رياضة

للكبار فقط..!

| مالك حمود 

العلم في الصغر كالنقش على الحجر حكمة الحياة ولنا في الرياضة نصيب أساسي ولكن هيهات من يحسن التنفيذ وبشكله الأمثل، فبالأمس كانت صالة الفيحاء مسرحاً لمهرجاني الصغار والصغيرات بكرة السلة، مهرجانين تخصصا ببراعم العاصمة وما حولها وبتنظيم اللجنة الفنية لكرة السلة بدمشق والتي أعتز بكوني عضواً فيها حيث نعمل معاً للنهوض ما أمكن بقواعد سلة العاصمة بتضافر الجهود مع مختلف عناصر اللعبة، ولأنه في مسابقات رياضية كهذه يكون التعامل مع الشريحة العمرية الأصغر في سلتنا بما لها من خصوصية وحساسية تعامل فقد كان التعاطي مع مسابقاتها من باب خاص حيث الحرص الشديد على التنشئة الرياضية الصحيحة والمثالية لتلك الخامات الواعدة والتي تبدو كالعجينة القابلة للتحول كيفما نشأ وعلينا استثمار فيزيائيتها المرنة قبل أن تقسى وتشتد ويغدو صعباً تطويعها.
وهذا ما يدفع لاستبدال تسمية مسابقة بمهرجان لإبعاد اللاعبين عن حساسية الفوز والخسارة وضغوطهما التي تؤثر في أريحية اللعب ومتعته، ولأن هذا الكلام جزء من عملية النهوض بالقواعد فقد تم التوجه مباشرة شفهياً لأولئك البراعم المشاركين في مهرجاني الصغار والصغيرات، فتم التأكيد لهم أن مباريات المهرجان لا تهدف إلى الربح والخسارة وثمة أهداف رياضية واجتماعية وسلوكية أكبر وأهم، بدءاً من محبة النادي انتقالاً لاحترام المنافس ولاعبيه والتعاون معاً لتقديم أداء سلوي مميز يتعلم فيه كل لاعب من زميله سواء ضمن فريقه أم من الفرق الأخرى، واحترام جهد المدربين وتقدير تعبهم في إيصال المعلومة الفنية والعمل على حسن تنفيذها وبالتالي فإن مباريات كهذه هي السبيل الأمثل لتطبيق ما تعلموه، مع التأكيد على تطبيق دفاع (رجل لرجل) طوال المباراة لتقوية المهارات الدفاعية والهجومية، وعدم منح نقطة إضافية للتسجيل من خارج القوس بهدف تشجيع اللاعبين على الدخول من تحت السلة ورفع مهاراتهم الهجومية، وإشراك كل اللاعبين في المباراة بهدف توسيع وتوزيع الفائدة على الجميع.
الإيجابي أن الصغار سمعوا الكلام وهضموه ونفذوه إلى حد كبير، ولكن المدربين لم يهضموا الفكرة ومن شب على شيء شاب عليه! فمنهم من وجّه لاعبيه للتخلي عن دفاع المان والعودة لدفاع الزون للحفاظ على تقدمه! ومنهم من احتال لإبقاء أساسييه وعدم استبدالهم لضمان الفوز! ومنهم من صرخ على التحكيم مطالباً بنقطة أو فاول! والكل راح يركض وراء الفوز، والتوصيات راحت أدراج الرياح، فالصغار فهموها، والكبار تجاهلوها وا أسفي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن