سورية

الأمم المتحدة تحث الأطراف السورية على إبداء حسن النيات في محادثات جنيف … اتهامات لموسكو بالتخلي عن محسوبين عليها من المعارضة.. وجميل وقسيس يؤكدان تلقيهما دعوة.. وأنباء عن عدم توجيهها لـ«الاتحاد الديمقراطي»

| وكالات

حثت الأمم المتحدة أمس الحكومة السورية والمعارضة على إبداء حسن النيات في محادثات جنيف المقبلة، بعد أن أعلنت جيسي شاهين المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن الأخير يعتزم بدء المحادثات الأساسية بحلول 14 آذار أي بعد خمسة أيام من الموعد المقرر في التاسع من الشهر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وفق ما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء: «قلت للمستشارة ميركل إن الحكومة السورية والمعارضة لابد أن تشاركا بنيات طيبة في مفاوضات السلام التي تستأنف غداً» الأربعاء.
وأضاف معلقاً على أزمة المهاجرين في أوروبا: إنه يشعر بقلق من اتخاذ بعض الدول الأوروبية إجراءات لتقييد حركة اللاجئين الذين يسعون للحماية. وقال «إنهم يتهربون من مسؤولياتهم الإنسانية».
وقبل ذلك قالت المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سورية في إفادة مقررة: إن المحادثات ستستأنف رسمياً في التاسع من آذار لكن بعض المشاركين سيصلون إلى جنيف في 12 و13 و14 من الشهر، بحسب «روتيرز».
وأضافت شاهين: إن المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوات هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى، على حين نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن شاهين قولها: إن المبعوث الدولي دعا وفود الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات وبعض المشاركين في لقاءات موسكو والقاهرة، ولن توجه دعوات أخرى.
وكان دي ميستورا علق الجولة الأولى من الحوار السوري السوري في الثالث من شباط حتى يوم 25 شباط بدعوى وجود حاجة لعمل كبير لا بد من إنجازه أولا وبمشاركة كل الأطراف المعنية، في حين أكد رئيس الوفد الحكومي الرسمي السوري بشار الجعفري أن مشغلي وفد معارضة الرياض وهم السعودية وتركيا وقطر أصدروا إليهم التعليمات من اللحظة الأولى لإفشال اجتماع جنيف.
وتلقت الحكومة السورية دعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات جنيف، وقال مصدر سوري قريب من الوفد الحكومي الرسمي المفاوض، أمس الأول، حسب وكالة «فرانس برس» للأنباء: «تلقى الوفد المفاوض دعوة من الأمم المتحدة الأحد للمشاركة في المفاوضات في جنيف في 14 آذار الحالي».
في المقابل بدا موقف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة ملتبساً، إذ أعلن أحد المتحدثين باسم الهيئة أن الوفد المفاوض سيتوجه إلى جنيف الجمعة في الحادي عشر من آذار قبل أن يعلن المنسق العام للهيئة رياض حجاب أن القرار لم يحسم بعد.
وستجري المفاوضات بشكل غير مباشر، أي ينقل وسيط مكلف من الأمم المتحدة مواقف أحد الطرفين إلى الطرف الآخر، ولا يلتقي الوفدان في غرفة واحدة.
وجولة المحادثات المرتقبة في جنيف هي الأولى منذ بدء تطبيق «وقف الأعمال القتالية» في سورية في 27 شباط الماضي بموجب اتفاق أميركي روسي مدعوم من الأمم المتحدة.
ويستثني الاتفاق تنظيمي داعش وجبهة النصرة. وتشهد المناطق السورية المشمولة بالاتفاق هدوءا منذ بدء سريان الهدنة على رغم تسجيل خروقات محدودة بالترافق مع تواصل إدخال قوافل مساعدات إلى عدد من المناطق المحاصرة.
وهذه الهدنة هي الأولى من نوعها بين الجيش العربي السوري والتنظيمات المسلحة في سورية.
في الأثناء اتهمت أطراف في المعارضة روسيا بعدم وضوح الرؤية تجاه تصنيفات المعارضة السورية، وأعلنت أن موسكو تخلت عن دعوة بعض أعضاء مجموعة موسكو إلى محادثات جنيف.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن مصادر في المعارضة أن روسيا لم تعد متمسكة بدعوة عضو مجلس الرئاسة في جبهة التغيير والتحرير قدري جميل ورئيسة «حركة المجتمع المدني» رندا قسيس إلى محادثات جنيف في حين تتمسك بدعوة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم وآخرين معه من «مجلس سورية الديمقراطية».
ورأت المصادر أن المبعوث الأممي إلى سورية في الغالب سيتجاوب مع الرغبة الروسية ولن يوجه الدعوة لمن تخلت عنهم موسكو وخاصة أن المعارضة السورية تعتبرهم «إشكاليين».
لكن جميل أعلن، أن وفد مجموعة موسكو- القاهرة ينوي الذهاب إلى الجولة الثانية لمفاوضات جنيف قبل 14 آذار. وقال: «طلبوا منا الحضور قبل 14 آذار، وأنا سأذهب في 12 آذار. هيثم مناع (الرئيس المشارك لمجلس سورية الديمقراطي) ما زال يرفض المشاركة من دون الأكراد. نحن 8 أعضاء مجموعة موسكو- القاهرة نعتقد أن علينا المحافظة على وضعنا ومتابعة المشاركة والعمل من أجل تمثيل الأكراد في هذه المفاوضات».
كما أعلنت قسيس تسلمها دعوة من دي ميستورا، وكتبت أمس على صفحتها في «الفيسبوك»: نحن أعضاء الوفد العلماني والديمقراطي السوري المفاوض، نؤكد حضورنا إلى جنيف للمشاركة بالمحادثات السورية-السورية التي ستبدأ يوم 14 آذار، وذلك بعد أن تلقينا دعوة الجولة الثانية من المبعوث الدولي. سألتحق بباقي الأعضاء للمشاركة حين انتهاء زيارتي لموسكو.
وفي السياق قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن اسمه بحسب وكالة أنباء «الأناضول»: إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لن يشارك في محادثات جنيف.
وقبل ذلك قال ممثل الأكراد السوريين في موسكو رودي عثمان: إن الدول المنظمة لمحادثات جنيف وعدت أكراد سورية بدعوة ممثليهم إلى جنيف، لكن الدعوة لم تصل حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن