ثقافة وفن

نجوم عاشوا حياة الفقر والتشرد قبل اقتحام عالم الشهرة … شريهان قضت طفولة قاسية ومرعبة.. وميريام فارس عانت عنف والدها.. وسيرين عبد النور عملت بسن مبكرة … «أنطوني كوين» عمل فلاحاً وبائع مشروبات وماسح أحذية وسائق تاكسي

| وائل العدس

طفولة قاسية، ومشاعر حزينة، وتوترات نفسية، هذه كلمات تصف حياة عدد من نجمات الفن العربي في بداية حياتهن، حيث عانين طويلاً بسبب أزماتهن العائلية، والتي كان سبهها انفصال الوالدين.

اضطرابات كثيرة
أثارت الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور الجدل باعترافها بأنها عاشت طفولة ومراهقة بعيدة كل البعد عن المثالية، حيث صدمت بطلاق والديها، وكانت تعيش اضطرابات كثيرة، كما أنها اضطرت للعمل وهي صغيرة بسبب أزماتهم المالية، لافتة إلى أن هذا الواقع أثر في فكرتها تجاه الزواج، وأنها واجهت صعوبات كي توافق على الارتباط بزوجها الحالي فريد رحمة.
اعترافات سيرين الصريحة رغم الجدل والقسوة أثارت أيضاً احترام متابعيها.

طبيب نفسي
الفنانة التونسية هند صبري اضطرت في مرحلة صباها الذهاب إلى طبيبها النفسي لمواجهة واقعها الأسري، حيث اعتبرت أن طلاق والديها في مرحلة مبكرة من حياتها فاجعة كبيرة لها، وأنها كانت تلوم والدها كثيراً على قرار التخلي عن مؤسسة الأسرة.

التفكك الأسري
التفكك الأسري أيضاً عانت منه ميريام فارس في طفولتها، وخصوصاً أن والدها كان يسبب لها مشكلات وأزمات كثيرة، وكان يمارس العنف ضدها أيضاً بسبب إدمانه للعب القمار، وهو الأمر الذي دفعها مع والدتها وأشقائها لترك منزل العائلة والعيش بعيداً عنه، وهي بدورها كانت تعمل منذ الطفولة لتتمكن من الإنفاق على أسرتها.

حزن كبير
مالا يعلمه كثيرون أيضاً أن والدي الفنانة المصرية مي عز الدين قد انفصلا وهي صغيرة، وهو أمر سبب لها حزناً كبيراً أيضاً، ورغم أن والدها حاول تعويضها والالتقاء بها على فترات إلا أن بقاءها للعيش مع والدتها سبب لها حرماناً من مظلة الأبوة.

طفولة قاسية
عاشت النجمة المصرية شريهان طفولة فيها تفاصيل قاسية للغاية وتبدو مرعبة أيضاً، حيث دخلت وهي في عمر الـ14 من عمرها المحاكم مع والدتها وخاضتا معاً حرباً لإثبات نسبها لوالدها المحامي عبد الفتاح الشلقاني وكان هذا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، فبعد وفاة الأب رفضت عائلته تسليم الميراث لشريهان ووالدتها واتهموا الأم بالتزوير والتحايل على القانون نظراً لأن زواجها بالمحامي الشهير كان عرفياً، وحدث الطلاق وشريهان مازالت في مرحلة الطفولة المبكرة جداً، حيث رفضت عائلته هذا الزواج لأن السيدة عواطف والدتها كانت تعمل عارضة أزياء وهو أمر كان غير لائق بالنسبة لهم، كما أنه كان الزواج الثاني في حياتها.
عالمياً

لم يولد معظم النجوم وفي أفواههم ملاعق ذهب، قبل أن يصعدوا سلم المجد والشهرة، بل شكلت الظروف الحياتية القاسية التي عاشها هؤلاء النجوم دافعاً لهم لهجر حياة الصعلكة والتشرد والفقر، ورغم صعوبة العيش في الشارع وقسوته واضطرابات الطقس وبرده، عاش عدد من نجوم هوليوود في الشارع واتخذوا السيارات منازل لهم بسبب فقرهم قبل أن يصلوا إلى النجومية ويحققوا أحلامهم.
النجمة السمراء «هالي بيري» من أشهر نجوم هوليوود الذين عانوا حياة صعبة قبل الشهرة، فلم يكن لديها منزل وعاشت مشردة في الشوارع قبل أن تدخل إلى ملجأ المشردين، ولأن حلمها كان تحقيق الشهرة والنجومية اتجهت هالي بيري إلى الفن واحترفت التمثيل وحققت نجومية كبيرة في وقت قياسي.
كما تشابه معها الممثل العالمي «أنطوني كوين» في مرارة العيش، حيث عمل في الفلاحة، وبعد وفاة والده تولى إعالة أسرته وعمل في حقول القطن في ظروف شديدة القسوة، كما عمل بائع مشروبات وماسح أحذية وسائق تاكسي وراقصاً في مسابقات الرقص وملاكماً في رهانات الملاكمة، وعن هذه المرحلة من حياته يقول: «كنت أقاتل حتى أكسب قوتي وأحصل على لقمة عيشي مخضبة بدماء الآخرين».
واستمر في ممارسة أعمال مختلفة متنقلاً بين مناطق كاليفورنيا إلى أن أسند له مخرج دوراً في مسرحية، ثم بعدها تغيب أحد الممثلين من أصحاب الأدوار الرئيسية فأسند الدور لأنطوني وتوالت الأدوار إلى أن أصبح نجماً ينافس النجوم الكبار.
كما استعان عدد من نجوم هوليوود بالسيارات بدلاً من المنازل التي لم يكن باستطاعتهم استئجارها، مثل الفنانة «هيلاري سوانك» الفائزة بجائزة الأوسكار، والتي اضطرت للعيش عدة سنوات في سيارة مع والدتها.
كما عاش نجم سلسلة «جيمس بوند» الفنان «دانيال كريج»، في الحدائق العامة لفترة، وقام مغني الراب الشهير «بيتبول» بتجربة الأمر نفسه، حيث فضل التشرد والتسكع بالشوارع في سنوات المراهقة بسبب شخصيته وقناعاته الخاصة، وعاش هؤلاء الفنانون نوعاً من العزلة بعيداً عن رابطة القرابة العائلية، ومنهم من استرجع صلاته العائلية بعد أن أصبح في أوج المجد والشهرة، كالمغنية «جينيفر لوبيز» التي عاشت فترة داخل استوديو تتدرب بداخله على الرقص، وعادت إلى عائلتها بعد أن حققت إنجازاً في عالم الفن.
واضطر بعض الفنانين إلى المبيت في محطات الحافلات، مثل الفنان «سيلفستر ستالون» الذي اضطر إلى المبيت في محطة حافلات عامة بسبب إفلاسه، وعدم امتلاكه منزلاً قبل أن تطرق الشهرة بابه، وأيضاً الفنان «مارتن شين» الذي كان يبيت ليلاً في محطات مترو الأنفاق قبل أن يصبح ممثلاً شهيراً.
الممثل الكوميدي الشهير «جيم كاري» تسرب من المدرسة الثانوية، وعاش في شاحنة «فولكس فاغن» مع عائلته، كانت تتوقف في أماكن مختلفة داخل كندا، ثم في نهاية المطاف، انتقلوا إلى خيمة في حديقة منزل أخته الأكبر سناً، ويعتبر كاري روح الدعابة ولدت في هذه الأوقات المالية الصعبة التي نشأ فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن