سورية

المسؤولة الأوروبية: الجيش اللبناني مهم لأمن الأوروبيين والدعم الأوروبي لمواجهة أزمة اللاجئين مستمر … موغيريني تشدد في بيروت على ضرورة أن تتمكن الأطراف السورية من «وضع خطة سياسية لإنهاء الأزمة» و«الشروط اللازمة متوفرة»

| الوطن – وكالات

بعيد يومين من توقيع الاتحاد الأوروبي صفقة مع تركيا حول ضبط أزمة اللاجئين التي تهدد بالإطاحة بالتكتل الموحد، بدأت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني من العاصمة اللبنانية بيروت جولة في المنطقة تقودها إلى الأردن.
وبصرف النظر عن المواقف التي أطلقتها المسؤولة الأوروبية في بيروت، شددت على ضرورة توسيع المشاركة في عملية جنيف، ما عكس امتعاض الأوروبيين من الإقصاء الأميركي الروسي للاتحاد الأوروبي عن العملية الدبلوماسية الجارية لحل الأزمة السورية.. بصرف النظر عن هذه المواقف، فمن الواضح أن موغيريني أرادت طمأنة المسؤولين اللبنانيين والأردنيين في مرحلة ما بعد الاتفاق مع تركيا، إلى عزم الاتحاد الأوروبي على مواصلة دعم لبنان والأردن في تعاملهما مع مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين وفدوا إليهما خلال السنوات الخمس الماضية. وربما جاءت زيارة موغريني اللبنانية في جانب منها رسالة للرياض، التي لجأت مؤخراً، إلى معاقبة لبنان رداً على عدم انصياعه للأجندة السعودية بالمنطقة، ونجحت في دفع الدول الخليجية والعربية إلى تصنيف حزب اللـه على لوائحها للتنظيمات الإرهابية، استعداداً على ما يبدو للمطالبة بضمه إلى اللائحة الدولية أسوة بتنظيمي داعش وجبهة النصرة، وخروجه من سورية!
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقداه في مقر وزارة الخارجية اللبنانية، اتفقت موغيريني ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على أن «الحل السياسي هو (الحل) الوحيد للأزمة السورية ولمشكلة المهاجرين التي تعانيها أوروبا»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء «سانا». وإذ اعتبرت المسؤولة الأوروبية أن الأزمة السورية «لن تحل بين ليلة وضحاها»، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء، شددت على ضرورة أن تتمكن الأطراف السورية «من إنشاء مساحة مشتركة لوضع خطة سياسية لإنهاء الأزمة»، معربةً عن إيمانها بـ«توافر» الشروط اللازمة لحلها. ودعت إلى «توسيع محادثات السلام في جنيف من أجل إحلال السلام في سورية»، مشيرةً إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه «مصلحة مشتركة» مع لبنان تتمثل في «استمرار المحادثات السورية السورية في جنيف، ونحن نعمل على إحلال السلام في سورية».
بدوره، قال وزير الخارجية اللبناني: «إننا نتشارك مع الشعب السوري مشاعر إنسانية، ونتوقع الدعم من المجتمع الدولي ومن الاتحاد الأوروبي لنا من أجل بذل جهود لاستئصال الإرهاب ومعالجة مخاطره».
وشدد على أن «الحل السياسي هو الوحيد الذي سيمهد الطريق أمام سورية جديدة، وهو الذي سيحل أزمة اللاجئين»، محذراً من أن لبنان «يواجه تهديداً لكيانه بسبب أزمة اللاجئين». ونبه إلى أن الدستور اللبناني «يمنع التوطين الدائم للنازحين السوريين».
وعلى صعيد مسألة اللاجئين السوريين في لبنان، أكدت موغريني أن الاتحاد الأوروبي «يعمل مع لبنان من أجل مواجهة أكبر أزمة متعلقة باللاجئين، خاصة أن لبنان يستقبل عدداً كبيراً منهم»، مشيرةً إلى أن الاتحاد الأوروبي ومنذ البداية كان «المانح الأول» للبنان لحماية ودعم اللاجئين السوريين. وأضافت «منذ البداية وفر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء للبنان 1.5 مليار يورو، ونحن ملتزمون بزيادة دعمنا للاجئين وأيضاً للشعب اللبناني الذي يواجه بدوره أوقاتاً صعبة، ومن المهم أن نخلق فرص عمل للبنانيين».
ويستضيف لبنان الذي يعاني محدودية الموارد، والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، أكثر من مليون لاجئ سوري يعيش معظمهم في ظروف مأسوية.
وفي مقارنة هدفت إلى التدليل على عمق التزام الاتحاد بدعم لبنان حتى قبل التوصل إلى الاتفاق مع أنقرة، قالت المسؤولة الأوروبية: «الاتحاد الأوروبي دعم لبنان منذ البداية لاستقبال وحماية اللاجئين، وهو أمر لم نفعله مع تركيا منذ البداية»، مشيرةً إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي قبل أيام ينص على منح المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية مبلغا قدره ثلاثة مليارات دولار خلال عامين لدعم اللاجئين والمجتمعات المحلية. وتابعت «فعلنا شيئاً مشابهاً جداً في لبنان» واستطردت مؤكدةً أننا «مستعدون لأن نقوم بما هو أكثر».
واتفق الاتحاد الأوروبي وتركيا مؤخراً، على إدارة أزمة اللاجئين مقابل منح أنقرة ستة مليارات دولار.
وفي وقت سابق، التقت موغيريني، التي زارت مخيماً للاجئين السوريين في منطقة البقاع شرقي البلاد، رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، وأعلنت أنها اتفقت معه على «أن الاتحاد الأوروبي سيزيد دعمه إلى لبنان» فيما يتعلق بأزمة اللاجئين.
وحرصت المسؤولة الأوروبية تأكيد حرص بروكسل والدول الأوروبية على أمن واستقرار لبنان في رسالة للرياض، التي قررت سحب الغطاء عن لبنان. وقالت: «نحن ندعم استقرار لبنان ونقف إلى جانبه في مواجهة التحديات»، مبينةً أنها بحثت مع سلام «دعم الاتحاد الأوروبي للجيش اللبناني، المؤسسة المهمة جداً للبنان ولأمن الأوروبيين»، لكنها شددت على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ووجود برلمان لبناني فاعل، وقالت: إن «الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للبنان لكن هذا الدعم غير كاف وحده لذا نريد أن نرى مؤسسات لبنانية فعالة».
وقبل أسابيع، أعلنت الرياض رفضها تسليم الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني، والتي تم شراؤها بأموال سعودية بذريعة موقفه من حزب الله، ما أثار حنق الأوروبيين والأميركيين، الذين يرون في الجيش اللبناني الجدار الأخير في مواجهة القوى المتطرفة.
وفي رد مبطن على الضغط السعودي لتسمية حزب اللـه على لوائح الإرهاب الدولية، قالت موغيريني: إن «الاتحاد الأوروبي ولبنان يؤمنان بأن التعددية نقطة قوة بمجتمعاتنا».
وبعد إعلان جامعة الدول العربية حزب اللـه منظمة إرهابية، قالت مصادر أوروبية «أخذنا علماً بما حدث، ولن ندلي بأي موقف في الوقت الحاضر»، علماً أن الاتحاد الأوروبي سبق له أن أكد، أكثر من مرة، أنه يتعامل مع الحكومة اللبنانية وحزب اللـه مُمَثل فيها.
وتجري موغيريني في عمان مباحثات ستركز على الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط، وأزمة اللاجئين السوريين والتعاون الثنائي في التصدي لخطر الإرهاب والتطرف، وسط مطالبة أردنية للأوروبيين بتوسيع الاستثمارات الأوروبية في الأردن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن