سورية

واشنطن اعتبرت الحل السياسي «الطريق الوحيد» لتسوية الأزمة السورية … الحكومة تتلقى دعوة إلى المشاركة في مفاوضات جنيف.. وموقف «معارضة الرياض» ملتبس

| الوطن – وكالات

تلقت الحكومة السورية دعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف في 14 آذار الحالي، على حين بدا موقف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة من المشاركة ملتبساً، في وقت اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن الحل السياسي هو «الطريق الوحيد» لتسوية الأزمة السورية، رغم صعوبته، واستبعدت أي حل عسكري للأزمة.
وقال مصدر سوري قريب من الوفد الحكومي الرسمي المفاوض، أمس، حسب وكالة «فرانس برس» للأنباء: «تلقى الوفد المفاوض دعوة من الأمم المتحدة الأحد للمشاركة في المفاوضات في جنيف في 14 آذار الحالي».
ولم يحدد المصدر موعد وصول الوفد الحكومي الرسمي. ولم يعرف ما إذا كان المقصود بدء المحادثات غير المباشرة بين وفدي الحكومة و«الهيئة العليا للمفاوضات» في 14 آذار، على أن تشهد الأيام التي ستسبقها اجتماعات بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وكل من الوفدين خارج إطار التفاوض.
وفي السياق ذكرت تقارير صحفية، أن وزارة الخارجية والمغتربين تلقت دعوة رسمية جديدة للمشاركة في محادثات جنيف المقبلة، وسيشارك الوفد الحكومي الرسمي السوري بالطاقم التفاوضي ذاته، الذي سبق وشارك في المحادثات السابقة، برئاسة المندوب الدائم لسورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري. لكن الوفد السوري لم يحدد موعد وصوله بعد.
وأعلن موفد الأمم المتحدة إلى سورية في مقابلة صحفية قبل ثلاثة أيام أن المفاوضات ستنطلق في العاشر من الشهر الحالي، أي الخميس المقبل، وذلك بعد تعليق جولة تفاوضية الشهر الماضي من دون نتيجة تذكر.
في المقابل، يبدو موقف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة ملتبسا، إذ أعلن أحد المتحدثين باسم الهيئة أن الوفد المفاوض سيتوجه إلى جنيف الجمعة في الحادي عشر من آذار قبل أن يعلن المنسق العام للهيئة رياض حجاب أن القرار لم يحسم بعد.
وقال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا حسب «فرانس برس»: إن الهيئة وافقت على الذهاب إلى جنيف، «بعدما لاحظنا جهدا كبيراً في اتجاه تحقيق المطالب الإنسانية واحترام الهدنة».
وبعد ساعات، قال المنسق العام للهيئة في مؤتمر عبر الهاتف من الرياض مع مجموعة من الصحفيين: «ستقيم الهيئة الوضع في الأيام القادمة وسنأخذ القرار المناسب» بشأن الذهاب إلى جنيف.
وستجري المفاوضات بشكل غير مباشر، أي ينقل وسيط مكلف من الأمم المتحدة مواقف أحد الطرفين إلى الطرف الآخر، ولا يلتقي الوفدان في غرفة واحدة.
وجولة المحادثات المرتقبة في جنيف هي الأولى منذ بدء تطبيق «وقف الأعمال القتالية» في سورية في 27 شباط الماضي بموجب اتفاق أميركي روسي مدعوم من الأمم المتحدة.
ويستثني الاتفاق تنظيمي داعش وجبهة النصرة. وتشهد المناطق السورية المشمولة بالاتفاق هدوءا منذ بدء سريان الهدنة على رغم تسجيل خروقات محدودة بالترافق مع تواصل إدخال قوافل مساعدات إلى عدد من المناطق المحاصرة.
وهذه الهدنة هي الأولى من نوعها بين الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة في سورية.
وأوضح حجاب رداً على سؤال حول إمكانية تمديد الهدنة التي وافقت الهيئة عليها لمدة أسبوعين، أنه سيصار إلى تقييم الوضع مع «قادة الفصائل وكذلك مع الأصدقاء وعلى ضوء ذلك سنتخذ موقفنا».
على خط مواز، قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يقوم بجولة إقليمية انطلاقا من أبو ظبي، في مقابلة مع صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية الصادرة بالإنكليزية، وفق ما نقلت «أ ف ب» انه: «بقدر ما هو أمر صعب، علينا أن نواصل السعي للوصول إلى تسوية سياسية». وأضاف: «نعمل حالياً لإعادة النظام السوري والمعارضة إلى طاولة المفاوضات. لأنه في نهاية المطاف، لم يتغير الهدف. الحل السياسي بين الأطراف (المتنازعة) هو الطريق الوحيد لإنهاء العنف ومنح الشعب السوري الفرصة لإعادة بناء بلده».
وتضغط القوى الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة وروسيا لإنجاح المحادثات، ونقلت الصحيفة عن بايدن استبعاده أي حل عسكري للأزمة المستمرة منذ خمسة أعوام، مضيفاً: «يجب أن يكون ذلك واضحاً للجميع».
وتطرق بايدن إلى اتفاق «وقف الأعمال القتالية»، الذي لا يزال صامداً رغم بعض الخروقات. وقال: «يبدو أن وقف الأعمال القتالية صامد. ليس مثالياً، هو هش، لكن مستويات العنف انخفضت بشكل كبير» في مختلف المناطق السورية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وفق ما نقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، أن عودة المباحثات والعملية السياسية هو أفضل دعم للهدنة في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن