رياضة

على هامش مؤتمر اتحاد كرة القدم … الإصلاح قادم لكنه بين فكي كماشة

| ناصر النجار

مؤتمر صحفي لكرة القدم أقيم ظهر الأربعاء الماضي، وتم فيه استعراض خطة عمل المنتخبات الوطنية وكيفية تطوير الكرة السورية من وجهة نظر الاتحاد.
استمع اتحاد الكرة إلى الأسئلة التي طرحها الزملاء وتناولت العديد من المواضيع المهمة، والمواضيع التي أثيرت في المرحلة الماضية حول طلب استقالة اتحاد الكرة من وسائل الإعلام والشارع الرياضي وتحولت المطالبة إلى استقالة رئيس الاتحاد وذلك على خلفية خروج منتخبنا الأولمبي من النهائيات الآسيوية من الدور الأول.
الإجابات كانت مقنعة في بعضها، وغير مقنعة في غيرها الآخر، والمفيد اليوم أن اتحاد كرة القدم فتح صفحة جديدة ليرينا ماهو فاعل، وخصوصاً أن بذور الإصلاح بدأت وبعضها نراه بأم أعيننا، ولكن؟ لابد مع كل ذلك من ملاحظات نراها ضرورية ومهمة نطرحها من باب المصلحة العامة وباب الشراكة المفترضة بيننا وبين مؤسسات الاتحاد الرياضي العام.

الإصلاح
مفهوم الإصلاح كبير وشاسع، وفي مطلق القول، فإن الإصلاح لا يقوم على واحد، بل يجب أن يكون عبر المجموعة، ونخشى أن يكون الاتحاد الحالي كسابقه من الاتحادات لا يعرف من كرة القدم إلا حجمها ولونها وشكلها.
والملاحظة الأولى التي سجلناها (مثلا) غياب كل أعضاء الاتحاد عن المؤتمر وكأن الأمر لا يعنيهم، وهذه سقطة يجب تفاديها في المؤتمرات القادمة، فوجود أعضاء الاتحاد مسألة مهمة، لأنهم معنيون بالعمل أولاً وأخيراً.
الإصلاح بدأنا رؤيته، والخطوة الأولى بتعيين أمين سر جديد مع البدء بإنشاء هيكلية تنظيمية جديدة سواء بالأتمتة التي سيتم اعتمادها أم بالكادر الوظيفي المتعلم الذي سيتم تعيينه.
وهذه الإجراءات ضرورية ومهمة لأنها في المحصلة العامة تقضي على الفوضى والارتجالية والبيروقراطية في العمل.
الأفكار كثيرة والإجراءات المقترحة أكثر، ولا نعرف إن كانت ستنفذ أو إنها ستجد العقبات التي ستحد من طموح الإصلاح.
المشكلة في الموضوع أن صاحب الطرح واحد، لذلك نتساءل: هل سيقوم عمل الإصلاح على شخص واحد، وما دور بقية أعضاء الاتحاد؟
لذلك نشكك بكل الأعمال والإصلاحات إن لم يقم بقية الأعضاء بمهامهم الكاملة أو على الأقل المساعدة في هذه الحركة الإصلاحية.

أعمى بلا عكاز
روتين العمل لن يجعل الاتحاد يقفز القفزة النوعية المطلوبة وعلى سبيل المثال فإن لجنة الانضباط تعمل عملاً روتينياً على مبدأ (شاهد ما شفش حاجة) فالقضايا الخلافية التي تشهدها بعض مباريات الدوري لا نجدها في أجندة أعمال اللجنة ودوماً الحجة في ذلك على أن تقارير المراقبين والحكام تخلو من سرد هذه القضايا الخلافية، وعلى سبيل المثال شاهدنا مقاطع تلفزيونية مؤلمة لما حدث بعد مباراة النضال والجهاد واكتفت اللجنة بمعاقبة لاعبين اثنين قيل لنا إنهما مظلومان، وأيضاً تم الاعتداء على مرافق ملعب نادي المحافظة ولم يصل أي شيء إلى اللجنة لتتخذ أي قرار بحق المسيء، وفي قضية مباراة تشرين والشرطة فقد اتهم رئيس اتحاد نادي تشرين لاعبيه بالتواطؤ وفرض بأحدهم عقوية الإيقاف وطالبه بكل مال قبضه من النادي، تنصل رئيس نادي تشرين في التحقيق من كل ماتم ذكره ولم يتخذ أي إجراء رغم أن اللجنة تملك ثبوتيات على (الاتهام) والمفروض ألا يمر هذا مرور الكرام.
خلاصة الأمر هنا أن لجنة الانضباط غير قادرة على ضبط مسار الدوري، وعلى اتحاد الكرة ملاحظة ذلك، ليتم ضبط الدوري عبر أشخاص أكثر قدرة على ذلك.
والكلام نفسه ينطبق على لجنة الحكام التي تتوارى في كل قراراتها خلف الأزمة، ولنا في ذلك كلام مفصل سننشره لاحقاً.
أما بقية اللجان فحدث ولا حرج، وعلى ما يبدو أن موضوع الإصلاح لن يكون ناجعاً إلا إذا دخل أعضاء الاتحاد في صميم العمل بشكل جدي وفاعل، مع ملاحظتنا على الكثير من الأسماء التي دخلت عضوية هذه اللجان وهي إما غير فعالة، أو أنها كسولة، وهذا لن يطور كرتنا.
لجنة التطوير
لم نسمع أي شيء عن لجنة التطوير، ولم نعرف مهامها وطبيعة عملها فأي شيء ستطور؟
هل عملها ينصب على التطوير الفني، أم التطوير الإداري، أم التطوير التنظيمي؟
تطوير كرة القدم يبدأ من الأمور الإدارية والتنظيمية وصولاً إلى الأمور الفنية.
العشوائية في كرة القدم تبدأ من ضعف الاهتمام بالمسابقات الرسمية وما فيها من أنظمة وقوانين، وبقاء الحال على المنوال هذا لن يطور كرة القدم مطلقاً.
وعلى سبيل المثال اقترحت «الوطن» في المؤتمر ما نشرته غير مرة سابقاً وهو أن يتم إلغاء التعادل في الدوري، وأن يحتكم الفريقان المتعادلان إلى ركلات الترجيح وفي ذلك فوائد عديدة، أولاً كسب النقاط المهدورة جراء التعادل، حيث ينال الفائز نقطتين والخاسر نقطة، ثانياً يتم تطوير مهارات اللاعبين بتنفيذ ركلات الجزاء وخصوصاً أن الكثير من الركلات ضاعت هذا الموسم.
مثل هذا الاقتراح وغيره، يجب أن يكون في اهتمام لجنة التطوير لدراسته بشكل كافٍ ووافٍ، وعرضه على المؤتمر العام للعبة لتتم مناقشته، وإذا حظي بالرضا والقبول فيتم إقراره.
أخيراً فإن كل ما ذكرناه يصب في بوتقة الإصلاح، فإن كان كل أعضاء الاتحاد راغبين في إحداث نقلة نوعية، فيجب أن يتعاملوا مع كرتنا بغير هذا الأسلوب، وأن نجد منهم الاهتمام الأكبر والأكثر حرصاً على كرتنا، ووسائل الإعلام ستبقى تمارس دور الرقيب على عمل المؤسسات الرياضية، ولن يمر أي شيء مرور الكرام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن