سورية

طهران رأت فيه «إشارة إيجابية».. وواشنطن تريثت.. وبرلين زعمت أنه «سيزيد الضغط» على دمشق للتفاوض … دي ميستورا يصف السحب الجزئي للقوات الروسية بـ«التطور المهم».. ومجلس الأمن: أمر إيجابي

| وكالات

تواصلت ردود الأفعال على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالشروع في سحب القوات الروسية الأساسية من سورية، بالترافق مع انطلاق الجولة الجديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف، فبينما وصفت الأمم المتحدة القرار بأنه «تطور مهم» رأى مجلس الأمن الدولي أنه «أمر إيجابي».
وعلى حين، رأت فيه طهران «إشارة إيجابية»، واعتبر الاتحاد الأوروبي أنه «يمهد لإلغاء تدريجي للعقوبات على روسيا»، وتريثت أميركا لحين «تكشف نيات موسكو» من وراء هذا، وادعت ألمانيا أنه يزيد من الضغوط على الحكومة السورية للتفاوض بجدية.
واعتبر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في بيان صدر باسمه أمس، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن «إعلان بوتين عن سحب القوات في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه الدورة الجديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف، يعد تطوراً مهماً»، وقال: «نحن نأمل في أنه سينعكس إيجابياً على عملية التفاوض في جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وعملية انتقال سياسي ناجحة».
وفي وقت سابق ذكر مكتب دي ميستورا، أنه من السابق لأوانه الحديث عن التأثير المحتمل لقرار روسيا سحب قواتها من سورية، في محادثات السلام السورية الجارية بجنيف.
من جانبه، قال الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، السفير الأنجولي إسماعيل جاسبار مارتينز: «أخذنا علماً بقرار روسيا بدء سحب جزء من قواتها، هذا شيء جيد»، مضيفاً: «نعتقد جميعاً أن هذا أمر إيجابي».
وفي ختام مشاورات مغلقة حول سورية في المجلس، بحسب «أ ف ب»، أوضح مارتينز أن هذه المبادرة «أصبحت ممكنة بسبب التعاون الجيد بين الولايات المتحدة وروسيا». وأكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الإثنين، أن هذا «الانسحاب» يعود إلى رغبة موسكو في تشجيع الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، وقال: إن «هذا القرار يظهر التزامنا العميق بالعملية السياسية».
بموازاة ذلك، قال مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، أمس، في تعليقه على قرار بوتين: «لا أستبعد أن يمهد قرار القيادة الروسية هذا إلى إلغاء تدريجي للعقوبات على روسيا». وأكد المصدر أن «روسيا باتت، بأي حال، لاعباً محورياً على الساحة الدولية»، بحسب موقع «روسيا اليوم».
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن قرار روسيا تخفيض عديد قواتها «إشارة إيجابية حول وقف الأعمال القتالية في سورية».
وقال ظريف خلال لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب: «إن حقيقة صمود اتفاق «وقف الأعمال القتالية العدائية» في سورية موضع ترحيب وهو ما كانت تدعو إليه إيران التي لعبت دوراً في التوصل إلى ذلك وما زالت تلعب دوراً في الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية»، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
على حين، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست في تصريحات له: «من الصعب في الوقت الحالي أن نقدر كيف سيؤثر القرار الروسي (سحب جزئي للقوات من سورية) في المحادثات والتغيرات التي ستُحدثه في ديناميكية الأزمة، لذلك علينا أن نرى أولاً ما هي بالضبط نيات موسكو»، بحسب شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية.
وأكد إرنست على التواصل المستمر بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافرورف، في نطاق تنفيذ اتفاق «وقف الأعمال القتالية العدائية» في سورية، على حين رأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في بيان وزعه مكتبه، الإثنين، بحسب «أ ف ب»، أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية «في حال تحقق، يزيد من الضغوط على الحكومة السورية للتفاوض أخيراً بجدية في جنيف حول عملية انتقال سياسي تحافظ على استقرار الدولة السورية ومصالح جميع السكان»، حسب تعبيره.
وأضاف شتاينماير: «في حال كان وقف إطلاق النار إشارة إلى أن الأطراف المتنازعة تعبت أخيراً بعد خمس سنوات من الحرب وأقرت بأن أحداً لا يستطيع الفوز في هذه الحرب عسكرياً، فهناك أمل إذاً بإمكان الوصول إلى حل سياسي بعد خمس سنوات».
وفي السياق، قال وزير الخارجية النرويجي بورغي بريندي، في تعليقه على قرار روسيا: «علينا أن نراقب خطوات روسيا عن كثب خلال الأيام القليلة القادمة، إذ يجب عليها أن تقرن أقوالها بالأفعال»، وفق ما ذكر موقع «روسيا اليوم».
وأعرب بريندي عن أمله في أن «يؤثر القرار الروسي إيجابياً في سير محادثات السلام السورية في جنيف، باعتبار أن هذا التطور قد يدفع بوفد الحكومة السورية إلى البحث عن حلول بنشاط أكبر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن