سورية

بعد جلسة للوفد الحكومي مع دي ميستورا.. رمزي تحدث عن «تقدم» و«نقاط تلاق».. واكد: شكل سورية المستقبلي يقرره السوريون … الجعفري: التركيز تم على ضرورة الإعداد الشكلي قبل الانتقال إلى الجوهر.. ونرفض محادثات مباشرة قبل «اعتذار» علوش

| الوطن – وكالات

تواصلت أمس المحادثات السورية في جنيف في يومها الثالث، وسط تفاؤل أممي لوجود «نقاط تلاق» بين أفكار وفدي المحادثات، وتركيز الوفد الحكومي الرسمي على ضرورة الإعداد الشكلي للمحادثات قبل الانتقال إلى المضمون.
وعقد الوفد الحكومي الرسمي أمس جلسة محادثات جديدة مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ونائبه السفير رمزي عز الدين رمزي وكبار مساعديه في مقر الأمم المتحدة بجنيف، استمرت أكثر من ساعتين.
وقال رئيس الوفد بشار الجعفري خلال تصريح صحفي عقب الجلسة بحسب وكالة «سانا» للأنباء: «كانت الجلسة بناءة ومفيدة وتطرقت إلى خطوات عملية من شأنها أن تفتح الباب أمام نجاح الحوار السوري السوري بامتياز دون تدخل خارجي ودون فرض أي شروط مسبقة من أحد».
وأوضح الجعفري، أنه تم التركيز على استكمال المناقشات المهمة حول الإعداد الشكلي لهذا الحوار قبل الانتقال إلى المضمون الذي يعنى الأجندات والأشياء الأخرى.
وقال: «تعمقنا اليوم في مناقشة الشكل وضرورة إيلاء الأهمية الكافية لهذا الموضوع من حيث ضمان تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية تنفيذاً لبياني فيينا وقرار مجلس الأمن 2254»، مبيناً أن هذا الأمر لم يتحقق بعد لأن بعض وفود المعارضات لم تصل إلى جنيف وليس من صلاحية أحد أن يحتكر الصفة التمثيلية للمعارضات وهذا ما يؤكده قرار مجلس الأمن.
وأوضح الجعفري «اتفقنا على متابعة الأفكار والآراء المهمة التي قدمناها أول أمس للمبعوث الخاص والتعمق بمناقشة هذه الأفكار لكي تكون أساسا للنقاش في الجلسة القادمة بما يسمح للمبعوث الخاص بالانتقال إلى أسس متينة وصلبة من مرحلة الشكل إلى مرحلة المضمون».
وأوضح الجعفري، أن الجلسة ستكون مفيدة وواعدة إذا أخذت بعين الاعتبار كل الملاحظات التي تقدمنا بها إلى المبعوث الخاص ومعاونه في جلسة محادثات اليوم.
ورداً على سؤال حول توسيع مشاركة «المعارضات» في الحوار، قال الجعفري: «إن توسيع مشاركة المعارضات لا يعكس وجهة نظر وفد الجمهورية العربية السورية إنما رأي بياني فيينا وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على ضرورة قيام مبعوث الأمم المتحدة بتوفير مشاركة أوسع طيف من المعارضة»، مجدداً التأكيد على أنه «لا يحق لأحد أن يحتكر الصفة التمثيلية للمعارضات وفي جميع الأحوال هذا الموضوع من صلاحيات ومهام وولاية المبعوث الأممي».
وجواباً عن سؤال حول تطرق الحديث خلال الجلسة إلى ضبط الحدود السورية التركية واستمرار تسلل إرهابيين من الجهة التركية قال الجعفري: «بحثنا هذا الموضوع مع دي ميستورا ونائبه وشددنا على ضرورة احترام حيثيات القرار 2254 بكامله وليس بصفة انتقائية أو استنسابية أو مزاجية أو اصطفائية» مؤكداً ضرورة احترام القرار بكامله.
وأضاف: «لم نتحدث فقط عن استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود القادمين من تركيا وإنما تحدثنا عن الإرهابيين الذين ترعاهم إسرائيل في المنطقة الفاصلة في الجولان والإرهابيين الذين يأتون من الأردن وطلبنا من دي ميستورا أن يعمل مع الأطراف الأخرى التي تدعي أنها تريد إنهاء سفك الدم السوري لكي يوقفوا هذا الانتهاك الصارخ لأحكام القرار 2254 وبياني فيينا».
وبين الجعفري أن «وفد الجمهورية العربية السورية طالب بضرورة التعامل المهم والجدي مع بقية قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة في سورية والبالغ عددها 16 ومن بينها القرار 2253».
الجعفري: تخفيض عدد القوات الروسية اتخذ بالتعاون وبقرار مشترك
وجواباً عن سؤال حول تخفيض عديد القوات الروسية في سورية، قال الجعفري: «إن هذا القرار اتخذ بالتعاون وبقرار مشترك من قبل الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين وهو قرار سياسي مشترك اتخذته دمشق وموسكو بالتعاون.. بالتالي لم يكن مفاجئاً لنا.. وأصدقاؤنا وحلفاؤنا الروس جاؤوا إلى سورية بقرار اتخذ بالتعاون وبشكل مشترك واليوم الذي سيقومون فيه بالمغادرة أو الانسحاب أو يعيدون فيه نشر قواتهم جزئياً أو بشكل كامل سيتم مرة بعد أخرى عبر تعاون سوري روسي مشترك».
وحول ما تم تداوله حول نية الأكراد السوريين إقامة «حكم فيدرالي» شمال سورية وتأثير ذلك على الحوار في جنيف، قال الجعفري: «إن المرجعيات الرئيسية في الحوار السوري السوري غير المباشر تمنع إثارة مثل هذه السيناريوهات وما نتحدث عنه هنا هو كيف نحافظ على وحدة سورية ونحترم استقلالها وسلامتها وكذلك وحدة الأراضي والشعب السوري لذلك لن أعلق على هذا البيان الأحادي الذي يأتي من هنا وهناك».
وجدد الجعفري التأكيد على أن «الأكراد السوريين مكون مهم من الشعب السوري ونحن فخورون بهم وهم فخورون بنا وقد أنشأنا دولتنا معا لقرون ولذلك الرهان على خلق أي نوع من الشقاق بين السوريين سيؤول إلى الفشل».
ورداً على سؤال حول تصريحات دي ميستورا حول الوصول إلى مرحلة المحادثات المباشرة بين الوفود الموجودة قال الجعفري: «في مرحلة ما بعد أن تستكمل الشروط الموضوعية من ناحية الشكل وننجح بخلق توافق سوري سوري بين وفد الجمهورية العربية السورية وجميع وفود المعارضة سننتقل حكماً من مرحلة الشكل إلى مرحلة الجوهر أو المضمون هذا من ناحية المبدأ».
وأضاف الجعفري: «لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع فصائل المعارضة ونحن الآن نتعامل مع معارضات وليس مع معارضة».
وجواباً عن سؤال حول طرح أحد الأشخاص من «وفد السعودية» فكرة المحادثات المباشرة قال الجعفري: «من ناحية الشكل أن أي طرح يجب أن يمر عبر مبعوث الأمم المتحدة وليس عبر الإعلام.. والحوار سوري سوري ليس عبر الإعلام وإنما يمر عبر وسيط». وأضاف: «من ناحية المضمون نحن كوفد للجمهورية العربية السورية لا يشرفنا على الإطلاق أن نجلس مع إرهابي في محادثات مباشرة.. كبير مفاوضي وفد السعودية إرهابي ينتمي لفصيل إرهابي قصف السفارات وقتل طلاب كلية الهندسة وقتل الأبرياء لذلك لا يشرفنا على الإطلاق أن ننخرط مع هذا الإرهابي بالذات في محادثات مباشرة» مؤكداً أنه «لن يكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر هذا الإرهابي عن تصريحه ويسحبه من التداول».
وكان علوش اعتبر في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام السبت أن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته».

رمزي: المناقشات ستتواصل
مع مشاركين آخرين
من جهته أوضح رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية في تصريح مماثل أن جلسة المحادثات ناقشت مواضيع جوهرية وتم طلب توضيحات بخصوص الأفكار التي قدمها الوفد الحكومي الرسمي الإثنين الماضي ومناقشتها لوضع أساس لمحادثات أخرى في المستقبل لافتا إلى أن المناقشات ستتواصل مع مشاركين آخرين.
وقال: «سنلتقي مساء اليوم (الأربعاء) وغداً الخميس مع وفد المعارضات حول مواضيع قمنا بمناقشتها البارحة»، موضحاً أن لقاء اليوم سيكون مع مشاركين آخرين وهم أعضاء في مجموعات القاهرة وموسكو.
وأضاف: «وجهنا الدعوة إلى أعضاء مجموعة القاهرة وموسكو في الجولة الأولى لمساعدتنا في وضع تصور لمستقبل سورية.. ونحن حريصون أشد الحرص على أن نستمع لآراء أكبر طيف من الشعب السوري سواء في الداخل أو الخارج واجتماعنا بهم يأتي في هذا الإطار».
وبين أن اللقاء القادم مع الوفد الحكومي الرسمي سيكون يوم الجمعة المقبل وأيضاً سيكون هناك لقاءات مع مشاركين آخرين، معتبراً «أن العملية إلى الآن تتقدم وتتطور وهناك بعض المواضيع المطروحة التي تتمحور حول انخفاض العنف وردود أفعال الوفود ونعتقد أننا نحصد النجاح والتقدم في مناقشاتنا مع جميع المشاركين».
وعن وجود أرضية كافية للبناء عليها، قال رمزي: «إن مهمة الوسيط أن يجد نقاط الالتقاء وأستطيع أن أقول إن هناك بعض الأمور نضعها في إطار القاسم المشترك وأعتقد أن السوريين سواء كانوا هنا معنا في جنيف أو في أي مكان داخل سورية أو خارجها لن يختلفوا عليها وهذا شيء مطمئن لنا لأننا وجدنا أن هناك قدرا من الالتقاء مهمتنا البناء عليه وهو ما سنقوم به خلال الفترة القادمة».
وتابع: «لكن نقطة الانطلاق لا بأس بها هناك تلاق في بعض الأمور وهناك خلافات وهي مهمة لكن أعتقد أنه ممكن التعامل معها بشكل ما خلال الفترة القادمة».
وأكد رمزي أن موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن واضح لا لبس فيه حول وحدة وسلامة الأراضي السورية وهذا شيء قاطع لا نقاش فيه مشدداً على «أن شكل سورية المستقبلي أمر يقرره السوريون بالشكل الذي يريدونه» معتبراً أن «أي تصريح يصدر عن أي طرف هو من يتحمل مسؤوليته».
وأعرب رمزي عن أمله بأن يكون الاجتماع القادم لوزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري ناجحاً فهما لديهما أدواتهما لدفع عملية التسوية في سورية وكانا رؤساء في الكثير من اجتماعات مجلس الأمن وإقرار الوثائق التي نعمل عليها الآن مبيناً أن «هناك قرارات مهمة ستؤخذ في الأيام القادمة وكلها ستكون جهوداً لإنهاء الأزمة في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن