ثقافة وفن

التعليم مسرحي والعمل تلفزيوني … حسن دوبا لـ«الوطن»: نعمل على تأهيل مسرحيّة الفردوس لتكون أنضج

| عامر فؤاد عامر

أثناء دراسته الجامعية في كليّة الحقوق أحب أن يسجل في دورة لتدريب الممثل، ليكتشف في منتصف الدّورة بأنها دورة تؤهل للدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق، وبالفعل كان هذا هو البوابة التي جعلته مصرّاً لطرق هذا الباب، ولذلك يعدّ الفنان «حسن دوبا» أن دخوله للمجال الفنّي كان بمصادفة لم يحسب لها حساب في السابق، ولكن قبل الدخول للمعهد تولّدت لديه رغبة في التعلّم وصقل نفسه أكثر من خلال عدد من ورشات العمل، ودورات تأهيليّة مع مدربين أجانب، وصادف أن كان عام 2008 غنيٌّ بهذه الفرص، فقد كانت دمشق في ذلك العام عاصمة للثقافة العربيّة، وامتلأت الحياة بالفرص والعروض التي شجّعته أكثر، ومنحته المقدرة على التزوّد بحصيلة مهمّة من المعرفة قبل الدراسة الأكاديميّة.

تحرر بعد الضغط
بعد الدخول إلى المعهد والبدء بجديّة في المنهج والدراسة والعمل وجد «حسن دوبا» نفسه أمام كمّ كبير من العمل، والشعور بالضغط وعدم اللحاق بما هو مطلوب من الأساتذة والمدربين، والضغط القاسي، والمرهق، وتعدد الأساتذة، وتغيّر الأساليب، واختلاف الطريقة، والوقوع في الحيرة، ومحاولة في التأقلم مع كلّ منهم، لكن اليوم ومع نهاية كلّ تلك التجارب يقول إنّه ذلك مفيد جداً ويمنح الدارس مقدرة على فهم نفسه وفهم الآليّة التي يمكن أن يقدّم الطالب نفسه ليكون ممثلاً حقيقيّاً. ويتكامل ذلك مع عروض التخرج كما في «رماد البنفسج» في نهاية السنة الثالثة وبداية الرابعة مع المخرج «سامر عمران»، وهو العرض الذي وجد نفسه فيه أكثر، شعر بقوته كممثل من خلاله، ليأتي بعد عرض «هستيريا» مع المخرج «جهاد سعد»، ثم «خارج السيطرة» مع «سامر عمران» من جديد.

الفردوس
بعد التخرج جاءت تجربة مسرحيّة «الفردوس» التي شاركه فيها الفنان «لجين اسماعيل» وإخراج «محمد جمعة»، وعن هذه التجربة يقول: «كان يجب علينا الانتظار لتنضج التجربة أكثر؛ على الرغم من النجاح الذي حققته، ولكننا نعمل عليها اليوم لإعادة عرضها من جديد، مع تعديل كثير من الأمور، بناء على ملاحظات من الأساتذة الذين تابعونا، والأصدقاء أيضاً، وقد أعطت مسرحيّة «الفردوس» صدى أكثر من المتوقع، ففي اليوم الأخير دخل رقم مضاعف من الجمهور…».

تجارب
في السنة الأولى في المعهد كان لـ«حسن دوبا» أول تجربة تمثيليّة في فيلم «لحظة هاربة تشبه الإنعاش» من إخراج «مضر ابراهيم» وشاركه الفيلم زميله الفنان «مغيث صقر». ومن تجربة الأفلام القصيرة أيضاً فيلم «هالة والملك» من إخراج «يارا سليمان» الذي جاء في السنة الثالثة، وكذلك المشاركة في الفيلم الطويل «الرابعة بتوقيت الفردوس» والمخرج «محمد عبد العزيز». يقول: في مرحلة التخرج كان لي أول دور تلفزيوني في مسلسل «عناية مشددة»، وعند هذه النقطة يضيف «حسن دوبا»: «لقد فرحت بهذه الفرصة لأن المخرج «أحمد ابراهيم أحمد» تابع مشروع التخرج الخاصّ بأبناء دفعتي، واختار منها الممثلين، كما أن فرصتي في مسلسل «زوال» للمخرج نفسه جاءت بعد عرض مسرحيّة «الفردوس» واعتقد أن ذلك يعدّ حالة صحيّة مفيدة جداً للمتخرج الجديد من المعهد، أتمنى أن يقوم بها جميع المخرجين».

في الجديد
من المشاركات التي قدّمها الفنان «حسن دوبا» أيضاً دوره في فيلم «رجل و3 أيام» للمخرج «جود سعيد»، وحاليّاً في مسلسل «أيام لا تنسى» مع المخرج «أيمن زيدان»، إضافة إلى «زوال» مع «أحمد ابراهيم أحمد»، وفي «بقعة ضوء» والمخرج «سيف الشيخ نجيب»، ويقول أيضاً: «هناك مشروع مسرحي في طور المناقشة والتفكير، فلا غنى لي عن المسرح، فهو مكان المتعة المهنيّة، والكمال، والشعور بأنني ممثل».

مقاومة
كيف تصقل نفسك اليوم؟ ولاسيما أنّ الممثل بعد التخرج يميل للتكاسل والانشغال عن الاهتمام بأدواته نتيجة للانخراط في العمل، وكان هذا هو سؤالنا له، ليجيب: «هي عملية مقاومة؛ بسبب اختلاف نمط الحياة، فالتربية هي مسرحيّة في حين العمل اليوم هو للتلفزيون، بالتالي لا انتظام في الوقت، فالعمل التلفزيوني يستنفد الوقت، وهنا تولد المقاومة، فلا بدّ لي من تغذية نفسي من خلال الأفلام السينمائيّة، ومتابعة العروض المسرحيّة على قلّتها، وأنا من النوع الذي يحبّ السفر للاطلاع على ثقافة الغير والتعلّم في ورشات عمل جديدة مثلاً، على الرغم من صعوبة السفر في حياتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن