تحرك روسي إيراني لوقف إطلاق النار في اليمن…تواصل الغارات السعودية.. وكمين للجيش اليمني يقتل أكثر من 10 جنود سعوديين
اتفقت كل من روسيا وإيران على موقف واحد إزاء تسوية الأزمة اليمنية بوقف إطلاق النار ورفع الحصار الإنساني على اليمن، إضافة إلى إجراء حوار وطني شامل بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة.
وتبلور هذا الموقف في مشاورات استغرقت أربع ساعات في مبنى الخارجية الروسية في موسكو بين المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ومعاون وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، وسينقله إلى الرياض الدبلوماسي الروسي الرفيع.
وفي هذا الإطار قال عبد اللهيان: «لدينا تطابق في الموقف مع موسكو حول الوقف الفوري لإطلاق النار، كذلك اتفقنا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين ورفع الحصار الإنساني عن اليمن»، وأضاف: «نحن نتفق في الرأي أيضاً حول إجراء حوار وطني شامل بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة، هذا ما سيتم نقله عبر قنوات الاتصال بين موسكو والرياض».
ولم يخفى الشريكان الروسي والإيراني يوماً عمق التنسيق بينهما في قضايا شتى، وفي مقدمها أزمات منطقة الشرق الأوسط. فبالأمس تعاونا وما زالا يتعاونان في الشأن السوري، واليوم امتد التعاون إلى اليمن، بل إلى كل من العراق والبحرين أيضاً، فالشريكان كلاهما يريد محاربة الإرهاب فعلاً، وليس التظاهر بمحاربته.
أما وزير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فتحدث عن تعاظم نشاط الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأشار إلى أن من بين هذه الجماعات ما يعرف بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أضحى أكثر الأطراف استفادة جراء استمرار القصف الذي يشنه التحالف العربي على اليمن ليعزز بذلك مواقعه في هذا البلد.
ورغم أن التحرك الروسي الإيراني في الشأن اليمني لم يرق إلى مستوى المبادرة، لكنه قد يؤسس لمرحلة جديدة في التعامل مع الأزمة، ولا سيما أن موسكو لم تتوقف عن إجراء الاتصالات بالسعوديين، حتى غداة سفر بوغدانوف إلى المملكة.
وسينقل الموقف الروسي الإيراني الموحد إلى الرياض ميخائيل بوغدانوف، ويطالب السعودية بوقف العمل العسكري الذي يستهدف اليمن، وترك الشأن اليمني لليمنيين أنفسهم.
ميدانياً: أضيف سبعة أفراد من أسرة واحدة في حجة إلى ضحايا الغارات المتواصلة على اليمن والتي استهدفت مناطق مختلفة. على حين أودى كمين للجيش اليمني واللجان الشعبية بحياة أكثر من 10 جنود سعوديين وفق ما علمت الميادين من مصادر محلية.
وواصلت طائرات التحالف السعودي استهدافها لمناطق متفرقة من اليمن فقد استشهد سبعة أفراد من أسرة واحدة في غارة لطائرات سعودية على قرية المحصام بمديرية حرض في محافظة حجة.
كذلك شنت طائرات التحالف ثلاث غارات على مدينة العريش في عدن وثلاثاً أخرى على مدينة حرض. كما تعرضت صعدة لقصف مدفعي سعودي استهدف منطقة بني صياح بمديرية رازح.
إلى ذلك قال مصادر محلية: إن أكثر من عشرة جنود سعوديين قتلوا في كمين نصبه الجيش اليمني واللجان الشعبية لحملة إسناد كانت في طريقها إلى جبل تويلق، مضيفاً: إن ثلاث آليات عسكرية سعودية ومدرعة «بي إم بي» دمرت.
في هذا الوقت لا تزال الاشتباكات مستمرة على الحدود بين البلدين على حين استخدم الطرفان مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة فيها.
وفي سياق متصل قالت منظمة أوكسفام الإغاثية أمس في بيان: إن نحو 16 مليون يمني لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ما ينذر بعواقب صحية كبيرة، مضيفة: إن «الغارات الجوية المستمرة والقتال البري ونقص الوقود تسببت بقطع المياه الصالحة للشرب عن ثلاثة ملايين شخص إضافي منذ بدء الحرب في اليمن، ليرتفع بذلك عدد اليمنيين الذين لا يملكون إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي إلى 16 مليون شخص على الأقل»، وأشارت المنظمة إلى أن هذا العدد يمثل ثلثي سكان البلاد تقريباً.
وتحذر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة العالمية من وضع إنساني «كارثي» في اليمن الذي هو في الأساس من أفقر دول العالم.
( الميادين – أ ف ب)