رياضة

بروباغندا

| خالد عرنوس

لفت نظري في الآونة الأخيرة بعض العناوين الصحفية المثيرة التي لم تنزل في قبان الإعلام ولا ميزانه الذي لا يعرف الحياد المطلق بالتأكيد، ففي إنكلترا برز لاعب شاب يدعى راشفورد ضمن صفوف مانشستر يونايتد يبلغ من العمر 18 عاماً وقد استطاع تسجيل أربعة أهداف في مباراتين خلال أربعة أيام فما كان من الإعلام البريطاني وخاصة المقرب من ناديه العريق إلا أن نعت اللاعب بأوصاف وألقاب وضعته في قمة النجومية بعد 4 أو 5 مباريات خاضها مع الفريق الأول.
لا شك أن ماركوس راشفورد من المواهب الصاعدة التي يمكن التعويل عليها في قادم الأيام سواء مع ألمانيو أو المنتخب الإنكليزي نظراً لما يملكه من مواهب كبيرة إلا أنه من المبكر الحكم عليه في بداية مشواره بين الكبار وهو الذي خاض دوري أبطال أوروبا للشباب مطلع الموسم الحالي.
الغريب في أمرنا نحن الإعلاميين أننا نعمل (من الحبة قبة) كما يقول المثل العامي، فلم يكد راشفورد يتألق في مباراة الآرسنال حتى وضعته صحافة بلاده في مقام عمالقة انتظروا سنوات طويلة حتى استحقوا الإشادة، حتى إن بعض الإعلاميين بدؤوا بمقارنته مع لاعبين سبقوه بسنوات.. التعامل مع راشفورد لم يكن الأول من نوعه في الصحافة الأوروبية فهناك أمثلة كثيرة، وتحضرني هنا حكاية زين الدين زيدان مدرب ريـال مدريد الحالي الذي ما إن حقق فوزين عريضين في بداية مشواره بالليغا حتى انهالت عليه ألقاب جعلته (كامل الأوصاف) وبدأت حكاية أسطورة المدرب العبقري الذي لا يجارى على الرغم من أنه لم يكد يتلمس أولى خطواته في عالم الإدارة الفنية التي يتطلب من بعض كبارها العمل سنوات من أجل صناعة اسم كبير في عالم قطعة الجلد المدور.. مازاد الطين بلة على هذا الصعيد كثرة المواقع الالكترونية التي تحاول جذب المتصفحين عبر عناوين طنانة ومحاولات السبر في غور أدق التفاصيل حتى لو كانت غير ذات أهمية وباتت في عصر السرعة الجنونية ملاذاً لمتابعي كرة القدم هذه الأيام, وهنا نقول من الممكن أن نرى زيدان مدرباً كبيراً وربما يتجاوز الكثير ممن سبقوه لكن علينا الانتظار ثلاث سنوات قادمة على الأقل.
دأب الإعلام على صناعة النجوم لكن في عالم الموهوبين يبقى الحكم النهائي للتاريخ والمتابعين وللأرقام والإنجازات وربما جاء المديح المبكر لنجم ما بمثابة دفن مبكر لموهبته كما حدث مع الكثيرين من قبل والقائمة والأمثلة أكثر من أن تحصى…. وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن