سورية

الإرهاب يضرب عاصمة الاتحاد الأوروبي موقعاً عشرات القتلى والجرحى.. واستنفار في العواصم الأوروبية.. و«داعش» يتبنى … سورية تدين بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت بروكسل وتعتبرها نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب

أدانت الجمهورية العربية السورية بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل مؤكدة أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح أمس: «إن الجمهورية العربية السورية تدين بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت صباح اليوم (أمس) العاصمة البلجيكية بروكسل وتعرب عن مواساتها وتعاطفها مع عائلات الضحايا الثكلى».
وأضاف المصدر: «إن هذه التفجيرات التي وقعت في بروكسل وقبلها في باريس وأماكن أخرى من العالم تؤكد من جديد أن الإرهاب لا حدود له كما أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة وتشريعه عبر وصف بعض المجموعات الإرهابية بالمعتدلة وهي في النهاية تفرعات من العقيدة الوهابية التكفيرية».
وقال المصدر: «إن سورية التي تتصدى للإرهاب التكفيري منذ خمس سنوات تجدد الدعوة إلى تضافر كل الجهود الدولية الصادقة للتصدي لخطر الإرهاب ولجم سلوك الدول الراعية له وإلزامها بالتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية حفاظا على السلم والاستقرار الإقليمي والدولي».
وأدت سلسلة تفجيرات إرهابية منسقة على ما يبدو وقعت أمس في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل وإحدى محطات مترو الأنفاق إلى قتل 34 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 135 بجروح.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن بلاده تعيش «لحظة مأساة، لحظة سوداء» مع تعرض بروكسل «لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة» أوقعت ما لا يقل عن 34 قتيلاً وعشرات الجرحى وفق حصيلة مؤقتة، مشيراً إلى أن الحصيلة قابلة للارتفاع. وقال ميشال خلال مؤتمر صحفي عقده مع المدعي العام الفدرالي البلجيكي «كنا نخشى اعتداء وها هو وقع»، مضيفاً: إن الحكومة البلجيكية أعلنت الحداد الوطني لثلاثة أيام على ضحايا الهجمات.
ومن جانبه كشف تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات، وقال التنظيم في بيان له: إن العملية احتوت على تخطيط وسرعة تنفيذ وحركة، دون الإفصاح عن تفاصيل العملية، متوعداً أوروبا بمزيد من العمليات.
وذكر متحدث باسم هيئة الإطفاء أن انفجارين وقعا في صالة المغادرة في مطار بروكسل الدولي وأسفرا عن مقتل 11 شخصاً وإصابة 35، فيما وقع الانفجار الثالث في محطة مترو مايلبيك القريبة من مقر الاتحاد الأوروبي وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 55 آخرين 10 بينهم في حالة حرجة.
وأعلن المدعي العام البلجيكي أن أحد الانفجارين في المطار كان انتحاريا في حين ذكر شهود عيان أن إطلاق نار وقع خلال الهجومين.
ورفعت السلطات البلجيكية مستوى التهديد الإرهابي إلى الدرجة الرابعة وهي الدرجة القصوى في مجمل أنحاء البلاد، وطلبت من المواطنين البقاء في أماكنهم وعدم التجول كما عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع الأمني.
وأعلنت خلية الأزمة التي شكلت بعد التفجيرات إغلاق جميع محطات المترو ووقف حركة النقل في بروكسل حتى إشعار آخر فيما أعلنت إدارة مطار بروكسل إخلاء المطار وتحويل مسار الرحلات الواصلة إليه وطلبت من المواطنين عدم التوجه إليه أو إلى المنطقة المحيطة به.
ودعا نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الأفراد موظفي المؤسسات الأوروبية في بروكسل إلى التزام أماكنهم وألغت المفوضية الأوروبية كل اجتماعاتها المقررة أمس من أجل ضمان أمن الموظفين.
وعمت حالة الهلع والخوف التي عاشتها بلجيكا أمس كل العواصم الأوروبية التي استنفرت تحسباً لهجمات مماثلة وأعلنت سلسلة إجراءات وسط مخاوف من تكرار السيناريو نفسه على أراضيها.
وأعلنت العديد من المطارات الأوروبية ومحطات مترو الأنفاق رفع حالة التأهب والحذر خوفا من أي اعتداءات مماثلة وقامت بتعزيز الإجراءات الأمنية والدوريات فيما زادت الأجهزة الأمنية في الدول الأوروبية إجراءات الوقاية والأمن على الحدود وخاصة مع بلجيكا.
وانخفضت مؤشرات أسهم أسواق المال الأوروبية بسبب التفجيرات ومنها داكس الألماني وفايننشال تايمز البريطاني وكاك الفرنسي إضافة إلى انخفاض أسهم شركات النقل والسياحة.
وتوالت ردود الفعل المنددة بهجمات بروكسل من مختلف أنحاء العالم والدعوات إلى الوحدة في مواجهة الإرهاب.
ومن جهته دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفجيرات الإرهابية وقدم تعازيه للشعب البلجيكي بسبب مقتل المدنيين، مشيراً إلى تضامن الشعب الروسي مع الشعب البلجيكي في هذه الساعات الصعبة.
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن تعازيها لأهالي الضحايا فيما أعلن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف إعادة تقييم الأوضاع الأمنية في كل مطارات روسيا.
وبدوره دان الرئيس الأميركي باراك أوباما الاعتداءات واصفاً إياها بـ«المشينة»، وقال إن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن تلك الاعتداءات.
وصرح أوباما من العاصمة الكوبية هافانا «يجب أن نقف معاً بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا أو ديننا لمكافحة آفة الإرهاب. ونستطيع هزيمة من يهددون سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم وسنهزمهم».
ومن جانبه أدان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الهجمات الإرهابية التي وقعت في بروكسل فيما وصفت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تفجيرات بروكسل بأنها يوم حزين جداً لأوروبا.
وبدوره أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيرأس اجتماعاً للجنة معالجة الأزمات بعد تفجيرات بروكسل وقال في حسابه على تويتر «أشعر بالصدمة والقلق عقب أحداث بروكسل وسنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة».
ومن جهته عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني في قصر الإليزيه بعد هجمات بروكسل حيث دعا المجلس إلى تعزيز مكافحة الإرهاب على مستوى أوروبا.
كما دعا هولاند الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون بين دوله لمواجهة خطر الإرهاب الذي «أصبح شاملاً» حسب تعبيره، فيما أشار رئيس وزراء فرنسا جان مارك أيرولت إلى أن أوروبا في حالة حرب ولا تزال مخاطر العمليات الإرهابية في أعلى مستوياتها.
ومن جهته أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن بلاده ستعزز الرقابة على الحدود، أنه تقرر إرسال 1600 عنصر من الدرك والبوليس بشكل إضافي إلى مخافر الحدود وعقد المواصلات وخاصة في شمال فرنسا.
ونوه بأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات ومحطات القطار ووسائط النقل العام في باريس وفي كل أرجاء الدولة، بعد تفجيرات بروكسل. كما اعتبر بدوره رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن انفجارات بروكسل «هجوم على أوروبا الديمقراطية»، وقال لوكالة الأنباء السويدية: «إننا لن نقبل أبداً بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة».
ووصف رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن التفجيرات بالهجوم «الدنيء». فيما اتهم القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغاليو إرهابيين من تنظيم «داعش» بالوقوف وراء هجمات بروكسل معرباً عن صدمته بهذه الأحداث المأساوية.
ومن جانبه أعرب وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس عن صدمته مما جرى من أعمال إرهابية في بروكسل وقدم تعازيه لأهالي الضحايا.
كما دان البابا فرنسيس في برقية تعزية «العنف الأعمى الذي تنجم عنه آلام كثيرة»، مضيفاً إنه «يوكل إلى رحمة اللـه الأشخاص الذين لاقوا حتفهم، ويتشارك بالصلاة مع آلام ذويهم. ويعبر عن تعاطفه العميق مع المصابين وعائلاتهم، وكذلك مع جميع الأشخاص الذين يساهمون في عمليات الإغاثة».
بدوره أدان حزب اللـه في بيان له أمس التفجيرات الإرهابية، مشيراً إلى أنها تكشف أن النار التي تكتوي بها أوروبا خاصة والعالم عموماً هي نفسها النار التي أشعلتها بعض الدول والأنظمة في سورية وغيرها من دول المنطقة، موضحاً أن «هذه التفجيرات هي استفحال لخطر التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي لا يسلم مكان في العالم من شرها وإجرامها».
وأشار البيان إلى أن ما يدعو للأسف الشديد أن الجميع في العالم بات يدرك مصدر هذا الخطر الإرهابي ومموليه ومع ذلك فإن القوى الكبرى ما زالت تقدم الدعم والحماية للدول الراعية للإرهاب والمصدرة له، معرباً في الوقت ذاته عن تضامن الحزب مع سكان بروكسل ومع الشعب البلجيكي في هذه المحنة القاسية.
ومن جانبه دان الأزهر بشدة اعتداءات بروكسل، معتبراً أنها «جرائم نكراء تخالف تعاليم الإسلام السمحة». كما دانت وزارة الخارجية المصرية «بأشد العبارات الهجمات الإرهابية» التي ضربت بروكسل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد أبو زيد في بيان إن «الموقف المصري الثابت هو إن الإرهاب الغاشم لا يفرق بين دين أو عرق، ولا يعرف حدودا».
ودعا أبو زيد إلى «تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلى الحد الذي نراه الآن» معتبراً أن «الوقت قد حان لأن يقف العالم وقفة حاسمة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب الدولي التي تستهدف أمن الشعوب واستقرارها».
وتجدر الإشارة إلى أن التفجيرات في بروكسل تأتي بعد أيام من اعتقال المطلوب الأول أوروبياً صلاح عبد السلام، وكانت الشرطة البلجيكية ألقت القبض على مخطط هجمات باريس عبد السلام خلال مداهمات في منطقة مولينبيك في ضواحي بروكسل الجمعة.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن