الخبر الرئيسي

«معارضة الرياض» حاولت التنصل من بياني فيينا وسلمت دي ميستورا وثيقة لـ«الانتقال السياسي».. وبان حذر من «عواقب مخيفة» إذا فشلت المحادثات … «مؤشرات» عن تغيير في مواقف المعارضات

| جنيف – الوطن

لم يكن صدفة توقيت إعلان موسكو ودمشق بتخفيض عديد القوات الروسية في سورية وسحب «الوحدات الرئيسية» من مطار حميميم، فالقرار الذي فاجأ الكثير وضلل العديد من المراقبين والمتابعين، جاء بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من الحوار السوري السوري في جنيف وسط أجواء دولية داعمة للحل السياسي للأزمة، وضرورة تخلي البعض من الدول الداعمة للإرهاب عن أوهامها والشروع في المسار السياسي دون إضاعة مزيد من الوقت.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية غربية التقتها «الوطن» في جنيف، فإن القرار الذي أرخى بظلاله على أروقة جنيف وكان موقع ترحيب دولي، لابد أن يؤدي إلى ضغوطات كبيرة ستمارسها واشنطن على حلفائها لجهة تغيير الخطاب والقبول بمسار فيينا بدلاً من التعنت والتمسك ببيان جنيف1 الذي بات «خارج السياق» بعد ثبوت انتشار الإرهاب وإدانته ومكافحته دولياً.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس: «توجد أسس للاعتقاد بأن واشنطن تعي ضرورة القيام بخطوات بناءة من أجل الحل السياسي في سورية»، في إشارة إلى الضغوطات التي ستمارس على المسار السياسي لإنجاحه، في حين اعتبر نظيره الأميركي جون كيري أن الأجواء سانحة للتوصل إلى الحل كاشفاً أنه ينوي السفر إلى موسكو الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية مع الروس، أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فحذر في بيان من أن إخفاق المحادثات سيؤدي إلى «عواقب مخيفة» على الشعب السوري والعالم «لدرجة تصعب تخيلها».
ومساء أمس استقبل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وفد معارضة الرياض الذي ذهب إلى قصر الأمم المتحدة دون تردد هذه المرة ودون إضاعة الوقت، قبل أن يستقبل مساء اليوم، كما هو مقرر، وفد «العلمانيين الديمقراطيين» بعد أن يلتقي مجدداً وفد الحكومة السورية صباحاً.
وعقب اللقاء، أوضح المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي أن النقاشات تناولت «المبادئ العامة للمرحلة الانتقالية وقضيتي المعتقلين والمساعدات الإنسانية»، على حين قال نائب رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة جورج صبرا في مؤتمر صحفي: «سلمنا دي ميستورا وثيقة ترسم الخطوط والأهداف العامة للمفاوضات التي يمكن أن تحقق الانتقال السياسي»، وأضاف: «طالبنا بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات» محاولاً الالتفاف على تأكيدات الأمم المتحدة المتكررة بأن جنيف3 عقد بناء على بياني فيينا الأول والثاني والقرار الدولي 2254 بادعاء أن هذا المطلب هو «القاعدة الأساسية التي بنيت عليها العملية السياسية وهي بيان جنيف1»، في حين أكدت الأمم المتحدة مراراً أن جنيف3 بني على أساس بياني فيينا.
وفي اتصال مع قناة «العربية الحدث» كشف عضو الائتلاف المعارض نصر الحريري أن الوثيقة تضمنت ما سماه «المحددات الأساسية لموقفنا»، على أن تؤدي المحادثات إلى «دستور عقدي جديد وانتخابات برلمانية وسياسية» على حد قوله.
وتشير معلومات في جنيف حصلت عليها «الوطن» إلى وجود مفاوضات جدية لانضمام منصة القاهرة إلى وفد «العلمانيين الديمقراطيين» بعد الاتفاق على عدة نقاط، وعقدت أمس جلسة مفاوضات في هذا الإطار بين المعارضات المعنية بانتظار انتهائها لتتبلور تشكيلة الوفد الثاني الذي سيحاور وفد الحكومة السورية بعد إقرار دي ميستورا وجود وفدين من المعارضات للحوار.
وبالعودة إلى أصداء القرار الروسي السوري بتخفيض عديد القوات الروسية الجوية، أشارت مصادر دبلوماسية غربية في جنيف رفضت الكشف عن هويتها، إلى أن القرار جاء في وقت مناسب جداً ومدروس ليعطي مصداقية كاملة للمحور الروسي السوري الإيراني الذي كان يطالب بالحل السياسي منذ أعوام دون أن تستجيب الدول التي دعمت الإرهاب وكانت ترى فيه «الحل العسكري» والوحيد للأزمة السورية قبل أن تعي واشنطن خطورة هذا «الحل» الذي كلف سورية والعالم آلاف الشهداء واتفقت مع موسكو على الحل السلمي وبيان فيينا.
وقالت المصادر إن أجواء جنيف باتت الآن أكثر سخونة وقد تشهد تغيرات كبيرة في مواقف المعارضات وفي التحالفات أيضاً ما سيمهد لحوار جدي مبني على أسس واضحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن