترات، وقربت وجهات النظر بين البلدين. وقبيل مغادرته إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، قال رئيس الوزراء التركي أمس للصحفيين بمطار «أتاتورك» في مدينة إسطنبول التركية: «لا نريد سورية أن تقسَّم لدويلات، ولكي لا نسمح بذلك (التقسيم)، اتفقنا مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارتي لطهران، على أن يستمر وجود سورية كدولة قوية». وأضاف: «اتفاقية سايكس بيكو قسّمت المنطقة قبل 100 عام، وينبغي ألا نسمح بتقسم جديد». واعتبر أن وقف العمليات القتالية في سورية لا يزال «هشاً» في ظل تواصل ما أسماها «الهجمات الروسية وانتهاكات النظام».
وعلى الرغم من الزيارة، اتهمت صحيفة (صباح) التركية، إيران بمواصلة تقديم الدعم المالي واللوجيستي لـ«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية. ووفقاً لمعلومات استخباراتية، نقلتها الصحيفة من دون أن تحدد مصدرها، عقد قائد إيراني يدعى «جواد» لقاء خاصا مع قائد «وحدات حماية الشعب» سيبان حمو.
وكشفت الصحيفة، الموالية لحكومة العدالة والتنمية، أن جواد وفر مساعدات مالية تصل قيمتها إلى 3.5 ملايين دولار وقاذفات صواريخ للوحدات بسورية، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن