ثقافة وفن

نصان لسهل قمح الأمومة

| ليندا إبراهيم

النص الأول:
ضَوِّئي رُوحِي…
فهذا الليلُ منهمكٌ يرمِّمُ ثَوبَ حُزني..
صوتُكِ القُدسيُّ أحسبُهُ كَصَوتي.. طالعٌ من ألف عَامْ..
سوف أدَّخرُ الوصايا العشرَ يا أمِّي.. وأومئُ للغمامْ
أن ترفّقْ بالنَّدى.. بقصائدِ الوجدِ القديمةِ
حيثُ يختبئُ اليَمَامْ..

النص الثاني:
أمّي..

مُذْ عَلَّمَتْنِي رَسْمَ وَجْهِ الخُبْزِ فِي الأعيَادِ..
مِيقاتَ اليَتَامَى في الدُّرُوبِ
وَرَتَّلَتْ قُرْبِي نَشِيدَ الجُوعِ والخِصْبِ المُعَلَّلِ بالأغَانِي…
كانَتْ تَقُومُ العُمْرَ لِي غُصْنَيْ أرَاجيحٍ
وَعَينَينِ ائتَمَنتُهُمَا عَلى أسرَارِ رُوحِي
لا الشَمْسُ أَدفَأُ مِنْ سَنَاهَا… لا..
ولا القمرُ المُعَتَّقُ فِي يَدَيهَا
– حِينَ تَصنَعُهُ عَجِينَ الرُّوحِ –
أبْهَى مِنْ بَهَاهَا!!
أوْ دَمْعُهَا…
-يَا دَمعَهَا- كَنْزُ الفقيرِ
ورَاحَتَاهَا.. سَهْلُ قمحِ الجَائِعِيْنْ..
هيَ «زَينَبُ» المَظْلُوم…
«فاطمةُ» اليقين….
و«مَريَمُ» الأحزان….
إذْ تَهَبُ النَّدَى للبائسين..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن