الراحة الحورانية .. راحت … تراجع معاملها من 93 إلى 6 خلال الأزمة

| درعا – الوطن

اسم معمل فضفاض على مهنة إعداد الراحة الحورانية واسم مطبخ يلائم مقاسها أكثر، إذ لا تحتاج بعد المهني الخبير بطبخها إلا إلى حلة يوضع فيها نشاء القمح أو الذرة والسكر وحمض الليمون وملونات ومنكهات مسموح بها غذائيا بمقادير محددة يتحفظ بعض المهنيين على ذكرها لكونها من أسرار الصنعة، وبعدها تشعل النار تحت الحلة وتبدأ الخفاقة بالدوران على مبدأ العجانة في الأفران تقريباً وتستمر العملية لوقت ما حتى تتجانس الخلطة وتصبح هلامية ثم تنشل ويتم سكبها وتقطيعها بالأشكال المتعارف عليها ومن ثم غمرها ببودرة السكر المطحون أو بودرة النشاء وهكذا تنتج الراحة السادة، وقد يدخل عليها بعض المكسرات والدارج فستق عبيد وتسمى راحة موجهة، وهما صنفان شعبيان دارجان بالمحافظة باتا- وخاصة منهما السادة- مصدر شهرة لها على مستوى باقي المحافظات، لكن إنتاج هذه الحلويات الشعبية خبا شيئاً فشيئاً فبعد أن كان ينتجها وفقاً لمصادر مديرية الصناعة أكثر من 93 معملاً قبل الأزمة معظمها في درعا البلد لم يعد يعمل الآن على مستوى المحافظة كلها سوى 6 معامل فقط منها 4 في مدينة درعا واثنان خارجها، وقد نظمت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً ضبوطاً باثنين منها في مدينة درعا لمزاولتهما المهنة من دون ترخيص، وبالمقارنة زاد سعرها بنحو ثمانية أضعاف من 15 ليرة للعبوة زنة 300 غرام إلى 125 ليرة بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من سكر ونشاء ومحروقات وكرتون تعليب وأجور عمالة وغيرها، ما أفقدها شعبيتها لولا أن سعرها بقي مقبولاً إلى حد ما قياساً على باقي الحلويات الأخرى التي حلقت أسعارها بشكل جنوني.
يذكر أن المواصفة القياسية السورية رقم 1182 حددت في شروطها العامة للراحة السادة والمحشية والنوجة أن يكون المنتج ذا طعم ورائحة مميزين وشكل وحجم متناسق ومنتظم وخال من العفن والفساد وأي طعم غير مرغوب فيه والقوام متوسط غير متميع ومتحجر (سهل القضم) وأن تكون المواد المستخدمة نظيفة خالية من الشوائب المرئية ومطابقة للمواصفات الخاصة بكل منها ويمكن استخدام الملونات المسموح بها في المواصفة القياسية السورية الخاصة بملونات الغذاء وألا تزيد نسبة الرطوبة في الراحة بأنواعها على 10% وفي المكسرات المستعملة على 8% ونسبة النشاء 18% وألا تقل نسبة السكريات عن 72% في الراحة السادة والمحشية وأن يكون المنتج خالياً من المحليات الصنعية ويمنع إضافة بودرة التالك والدقيق بدلاً من السكر المطحون ويستعاض عنها ببودرة النشاء إلى غير ذلك من الشروط الصحية والخاصة بالتعبئة وبطاقة البيان.