عربي ودولي

الصدر يدعو إلى اعتصام للضغط على الحكومة العراقية … العبادي يتعهد بالانتقام من داعش بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية

تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس بالانتقام من تنظيم داعش المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية، بعد قصفه بلدة تازة جنوب كركوك، ما أسفر عن إصابة مئات من سكانها بحالات اختناق وطفح جلدي يرجح أنها ناجمة عن أسلحة كيميائية، في وقت دعا زعيم التيار الصدري العراقيين إلى أن يبدؤوا الجمعة المقبل اعتصاماً أمام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة للضغط على الحكومة من أجل إجراء إصلاحات.
وقال العبادي خلال لقائه وفداً من وجهاء ناحية تازة وقرية البشير المجاورة: إن «ما اقترفته عصابات داعش الإرهابية في مدينة تازة لن نمرره من دون عقاب وسيدفع مرتكبوه الثمن باهظاً».
وأشار العبادي إلى «أن هناك فرقاً ومواد طبية لتقديم الاحتياجات اللازمة لأهالي تازة وتطهير الأماكن واتخاذ الاحتياطات اللازمة».
وقصف التنظيم البلدة الأربعاء الماضي بعشرات الصواريخ من قرية بشير التي يسيطر عليها.
ولا تزال جهات أمنية واستخباراتية تعمل على تحليل عينات من الأدخنة والغازات المترسبة التي خلفها انفجار الصواريخ والتي قال مسؤولون محليون: إنها تحتوي على «غاز الكلور». حتى إن البعض اتهم التنظيم باستخدام «غاز الخردل» في الهجوم.
ونفذت قيادة القوة الجوية العراقية أمس غارة على مواقع داعش في قرية بشير التركمانية التي يستغلها التنظيم لشن هجمات على مدن ومناطق مجاورة بينها تازة، بعد أشهر عدة من اجتياحهم لمناطق شمال وغرب العراق.
في غضون ذلك دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، أمس، العراقيين إلى أن يبدؤوا يوم الجمعة المقبل اعتصاما أمام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة حتى انتهاء المهلة التي حددها لرئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي لإجراء إصلاحات بعد عشرة أيام على بدء التحرك.
وقال الصدر في بيان أصدره مكتبه: «أوجه ندائي التاريخي هذا لكل عراقي شريف» من أجل «بدء مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية الشعبية مرحلة تقومون بها بالاعتصام أمام بوابات الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة أعني 45 يوماً».
وأمهل الصدر رئيس حكومة بلاده في 13 شباط الماضي 45 يوماً لإجراء إصلاحات حكومية. ويفترض أن تنتهي هذه المهلة بعد عشرة أيام على بدء الاعتصام الجمعة.
ويطالب الصدر بإنهاء المحاصصة السياسية التي أقرها كبار قادة الأحزاب السياسية الحاكمة للبلاد منذ 13 عاماً واختيار وزراء تكنوقراط، وفتح ملفات الفساد التي ارتكبتها الأحزاب الكبرى.
وتقع المنطقة الخضراء شديدة التحصين على ضفاف نهر دجلة وسط بغداد، وتضم مقار الحكومة وعدداً من السفارات الأجنبية وأبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال الصدر: «استعدوا ونظموا أموركم من أجل إقامة خيم الاعتصام السلمي فهذا يومكم لاجتثاث الفساد والمفسدين من جذورهم وتخليص الوطن من تلك الشرذمة الضالة المضلة».
إلى ذلك أعلنت بريطانيا أمس أنها سترسل المزيد من العسكريين إلى العراق «لتعزيز مهمة تدريب القوات المسلحة العراقية» التي تكافح مسلحي تنظيم داعش المدرج على اللوائح الدولية لتنظيمات الإرهابية.
وصرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن 30 عسكرياً بريطانياً إضافياً سيتم نشرهم من أجل عمليات تدريب على المسائل اللوجستية وتشييد الجسور إضافة إلى طاقم من الأطباء المختصين.
وبذلك سيرتفع عدد البريطانيين الذين يقومون بمهام تدريب في العراق إلى 300. ومن المقرر أن ينتشر العسكريون البريطانيون الثلاثون في معسكرات تدريب في بسماية والتاجي قرب بغداد.
وأكد فالون أن «تقدماً متيناً» تحقق في مكافحة تنظيم داعش. وأضاف الوزير البريطاني: «هذا هو الوقت الذي علينا أن نكثف فيه التدريب للقوات العراقية في الوقت الذي تعد فيه لعمليات في مدن أساسية مثل الفلوجة أو الموصل».
وأضاف: إن مهمة التدريب هذه «إلى جانب ضربات سلاح الجو البريطاني تؤكد الدور الحاسم الذي تلعبه قواتنا المسلحة في مكافحة داعش».
(رويترز- أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن