سورية

واشنطن تعلن أن «التحالف الدولي» لا يخطط للسيطرة على الرقة إنما «لديه استراتيجية لعزلها» و«الديمقراطية» تقترب منها ومن دير الزور

| الحسكة – دحام السلطان – وكالات

وسعت «قوات سورية الديمقراطية» مناطق سيطرتها بريف الحسكة الجنوبي، وتقدمت في محيط بلدة مركدة أقصى جنوب المحافظة على حساب تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وواصلت تلك القوات في الوقت نفسه تقدّمها في الريف الجنوبي الغربي من مدينة الحسكة في المحيط الجنوبي والغربي لجبل عبد العزيز، والمحيط الشرقي لمحافظة الرقة، وتمكنت من السيطرة على نحو 25 قرية ومزرعة ريفية، لتتسع بذلك رقعة سيطرتها الجغرافية على الطريق الذي يربط قرية «الممكن» بمدينة الحسكة في العمق الجنوبي الغربي من ريف مدينة الشدادي الذي يربط ريف الحسكة بالحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وفي السياق ذاته أعلنت أميركا أن التحالف الدولي الذي تقوده لا يخطط «لاستعادة» محافظة الرقة معقل داعش، وإنما لديه إستراتيجية لـ«عزلها»، واقترح قائد القيادة المركزية الأميركية لويد أوستن، على وزارة الدفاع الأميركية القيام بدورات تدريب قصيرة المدى لمجموعات صغيرة من المعارضة السورية المسلحة.
وسيطرت «الديمقراطية» على قرية المكمن بالكامل قبل يومين وهي القرية التي تقع على مفرق الطريق الزراعي الذي يربط ريف وبادية الحسكة بريفي محافظتي الرقة ودير الزور، ثم أحكمت السيطرة على قرية «أم مدفع» الإستراتيجية في الريف الجنوبي الغربي من المحافظة، غرب قرية «السبع وأربعين» بـ50 كم، وعلى 9 قرى أخرى في الريف الغربي من مدينة رأس العين غرب شمال مدينة الحسكة بـ90 كم على الحدود الإدارية مع محافظة الرقة باتجاه بلدة تل أبيض الحدودية مع تركيا.
وأكد نشطاء في المعارضة، وفق ما ذكرت مواقع الكترونية معارضة، بتقدم «الديمقراطية» في محيط بلدة مركدة أقصى جنوب الحسكة، حيث باتت المواجهات في صوامع الحبوب على أطراف البلدة. وأوضح الناشط أن «القوات الديمقراطية» نفذت عملية التفاف حول البلدة من جهة الغرب، لتبدأ المواجهات مع التنظيم في قرية «جناة» ومحيطها جنوب «مركدة» على طريق دير الزور، بهدف إحكام الحصار على عناصر التنظيم داخلها. وفي حال سيطرت «الديمقراطية»، على «مركدة»، ستنتقل جميع جبهات قتالها ضد التنظيم إلى محافظتي دير الزور في الجنوب والرقة في الغرب.
في المقابل، فجّر داعش، سيارة مفخخة ضد أحد مواقع «الديمقراطية» في قرية «السوسة» القريبة من صوامع «العالية» على طريق حلب- الحسكة.
من جهة ثانية، ألقت «الديمقراطية» القبض على أحد عناصر داعش المدعو «أحمد حاج لايج» الذي أدلى بتصريحاته لوسائل الإعلام المرافقة لحملات «الديمقراطية»، ذكر فيها أنه تم تجنيده من قبل الاستخبارات التركية مع 50 عنصراً آخرين، تم تقسيمهم إلى 4 مجموعات من بينهم ينتمون إلى جنسيات سعودية ومن طاجاكستان للتخطيط والهجوم على بلدة «تل أبيض» بعد تسهيل دخولهم إلى سورية عن طريق بلدة «جرابلس» ومن ثم التوجه نحو بلدة «سلوك» شرقي تل أبيض، قبل إلقاء القبض عليه وقتل وفرار بقية المجموعة. ومن جانب آخر استشهد مدني وأصيب 4 آخرون بانفجار لغم أرضي بالسيارة التي كانوا يستقلونها في قرية «حريري الحاتم» جنوبي مدينة الشدادي على الطريق القديم الذي يربطها بمدينة دير الزور.
في الأثناء قال قائد العمليات الخاصة الأميركية الجنرال جوزف فوتل خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء: «إن التحالف الدولي لا يخطط حالياً لاستعادة مدينة الرقة السورية»، معقل داعش.
وأضاف: «لدينا إستراتيجية للذهاب إلى الرقة وعزلها»، ولكن «لم نخطط» لاستعادة المدينة، ولا «للسيطرة» عليها بمواجهة هجوم محتمل للجهاديين. وإذا كان المسؤولون الأميركيون واضحين من حيث استعدادهم لاستعادة الموصل في أسرع وقت ممكن، فإن نياتهم كانت دوماً غامضة قليلاً في موضوع الرقة، وغالباً ما يشيرون إلى الرغبة في «عزل» المدينة. ويعتمد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في عملياته البرية ضد التنظيم على «قوات سورية الديمقراطية»، لكن الرقة تقع خارج منطقة نفوذها. وأوضح فوتل أنه «ربما نحو 80 بالمئة» من «الديمقراطية» هم من الأكراد.
إلى ذلك قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن أمام اللجنة نفسها: إن «هدفنا هو تجنيد مزيد من العرب والتركمان». وأفاد أن واشنطن تسعى، بهدف مواصلة تعزيز القوات المحلية القادرة على مواجهة الجهاديين، إلى تدريب مقاتلين سوريين ولكن في شكل مختلف عن البرنامج السابق الذي أصيب بفشل ذريع. و«نريد التركيز على عدد أقل من الأشخاص نستطيع تدريبهم بكفايات محددة»، على أن يتشاطروها لاحقاً مع زملائهم.
واقترح أوستن على وزارة الدفاع الأميركية القيام بدورات تدريب قصيرة المدى لمجموعات صغيرة من المعارضة السورية المسلحة.
وتطرق أوستن إلى مدة تواجد القوات الروسية في سورية، قائلاً: «حسب رأيي الشخصي، روسيا دخلت في تلك العملية العسكرية في سورية من دون أي رغبة للبقاء طويلاً هناك»، وبرر سبب اعتقاده هذا بالتأثير الاقتصادي حال بقيت روسيا طويلا في سورية على الاقتصاد الروسي حسب قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن