سورية

المباحثات ستتداول الوضع في سورية وأوكرانيا … بعد تسخين روسي وتبريد أميركي.. بوتين يستقبل كيري و«وقف العمليات القتالية» بينهما

| أنس وهيب الكردي

حسم الكرملين الأمر. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور موسكو اليوم وغداً، على أن تتناول المباحثات الوضع في سورية وأوكرانيا، لكن عقدة المفاوضات ستظل على مستوى وزيري الخارجية. زيارة كيري سبقها تسخين روسي متعمد ورد أميركي للتبريد. موسكو لوحت بضرب كل من لم يلتزم بالهدنة بشكل منفرد ما لم تصل إليها ردود فعل واشنطن على مقترحاتها بخصوص سبل تطبيق المراقبة على التزام الأطراف باتفاق وقف العمليات القتالية، وردت الولايات المتحدة بمحاولة سحب فتيل التوتر وأوعزت بلقاءات مع الروس، وأعادت الكرة إلى ملعبهم.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة «تاس» الروسية للأنباء: إن «الاجتماع بين كيري وبوتين سيعقد بالفعل»، من دون أن يحدد موعداً دقيقاً له علماً أن كيري يصل إلى العاصمة الروسية في زيارة تستمر يومين. ومضى موضحاً أن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف «سيطلعان الرئيس بوتين على ما دار خلال اتصالاتهما ونتائجها، وعلى الأرجح سيناقشان خلال اللقاء مع بوتين مجموعة واسعة من المسائل وقبل كل شيء الوضع في سورية وأوكرانيا».
وعندما سئل عن توقعاته لنتائج الحوار، دعا بيسكوف الصحفيين للتوجه إلى وزارة الخارجية الروسية لمعرفة تعليقها في هذا الشأن، نظراً لأنها المستوى الذي ستجرى به المفاوضات الرئيسية.
وأبدى كيري حماسة كبيرة لزيارة موسكو للقاء الرئيس بوتين بعد قرار الأخير سحب القسم الأساسي من قوات بلاده في سورية، واعتبر أن هذه اللحظة يجب اغتنامها من أجل دفع الحل السياسي للأزمة السورية.
ومن الواضح أن القضية الأساسية في مباحثات كيري بموسكو هي التوصل إلى اتفاق بشأن تفعيل سبل الرقابة على الهدنة، ولا يبدو واضحاً كيف سيؤثر الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية في المباحثات.
ومؤخراً، أعرب بيسكوف عن ارتياح موسكو «للاستعداد الذي أبدته الولايات المتحدة» للتنسيق مع روسيا في الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، وقال: إن «الأمر الرئيسي الآن هو تنسيق الجهود الرامية إلى تعزيز عملية التسوية السلمية للأزمة في سورية وفي هذه الحالة فإن استعداد واشنطن لتنسيق هذه الجهود يدعو إلى الارتياح».
واحتدمت الأجواء بين موسكو وواشنطن خلال اليومين الماضيين بسبب تهديد روسيا بضرب مخالفي الهدنة في سورية بشكل منفرد بدءاً من يوم الثلاثاء (أمس).
وعلى الفور ناقشت قيادات مركز تنسيق الهدنة الروسي في سورية (الكائن في قاعدة حميميم الجوية)، ومركز التنسيق الأميركي في الأردن، خروق اتفاق وقف العمليات القتالية في محافظات اللاذقية، وحلب، ودمشق، وحماة، حسبما ذكر بيان صدر عن مركز حميميم. وأشار البيان إلى أن «لقاء العمل عبر تقنية الفيديو كونفراس» ناقش أيضاً «مسائل وصول شحنات المساعدات الإنسانية إلى المراكز في محافظة دمشق».
وكانت واشنطن ردت على التهديد الروسي، بدعوة موسكو إلى الامتناع عن القيام بـ«أعمال أحادية الجانب» في سورية، وأعلنت أنها بانتظار الرد الروسي على مقترحات قدمتها بشأن طرق تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية، معيدةً بذلك الكرة إلى الملعب الروسي.
وأكد مصدر في البيت الأبيض لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، أن أي خطوات أحادية الجانب في سورية غير مقبولة. كما أوضح مصدر في وزارة الدفاع الأميركية أن بلاده تبحث مع روسيا في جنيف تنفيذ اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية، بما في ذلك الرد على الانتهاكات. وقال في حديث لوكالة «إنترفاكس»: إن «الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من الدول الأعضاء في «مجموعة الدعم الدولية لسورية» تتبادل باستمرار المعلومات حول انتهاكات الهدنة بعد بدء سريان مفعول الاتفاق بهذا الشأن في 27 من الشهر الماضي».
واعتبر المصدر أن أي «خطوات أحادية الجانب» من روسيا رداً على انتهاكات نظام الهدنة «غير مقبولة وستتعارض مع روح الاتفاق حول وقف أعمال القتال الذي وقع في ميونخ في 11 شباط».
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي: «نتوقع أن يقوم الروس بالامتناع عن الأعمال الأحادية الجانب، والرد على مقترحنا المتعلق بطرق تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن