شؤون محلية

«العمال» يكرم أمهات الشهداء بمناسبة عيدي المرأة والأم … القادري: هنّ أمهات النصر القريب

| محمود الصالح

الوطن أم والأم وطن، فعيد الأم هو عيد الوطن أيضاً واليوم يعود عيد الأم مرتدياً حلة الفخر والشموخ بأولئك الأمهات العظيمات الجليلات اللواتي في حضرة شهدائهن أفلاذ كبدهن تقف الكلمات حائرة، وبمناسبة عيدي المرأة العالمي وعيد الأم أقام الاتحاد العام لنقابات العمال احتفالية لتكريم أمهات الشهداء، بحضور جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ومارييت خوري رئيسة لجنة المرأة العاملة وأعضاء المكتب التنفيذي.
ولأنهن أمهات النصر يرسمن بصبرهن ملاحم هذا النصر القريب الذي يكتب بحبر الفخر، ولأن في الشهادة حياة وفي الحياة سلاماً وعيشاً كريماً كان واجباً علينا الخشوع أمام عظمة تضحياتهن حيث أكد القادري في كلمته أن أمهات سورية الصامدات مازلن حتى اللحظة يعلّمن الأجيال دروساً في الشهادة، فشهداء سورية بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل وطن كان وما زال وسيبقى عزيزاً كريماً معطاءً عصياً على الإذلال والإركاع، هذا الوطن الذي نعتز ونشمخ بالانتماء إليه حمته دماؤهم الزكية الطاهرة، فلأرواحهم عظيم الإجلال والإكبار، ومن عمال الوطن كل التحية والتقدير لأبطال الجيش العربي السوري الذين يواجهون بكل صلابة وبسالة قطعان الغدر والإرهاب، مشيراً أننا وبمناسبة ذكرى عيد الأم نحتفي بالمرأة السورية البطلة التي لم تزدها الآلام والجراح إلا صموداً وعزيمة فكانت وما زالت متجذرة بتراب الوطن وفية لعطاءاته لتثبت لنساء العالم أنها على قدر الرهان حين دافعت عن وطنها كما يدافع الرجال مقدمة أغلى ما تملك ومصرّة على متابعة العمل رغم كل الظروف فتوجهت إلى مواقع العمل لتصنع أسباب الحياة متحدية الإرهاب وداعميه.
وأشار القادري إلى أن الغاية من هذه الحرب الوجودية إزالة سورية عن خريطة الوجود، متناسيين أن قلب العروبة النابض كانت وستبقى الصخرة الصلبة أمام كل المشاريع الصهيوأميركية وبوجه كل من ارتضى أن يرتمي بحضن الأعداء، لافتاً إلى أن الذاكرة السورية متقدة ونحن ندرك تماماً من وقف بجانبنا ومن تآمر علينا، فمصير أعدائنا مزابل التاريخ، والشعب السوري أثبت خلال خمس سنوات من هذه المحنة أنه لا يزال عصيّاً على كل الأزمات سائراً وفق أجندته الوطنية.
ودعا القادري أبناء الوطن إلى ممارسة دورهم في الاستحقاق الدستوري لانتخابات مجلس الشعب، هذه الانتخابات التي تكتسب أهميتها الاستثنائية في الرسائل التي توجهها سورية للجميع أنها مستمرة في مسيرتها وفي صمودها بعيداً عن الاملاءات من خلال ترجمة وطنيتنا وحبنا وتجذرنا في تراب الوطن، ونحن كعمال الشريحة الأساسية من شرائح المجتمع والعمود الفقري فيه علينا أن ننجز هذا الاستحقاق وأن نتوجه لصناديق الاقتراع كما توجهنا في الاستحقاق الرئاسي عندما راهن الأعداء على فشلنا مثبتين لهم عمق انتمائنا الوطني.
وختم القادري كلمته بتأكيد أن كل المصاعب التي تواجهنا زائلة بزوال الأزمة فالنصر نراه بصمود الشعب الجبار وبدماء شهدائنا الذين رسموا ملامحه القريبة.. نراه ببريق أعين أمهات الشهداء وببطولات جيشنا الباسل وحكمة قائدنا الذي نعتز ونشمخ ونفتخر بالسير خلف قيادته.
تخلل الاحتفالية عرض فيلم عن محطات في مسيرة كفاح المرأة السورية، إضافة إلى لوحات استعراضية تختصر تضحيات الأمهات السوريات بفلذات أكبادهن.
كما تم تكريم أمهات الشهداء من الاتحاد العام لنقابات العمال وتقديم كل التقدير والفخر بتضحياتهن، فهذا التكريم ليس إلا جزءاً بسيطاً من كم الصمود والصبر الذي تقدمه المرأة السورية التي كانت وما زالت الرحم الذي لا ينجب إلا الأبطال، فكل عام وأمهات سورية بألف خير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن