مسلحو حلب يصعّدون بعد إخفاقهم في تحقيق خرق نحو الوسط التجاري…سلاح الجو يقتل 30 مسلحاً من «النصرة» في محيط «أبو الظهور» والقضاء على أكثر من 20 داعشياً بريف حماة
حماة – محمد أحمد خبازي – إدلب – حلب – الوطن:
شن سلاح الجو في الجيش العربي السوري أمس سلسلة غارات مكثفة على مراكز وتجمعات جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، بمحيط مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي وتمكن من قتل أكثر من 30 مسلحاً من عناصرها. وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن معلومات وردت إلى الجيش عن عزم «النصرة» وحليفتها «حركة أحرار الشام الإسلامية» شن هجوم واسع على المطار، المحاصر منذ أكثر من سنتين، فبادر سلاح الجو إلى دك تجمعات المسلحين في القرى المحيطة بالمطار التي يتسللون إليها بين الحين والآخر لتنفيذ هجمات.
وأوضح المصدر، أن مدفعية حماية المطار شاركت في قصف مواقع المسلحين موقعةً إصابات مؤكدة في صفوفهم وأن الدخان المنبعث من آليات المسلحين المحترقة شوهد من مسافات بعيدة، وهو ما أدى إلى إحباط الهجوم أثناء التحضير له قبل أن يبدأ.
يذكر أن الجيش لا يتمركز في القرى المحيطة بالمطار العسكري مثل أم جرين وقرع الغزال وطلب والسحنة وبياعة والجاعكية والشويحية والهوتي إلا أن حامية المطار بمؤازرة سلاح الجو تنفذ عمليات عسكرية تمشط من خلالها تلك القرى لمنع تمركز المسلحين فيها، ما يؤمن هامش أمان أوسع للمطار.
وتأتي أهمية المطار كونه يقع على بعد 12 كيلو متراً غرب طريق خناصر الطريق البري الوحيد الذين يصل حماة عبر السلمية بمدينة حلب ويعتبر شريان حياتها الذي يمدها بالغذاء والوقود والعتاد الحربي.
في غضون ذلك، أغار سلاح الجو، ولأكثر من عشر مرات متتالية، على تجمعات داعش و«النصرة» في قرى ريف حماة الشرقي والشمالي، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم وتدمير معداتهم العدوانية.
وأكد مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن طائرات سلاح الجو استهدفت تجمعات لدواعش بأكثر من عشر غارات بمناطق (عقيربات – حمادي عمر – النعيمية – الهدَّاج) بالريف الشرقي لمحافظة حماة، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 منهم. كما استهدف سلاح الجو تجمعات للإرهابيين في بلدة اللطامنة، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وتدمير معدات عسكرية وآليات ذات دفع رباعي.
وقال المصدر: إن وحدات من الجيش استهدفت أيضاً مقرات للإرهابيين في قرى (كفرزيتا – العمقية – الحواش – المنارة) بريف حماة الشمالي الغربي، ما أوقع العديد منهم صرعى وجرحى.
في حلب، صعّد المسلحون إطلاق قذائف إرهابهم نحو المناطق المأهولة في مركز المدينة والحديقة العامة التي يقصدها السكان، ما أوقع شهداء وجرحى.
التصعيد الإرهابي جاء بعد إخفاق مسلحي حلب في تحقيق أي خرق ميداني من طرف حي الجديدة والسبع بحرات باتجاه الوسط التجاري.
«الوطن» جالت على المناطق التي شهدت سقوط قذائف الهاون وأسطوانات «مدفع جهنم» في شارعي بارون والقوتلي والعبارة والحديقة العامة ومحيطها السكني واطلعت على حجم الدمار الكبير التي أحدثته في المحال التجارية والأبنية ورصدت ردود فعل السكان والمتسوقين والتجار الذين أكدوا أن الإرهاب مهما بلغت تحدياته لن يثنيهم على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.
وقال صاحب أحد المحال التجارية: إنه وزملاءه اعتادوا على تصعيد المسلحين بين الحين والآخر مع كل إخفاق جديد لهم بالنيل من صمود حلب، إذ حصدت قذائفهم 10 شهداء وأكثر من 40 جريحاً في الحديقة العامة والوسط التجاري نهاية الشهر الفائت ولا يمر يوم من دون تقديم شهداء عربون صمود المدينة ورفضها أن تكون حاضنة للإرهاب وداعميه.
وأفاد مصدر طبي في مشفى الرازي الجراحي الحكومي لـ«الوطن»، بأن المشفى تلقى جثامين 4 شهداء و20 جريحاً إصابة بعضهم خطرة جراء القذائف المتفجرة التي سقطت أمس على مركز المدينة.