سورية

الدوحة تخيّر المجتمع الدولي: «التغيير الكامل» في سورية أو «التفتيت»..!

| وكالات

انتقدت قطر المجتمع الدولي لتقاعسه عن حل الأزمة السورية، وحددت طرفي الخيار في سورية بين «التغيير الكامل» أو «التفتيت»، محذرةً من التداعيات الخطرة لتفكك هذه الدولة على المنطقة بأسرها.
وجه وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني انتقادات شديدة للمجتمع الدولي بسبب «تقاعسه» عن حل الأزمة السورية. وفي كلمة ألقاها أمام «منتدى الجزيرة العاشر»، بين أن «المأساة التي يعانيها الشعب السوري ترجع إلى تقاعس المجتمع الدولي في التعامل الحازم والجاد مع هذه الأزمة»، معتبراً أن ذلك «يكشف عجز وفشل نظام الأمن الجماعي الدولي»، و«فشل المنظومة الأممية وعدم مصداقيتها وفعاليتها في أداء دورها الأساسي، وهو الحفاظ على السلم والأمن الدولي».
وقال آل ثاني بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء: «بات لزاماً على المجتمع الدولي التوصل إلى حل سياسي شامل وإلى تغيير كامل في سورية، لإنقاذها من مخاطر التفتت، مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطرة على الدولة والمجتمع السوري وعلى المنطقة كلها».
وحاول الوزير القطري النأي ببلاده عن المسؤولية بخصوص انتشار موجة الإرهاب في المنطقة، محيلاً تفجر هذه الظاهرة على «الفقر، البطالة، والجهل»، الأسباب التي برأيه جعلت «فئة الشباب هي الأكثر عرضة للتجنيد الطوعي وغير الطوعي من الجماعات الإرهابية»، من دون يأتي على ذكر ما وفرته قطر من دعم لتلك التنظيمات وعلى رأسها جبهة النصرة وتنظيم داعش.
وبعد أن شخص الداء حدد له الدواء، داعياً إلى «تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم للاستفادة من طاقاتهم والابتعاد بهم عن البيئة الحاضنة للإرهاب والتطرف»، وحذر من أن «كل المحاولات السابقة للقضاء على الإرهاب بطريق أحادي غير موضوعي، لم تحقق إلا توسعاً للإرهاب وقدرته على جذب الآلاف من الفقراء والمهمشين»، مذكراً في هذا الصدد بما استخدمته بعض القوى الكبرى في مواجهة تلك التنظيمات المتطرفة، من إمكانات مادية ومالية وإعلامية، ألمح إلى فشلها بسبب عدم معالجة «الجذور الأساسية» للإرهاب، و«المتمثلة في اضطهاد الشعوب وتهميشها، بل سلبها حقها في تقرير مصيرها»!
وطالب وزير الخارجية القطري بـ«معاقبة مرتكبي الجرائم بحق الإنسانية الذين يضطهدون شعوبهم، أو بالمشاركة في اضطهاد شعوب أخرى من خلال دعم آلة القمع في تلك الدول مثل سورية الشقيقة»، في إشارة مبطنة إلى روسيا وإيران.
واعتبر الوزير الذي يمثل دولة مغرقة في الحكم المطلق، أن «الاستبداد والفساد وغياب حكم القانون وعدم إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية»، هي «السبب الرئيس في انتفاضة شعوب عدد من الدول في المنطقة»!، في إشارة إلى الاضطرابات التي شهدتها الدول العربية خلال السنوات الماضية تحت عنوان «الربيع العربي». ودعا في المقابل، إلى «استيعاب دروس الأمس وذلك من خلال عدم فرض الهيمنة والإقصاء تحت أي شعارات عقائدية أو مسميات سياسية، والعمل على تأسيس حوار وطني واسع وشامل تشارك فيه مختلف القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وشدد آل ثاني على أن «الإسلام لا يشكل تحدياً ضد أمة أو شعب أو دين أو قانون من القوانين الدولية»، لكنه حذر من أن «العداء للإسلام وتجذر كراهية المسلمين وممارسات سياسة التمييز بحقهم هو الذي يشكل تحدياً حقيقياً، للعالم أجمع، ويهدد استقرار العلاقات الدولية وخصوصاً علاقات العالم الإسلامي بالمجتمعات الأخرى». وجاءت كلمة الوزير القطري بالتزامن مع بحث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أبعاد الملف السوري، وقرار تخفيض روسيا قواتها العسكرية في سورية، وأهمية التزام جميع الأطراف باتفاق وقف العمليات القتالية في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن