لوبان تعتبر تدخلات واشنطن في العالم «مدمرة»…ميار يدعو باريس إلى العمل مع دمشق بدلاً من تسليح أعدائها
دعا النائب الفرنسي جاك ميار حكومة بلاده إلى العمل مع دمشق من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة بدلاً من تسليح أعداء سورية، متسائلاً عن صحة المعلومات عن استمرار فرنسا في إرسال أسلحة لميليشيا «الجيش الحر» الوهمية، والتي انتقلت لأيدي تنظيم «القاعدة في سورية. في المقابل، وصفت زعيمة أحد أكبر الأحزاب في فرنسا تدخلات واشنطن في العالم بـ«المدمرة»، معتبرة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يمثل «خيبة أمل كبيرة». جملة انتقادات ساقها ميار للسياسة الفرنسية بعد دخول إرهابيي داعش لمدينة تدمر. وفي بيان صادر عنه بعنوان «سورية ما السياسة الفرنسية بعد تدمر»، اعتبر ميار أن سياسة الحكومة الفرنسية في الشرق الأوسط «غير مقروءة ومن دون رؤية بعيدة النظر»، مؤكداً أن تلك السياسة تقود فرنسا إلى «المأزق على حساب مصالحها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية».
وأشار ميار الذي التقى الرئيس بشار الأسد مع وفد من أربعة برلمانيين فرنسيين زار دمشق مؤخراً، إلى أن «دخول متعصبي داعش إلى تدمر أثار انفعالاً مشروعاً وكبيراً ينسجم مع المجازر التي يفرضونها على البشر والمواقع الأثرية»، لكنه شدد على ضرورة «تجاوز مرحلة الانفعال، والتساؤل حول السياسة الخارجية الفرنسية غير القادرة اليوم على أخذ الوقائع بعين الاعتبار من أجل مواجهة التهديدات الإقليمية الحقيقية التي تزعزع الشرق الأوسط بأكمله أي داعش وجبهة النصرة».
وفي هذا الصدد تساءل ميار قائلاً: «لماذا تسكت فرنسا عن الرهان المزدوج لأغلب دول المنطقة التي تسلح الإرهابيين وتمول داعش عبر شراء النفط منه وتدعمه على الصعيد اللوجستي؟ وهل صحيح كما تؤكد بعض المصادر التي يبدو أنها واسعة الاطلاع أن باريس تواصل إرسال الأسلحة إلى الجيش الحر الوهمي والتي أصبحت موجودة بين أيدي جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة».
واستغرب النائب الفرنسي استمرار حكومة بلاده بموقفها تجاه الرئيس الأسد في الوقت الذي يواجه فيه تنظيم داعش الإرهابي ويحمي مسيحيي الشرق. وتابع متسائلاً: «لماذا التباهي باختيار معسكر السعودية، التي تمثل بالتأكيد زبوناً لصناعة السلاح الفرنسية، لكنها تمارس عودة الأصولية السلفية وترشح نفسها في الوقت نفسه إلى رئاسة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة». وقال: «إنها معادلة مستحيلة ومضحكة بالنسبة لحكومة اشتراكية».
وحول الموقف من إيران، استهجن ميار الارتياب الدائم تجاه هذا البلد الذي سيكون في جميع الأحوال «قوةً وطرفاً لا يمكن تجاوزه في الشرق الأوسط»، متسائلاً: «هل سيكون الأميركيون الذين أدركوا ذلك جيداً أغبياء أو ساذجين».
وقال ميار: «لا يكفي اليوم تحديد العدو داعش لكن يجب أيضاً معرفة التحرك من أجل مواجهته والقضاء عليه»، مؤكداً «وجوب التحرك مع دمشق بشكل منسجم لإعادة الاستقرار إلى المنطقة بدلاً من تسليح أعداء سورية وممارسة سياسة النعامة تجاه أنقرة وقطر».
وختم ميار بيانه بالقول: إن «السوريين وحدهم يقع على عاتقهم اختيار حكومتهم بعد عودة السلام، وعندها من الممكن أن يفاجأ أولئك الذين يعطون الدروس الأخلاقية».
من جهة أخرى اعتبرت مارين لوبان، التي تترأس «الجبهة الوطنية»، المحسوبة على اليمين المتطرف في فرنسا، أن أوباما يمثل «خيبة أمل كبيرة». وفي حديث لموقع أوراق برلمانية الإلكتروني التشيكي، رأت لوبان أن أوباما ضيع فرصة لإنهاء معاناة البشرية من سطوة الرأسماليين. وقالت: إن «أوباما امتلك الفرصة في عام 2008 (تاريخ فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية)، إبان قمة الأزمة المالية العالمية لتغيير النموذج الذي يتسبب بالمعاناة للبشرية جراء وضع السلطة بكاملها في أيدي رأس المال، غير أنه فوت هذه الفرصة، وبقي النظام على حاله». من جهة أخرى، أكدت أن تدخلات الولايات المتحدة في مناطق عديدة من العالم كانت «مدمرة»، لكنها لم تحدد تلك المناطق وإن كان معروفاً عنها معارضتها للسياسات الغربية في الشرق الأوسط. وتوقعت ألا يطرأ تغيير على السياسة الأميركية إذا ما نجحت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في الوصول إلى منصب الرئاسة الأميركية في انتخابات العام 2016 المقبل، وعزت ذلك إلى كون كلينتون «تتبنى آراء أوباما نفسها».
وفي هذا السياق، نبهت إلى أن كلينتون أحد أبرز المرشحين عن الحزب الديمقراطي، ستعمل على «إخضاع» الاتحاد الأوروبي لمصلحة بلادها، فيما لا يبدي التكتل الموحد أي «مقاومة» لهذا الأمر. وانتقدت زعيمة «الجبهة الوطنية» سياسة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تجاه روسيا، معتبرةً أنها «تتناقض مع المصالح الحقيقية لفرنسا». وشددت على أن من مصلحة باريس تطوير العلاقات الإستراتيجية والتجارية مع روسيا.
سانا