سورية

«وفد الرياض» يصعّد.. وحذر بين المراقبين من انتهاء الحوار قبل أن ينطلق … محادثات جنيف تبدأ اليوم.. والأمم المتحدة مهدت لدعوة معارضة الداخل

| الوطن – وكالات

وسط تمسك معارضة الرياض بشروطها المسبقة بضرورة تأسيس هيئة انتقالية وتنحي الرئيس بشار الأسد، وتجاهلها لبياني فيينا والقرار الأممي 2254، يفترض أن تنطلق اليوم الجولة الثانية من محادثات جنيف، الأمر الذي دفع مراقبين إلى عدم التفاؤل والتحذير من انتهاء المحادثات قبل أن تبدأ، في وقت مهدت الأمم المتحدة لدعوة ممثلين عن معارضة الداخل للمحادثات.
ووصل الوفد الحكومي الرسمي برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري صباح أمس إلى جنيف للمشاركة في المحادثات وكذلك أعضاء معارضتي «الرياض» و«لوزان». ومساء أمس زار المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الوفد الحكومي الرسمي في مقر إقامته في فندق كراون بلازا ولاحقاً زار وفد الرياض في مقر إقامته بفندق الرويال.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة محمود مرعي «وفد معارضة الداخل لم يتلق دعوة رسمية بعد للمحادثات ولكن مكتب دي ميستورا في دمشق طلب منا إرسال جوازات سفرنا الأمر الذي يعتبر تمهيداً لتوجيه دعوة»، موضحاً أن الدعوة ستوجه إلى 15 شخصية من معارضة الداخل.
ولفت مرعي إلى أن دي ميستورا وخلال زيارته الأخيرة إلى دمشق ولقائه وفد معارضة الداخل وعد الوفد بأن تتم دعوته إلى محادثات جنيف المقبلة.
من جانبه كتب عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة منذر خدام في صفحته على «فيسبوك» أمس «وصل وفد هيئة التنسيق الوطنية برئاسة السيد المنسق العام حسن عبد العظيم إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات للبحث عن حل سياسي للأزمة وإنقاذ ما تبقى من سورية وشعبها». وأضاف: «وكما صرح الزميل أحمد العسراوي عضو الوفد.. سوف نعمل على ضمان التغيير الجذري والشامل للنظام الاستبدادي القائم إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي يحقق للشعب السوري المطالب التي ثار من أجلها وهي مطالب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية….».
وتابع: «يحسن المشاركون في المفاوضات جميعاً إذا ركزوا على هذا الهدف في هذه الجولة وإذا شاركوا بحسن نية… المسألة تتعلق بمصير سورية وشعبها فلا يجوز اللعب.. أو تقديم المسائل الشخصية على المسائل العامة عل وعسى يغلب منطق البحث عن أفضل الصيغ للمشاركة وليس لهزيمة طرف لطرف ما سوف يعني إخفاق المفاوضات..». يشار إلى أن هيئة التنسيق ممثلة في وفد معارضة الرياض، لكنها تنشط في داخل سورية.
في الأثناء، صعد «كبير المفاوضين» في وفد «معارضة الرياض» محمد علوش من هجومه وذلك في تصريحات أطلقها من جنيف وقال فيها إن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته»، مشيراً إلى أن المرحلة الانتقالية «لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة» بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، وذلك بعد تصريحات لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد فيها «نحن لن نحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج فلا داعي لقدومهم إلى جنيف». وقال المعلم متطرقاً إلى تصريحات سابقة لدي ميستورا ذكر فيها أن جدول أعمال جولة المحادثات يتضمن قضايا الحكم والدستور وانتخابات رئاسية وتشريعية «لا يحق له ولا لغيره كائناً من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية (…) فهي حق حصري للشعب السوري».
وتحدثت أوساط مراقبة في جنيف لـ«الوطن» عن «استقطاب حاد» بعد تصعيد علوش. وقالت «هذه الأجواء يمكن أن تنهي المفاوضات قبل بدئها».
ورأت تلك الأوساط أن هذه الجولة من المحادثات تعقد «بضغوط أميركية وروسية فقط»، لافتة إلى أن «هناك توافقاً بين العملاقين على ما يبدو» للمضي قدماً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وتترافق هذه الجولة من المحادثات غير المباشرة مع دخول الأزمة السورية عامها السادس، وهي تختلف عن مبادرات سابقة بأنها تترافق مع اتفاق لوقف الأعمال القتالية لا يزال صامداً في ظل ضغوط دولية للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة.
وكان دي ميستورا أعلن منذ يومين أن الحوار السوري السوري في جنيف «سيستأنف يوم 14 آذار الجاري وسيستمر حتى 24 من الشهر نفسه» بعد أن كان علق الحوار في الثالث من شباط الماضي بسبب إصرار وفد «معارضة الرياض» على طرح شروط مسبقة وعرقلة تشكيل وفد ذي تمثيل واسع للمعارضة وفق أحكام القرار الدولي «2254» وبياني فيينا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن