لقاء تاريخي يجمع الرئيسين الأميركي والكوبي في هافانا
| وكالات
بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الإثنين محادثاته مع نظيره الكوبي راوول كاسترو في قصر الثورة في هافانا في اليوم الثاني لزيارته التاريخية إلى كوبا.
وتصافح الرئيسان اللذان يعقدان ثالث لقاء لهما منذ التقارب التاريخي بين البلدين في نهاية 2014، قبل أن يعقدا جلسة مغلقة. ويكرس أوباما بهذه الزيارة عملية التقارب بين البلدين قبل مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني من العام المقبل. وهو أول رئيس أميركي يزور كوبا أثناء توليه مهامه منذ 88 عاماً. ويأتي اللقاء بعد اجتماعهما في نيسان 2015 خلال قمة الأميركيتين في بنما وفي أيلول الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ومن المتوقع أن يتم التطرق خلال هذا اللقاء إلى المواضيع الشائكة غداة اعتقالات جديدة استهدفت الحركة المعارضة «السيدات بالأبيض». والاعتقالات التي حصلت خلال التحرك الذي نظمته الحركة الأحد مألوفة، حيث أفرج كالعادة عن معظم الناشطين الذين اعتقلوا، لكن الحادث الذي وقع قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي، كانت له أصداء سلبية. ووجه أوباما أمس تحية إلى خوسيه مارتي، صانع الاستقلال الكوبي عن الاستعمار الإسباني، حيث وقع سجل الزوار أمام تمثاله في وسط منطقة المباني الحكومية في هافانا.
وقال أوباما لشبكة «إي. بي. سي»، «كنا ننوي على الدوام خلق دينامية مع إدراكنا أن التغيير لا يحصل بين ليلة وضحاها»، وأضاف «حتى لو أن خلافاتنا العميقة ما زالت مستمرة حول حقوق الإنسان والحريات الفردية في كوبا، دائماً ما اعتبرنا أن المجيء إلى هنا سيكون أفضل وسيلة للتشجيع على مزيد من التغيير».
ومن المتوقع أن يدعو راوول كاسترو الذي يكبر أوباما بثلاثين عاماً مجدداً إلى إلغاء الحظر المفروض على بلاده منذ 1962.
وقد تكون أصداء اللقاء بالغة الأهمية في أوساط الجالية الإفريقية-الكوبية غير الممثلة بشكل كاف على صعيد النخب السياسية الكوبية.
وبمناسبة الزيارة وافق البيت الأبيض على تخفيف جديد للعقوبات. فقد أجازت الخزانة الأميركية لشبكة «ستاروود» للفنادق فتح فندقين في هافانا في سابقة منذ الثورة الكوبية.
لكن هافانا تريد المزيد وأعربت عن الرغبة في استقبال سياح أميركيين والقيام بتعاملات دولية دون عقبات وجذب استثمارات أجنبية لدعم الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها راوول كاسترو.
وقال أوباما بعيد وصوله إلى هافانا «إنها زيارة تاريخية ومناسبة تاريخية» وغرد بالقول «كيف الحال يا كوبا؟».
وأعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في تموز 2015 وشطبت واشنطن كوبا من قائمتها للدول الداعمة للإرهاب في أيار لكن الخلافات تبقى كبيرة بين البلدين العدوين في حقبة الحرب الباردة.
وبالنسبة للشعب الكوبي التطبيع الكامل للعلاقات يمر أولاً بالرفع التام للحظر الذي يعود للكونغرس وأيضاً بإعادة قاعدة غوانتانامو الأميركية التي تم احتلالها في 1903 وترفض واشنطن بحث هذا الموضوع.
ويلتقي أوباما أيضاً مقاولين كوبيين مستقلين قبل عشاء رسمي في قصر الثورة. وبحسب البيت الأبيض لم يتقرر أي لقاء مع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو البالغ الـ89 من العمر.