عربي ودولي

اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة لإعادة اللاجئين إلى تركيا!

وافق قادة الاتحاد الأوروبي أمس على اتفاق مع تركيا لمعالجة أزمة اللاجئين بعد أن التقى رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل سيتم وفقه إرجاع طالبي اللجوء من أوروبا إلى تركيا في الرابع من نيسان.
وأعلن رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا أن الاتحاد الأوروبي وتركيا توصلا خلال قمة في بروكسل لاتفاق بخصوص الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وكتب سيبيلا أمس على حسابه في «تويتر»: «تم التوصل إلى اتفاق». ووفق الاتفاق، سيتم إرجاع طالبي اللجوء من أوروبا إلى تركيا في الرابع من نيسان.
وكان قادة دول الاتحاد الأوروبي توصلوا بعد مفاوضات شاقة في بروكسل ليلة الخميس إلى «موقف مشترك» قرروا عرضه الجمعة على تركيا لإبرام اتفاق يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين. وينص الاتفاق المقترح على عودة جميع المهاجرين الذين عبروا إلى اليونان بطريقة غير شرعية بينهم لاجئون سوريون إلى تركيا في مقابل استقبال أوروبا لبعض اللاجئين السوريين.
كما يتضمن الاتفاق كذلك منح تركيا ميزات مالية وإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول لدول منطقة «شينغين» وتسريع محادثات عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي.
من جهتهم قال مسؤولون بارزون في الاتحاد الأوروبي: إن خطة إعادة كل المهاجرين الذين يصلون لجزر يونانية ولا يتمتعون بوضع قانوني إلى تركيا قد تدخل حيز التنفيذ في وقت أقرب.
وأكد مسؤولون يونانيون الحاجة إلى أسابيع لتعديل التشريعات وإعداد محاكم خاصة ومنشآت أخرى على الجزر وفقاً للمتطلبات القانونية للاتفاق قبل بدء إعادة المهاجرين واللاجئين فعلياً إلى تركيا.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الاتحاد الأوروبي إلى بدء إعادة المهاجرين من اليونان إلى تركيا مقابل اللاجئين الذين طلبوا رسمياً في تركيا حق اللجوء في الاتحاد الأوروبي. وقد اتفقت قمة «الاتحاد الأوروبي – تركيا» في 7 آذار على عملية التبادل هذه، رغم أن الزعماء الأوروبيين لم يحددوا موعدا لبدء هذه العملية.
وأضافت ميركل: إن عملية إعادة التوطين القانونية للاجئين السوريين من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تبدأ بعد أيام قليلة من بدء إعادة المهاجرين من اليونان.
وأكدت أن المفاوضات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لن تكون سهلة لكن جميع دول الاتحاد الأوروبي تريد اتفاقاً.
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن اللاجئين سيستمرون في التدفق على الاتحاد الأوروبي ما لم تحل الأزمتان في سورية وليبيا، داعياً إلى استئصال جذور أزمة الهجرة إلى أوروبا.
وبلغ متوسط عدد الواصلين إلى أوروبا يومياً خلال شهر آذار الحالي 1157 شخصاً وهو عدد أقل بكثير من العدد الذي سجل في شباط وهو نحو 2000 مهاجر.
ورغم انخفاض العدد، لا تزال اليونان قلقة من إسكان أعداد ضخمة من الوافدين على جزرها الصغيرة قبل بدء عمليات الترحيل الجماعية.
ومن جهته أعلن رئيس وزراء تشيكيا بوهوسلاف سوبوتكا أنه سيتم إبعاد كل المهاجرين الجدد الذين يصلون إلى الجزر اليونانية قادمين من السواحل التركية إلى تركيا اعتباراً من الأحد.
وكتب سوبوتكا على موقع تويتر «المصادقة على الاتفاق مع تركيا. كل المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان قادمين من تركيا اعتباراً من الأحد سيتم طردهم».
بدوره شدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على الطابع الإنساني لقضية الهجرة، نافياً أي «مساومة» حولها، وذلك عند وصوله أمس لحضور قمة في بروكسل مع الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق لوقف تدفق المهاجرين.
وصرح داود أوغلو لصحفيين «بالنسبة إلى تركيا، مسألة اللاجئين شأن يتعلق بالقيم الإنسانية والأوروبية ولا مجال للمساومة فيها».
وأوضح داود أوغلو «أريد أن أشدد اليوم على أن تركيا ستواصل سياسة (استقبال اللاجئين) في إطار إنساني»، مضيفاً: «الاتحاد الأوروبي وتركيا لديهما الهدف نفسه: مساعدة اللاجئين السوريين (…) سنواصل اليوم مشاوراتنا مع المسؤولين الأوروبيين وأنا واثق من بلوغ هدف مساعدة اللاجئين وتعزيز علاقاتنا».
ومن جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون»: إنه يجب إعادة كل اللاجئين المتجهين إلى أوروبا الآن إلى تركيا، حيث ترفض المملكة المتحدة استقبال المزيد من اللاجئين من أي دولة بأي شكل من الأشكال.
وفي السياق ذاته أعلنت المجر أنها تنوي إغلاق مراكزها للمهاجرين في مؤشر قوي إلى معارضة هذا البلد لاستقبال اللاجئين.
وقال مكتب رئيس الحكومة فيكتور أوروبان في بيان: إن «الحكومة سمحت لوزير الداخلية ساندور بينتر بإغلاق مراكز الاستقبال المجرية»، وأضاف: إن وزير الداخلية «سيدرس ما إذا كانت (هذه المراكز) ضرورية في المستقبل».
(رويترز – أ ف ب – اليوم السابع – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن