سورية

رئيس الوفد الحكومي: تسلمنا ورقة من المبعوث الأممي وسنجيب عليها في الجولة القادمة … الجعفري التقى موغيريني والمحادثات أكدت أهمية التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب.. وأنباء عن بيان لدي ميستورا اليوم يتضمن نقاطاً مشتركة بين الوفود

| الوطن – وكالات

أعلن رئيس الوفد الحكومي الرسمي إلى الجولة الثانية من محادثات جنيف 3 بشار الجعفري أنه تسلم من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا «ورقة ستتم دراستها بعد عودتنا إلى دمشق وسنجيب عنها في الجولة القادمة»، وسط أنباء عن أن المبعوث الأممي سيصدر في نهاية الجولة الثانية من المحادثات «بياناً» يتضمن عدداً من النقاط المشتركة بين الوفد الحكومي ووفود المعارضات كـ«ورقة مبدئية للحل» في سورية.
وشملت اجتماعات دي ميستورا أمس لقاء مع الوفد الحكومي الرسمي، ولقاءات وفد المعارضة القريبة من موسكو وممثلين من مؤتمر القاهرة بالإضافة إلى وفد من معارضة الداخل، ووفد معارضة الرياض.
وفي مؤتمر صحفي عقب اللقاء الذي استمر قرابة ساعتين، قال رئيس الوفد الحكومي الرسمي: «أنهينا اليوم (الأربعاء) جلسة صباحية مع دي ميستورا وكبار معاونيه وكانت الأجواء إيجابية.. واستلمنا ورقة من دي ميستورا ستتم دراستها بعد عودتنا إلى العاصمة دمشق وسنجيب عليها في الجولة القادمة».
وأضاف الجعفري: إن الوفد الحكومي الرسمي هو الوفد «الوحيد الذي قدم منذ أول جلسة ورقة عمل رسمية لهذه المحادثات غير المباشرة برعاية دي ميستورا في حين تم تسليمنا وثيقة في نهاية الجولة الثانية وسنحدد موقفنا منها في بداية الجولة المقبلة».
وأشار إلى أن هناك عشرات التقارير الصادرة عن اللجان الفرعية في مجلس الأمن تؤكد وجود عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب المرتزقة الذي يقتلون الشعب السوري ويدمرون البنية التحتية في سورية ولا يخجل البعض في العالم الغربي وبعض العواصم العربية وتركيا من تسميتهم «المعارضة المعتدلة».
ولفت الجعفري إلى أن سورية أدانت بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل أمس مؤكدة أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة وتشريعه عبر وصف بعض المجموعات الإرهابية بـ«المعتدلة» وهي في النهاية تفرعات من العقيدة الوهابية التكفيرية.
وجدد الجعفري دعوة سورية التي تتصدى للإرهاب التكفيري منذ خمس سنوات إلى تضافر كل الجهود الدولية الصادقة للتصدي لخطر الإرهاب ولجم سلوك الدول الراعية له وإلزامها بالتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية حفاظاً على السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأوضح، أن بعض الإرهابيين الذين نفذوا التفجيرات في بروكسل أمس كانوا يقتلون أبناء الشعب السوري قبل عودتهم إلى بلدانهم وإلى بروكسل وذات الشيء كان قد حصل مع منفذي الجرائم الإرهابية في باريس، لافتاً إلى أن مسألة مكافحة الإرهاب باتت محسومة دولياً وفي أوساط اللجان الفرعية المتخصصة بمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن.
وكان الوفد الحكومي الرسمي عقد عدة جلسات مع دي ميستورا كان آخرها الإثنين حيث وصف الجعفري الجلسة بالمهمة و«تطرقت بشكل معمق إلى مسائل تشكل أولوية بالنسبة لسورية وللعالم أجمع مثل قضية مكافحة الإرهاب كتنظيمات وأفراد وكيانات في ضوء تنفيذ أكثر من 14 قراراً صادراً عن مجلس الأمن بهذا الصدد».
وفي مقابلة مع وكالة «أ ف ب» للأنباء نفى الجعفري وجود أي ضغوط روسية على سورية لدفع مفاوضات جنيف. وقال: إن الحديث عن ضغوط تمارسها روسيا على الحكومة السورية لتقديم تنازلات هو «قراءة خاطئة». واعتبر أنه «إذا كان من ضغط يجب أن يمارس فنحن نتمنى من الأميركي أن يمارسه على المجموعات المسلحة وعلى رعاتها في قطر وتركيا والسعودية لكي يساعدوا في دفع الأمور قدماً». وأضاف: «عندما نقول إن الحوار سوري سوري من دون تدخل خارجي فهذا يشمل الروس والأميركيين. لا استثناءات هنا».
ويقدم الوفد الحكومي إلى دي ميستورا (الأربعاء) تصوره حول جدول أعمال محادثات جنيف، بموجب اتفاق مع الأخير بحسب الجعفري الذي رأى أن عدم الاتفاق على جدول الأعمال «يعوق التقدم بشكل رئيسي» في جنيف.
لكنه قال: «أستطيع أن أقول إننا اقتربنا إلى حد ما من كسر جدار الجمود الذي كان قائماً في الجولة الأولى (…) من ناحية الشكل وليس الجوهر». وانتقد الجعفري «انتقائية واستنسابية الوفود الأخرى في مقاربتها للقرار 2254» الذي قال إنه «واسع وشامل ويجب أن نراعيه بكل أحكامه. فهو يتحدث عن مكافحة الإرهاب ويجب أن نتطرق إلى ذلك، ويتطرق إلى حوار سوري سوري من دون تدخل خارجي وشروط مسبقة». وشدد الجعفري على أن «آليات الحوار والتغيير السياسي والانتقال السياسي وحكومة الوحدة الوطنية كلها جزء لا يتجزأ من جدول الأعمال».
وأضاف: «هذا القرار وفق دي ميستورا هو خارطة الطريق وأنا أسميته بوصلة (…) ولكن إن كان بوصلة أو خارطة طريق فهو يحتاج إلى جدول أعمال (…) يحدد أولويات المشاركين في هذا الحوار». وأقر بأنه «لا قراءة واحدة لمسألة الانتقال السياسي» مضيفاً: «نحن فهمنا شيئاً والطرف الآخر فهم شيئاً وربما لدى دي ميستورا حل وسط».
وبعد جولة المفاوضات الحالية، تبدأ جولة ثانية بعد توقف لمدة أسبوع أو عشرة أيام على أن تستمر لمدة «أسبوعين على الأقل»، ثم تعقد بحسب دي ميستورا جولة ثالثة من المفاوضات بعد توقف مماثل.
وبحسب الجعفري فإن أولوية الوفد الحكومي في الجولة المقبلة التي لم يعلن رسمياً موعد انطلاقها بعد هي بحث «محاربة الإرهاب».
وقال في هذا الصدد: «لا يختلف أحد على أن أولوية الأولويات في العالم هي محاربة الإرهاب» مشدداً على أن حل النزاع الذي تشهده سورية منذ خمس سنوات والذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص «يبدأ حكماً بمكافحة الإرهاب ونحن محتاجون إلى تضامن العالم معنا».
وأضاف: «نحن نحارب الإرهاب نيابة عن العالم اليوم ولو كان الغرب يساعدنا في ذلك لما وصل الإرهاب إلى بروكسل ولما ضرب باريس..».

الجعفري عقب لقاء موغيريني: المحادثات أكدت أهمية التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب
من جهة ثانية، أجرى الجعفري أمس محادثات مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني بمقر إقامة الوفد في جنيف، في لقاء هو الأول من نوعه مع مسؤول على هذا المستوى من الاتحاد الأوروبي.
ووصف الجعفري في تصريح صحفي عقب اللقاء مع موغيريني المحادثات بأنها موضوعية وأكدت على أهمية التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب.
وأضاف الجعفري: أكدنا خلال المحادثات أهمية رفع العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي على الشعب السوري.
وبعد ظهر أمس التقى الموفد الأممي وفد «معارضة الرياض» الذين غادروا من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة بأن اجتماعاً رسمياً للوفد مع دي ميستورا مقرر غداً (الخميس).
وشملت لقاءات دي ميستورا الأربعاء وفداً من المعارضة القريبة من موسكو وممثلين من مؤتمر القاهرة بالإضافة إلى وفد من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
وفي تصريحات لقناة «العربية الحدث»، كشف عضو وفد مؤتمر القاهرة جهاد مقدسي أن المبعوث الأممي سيعلن اليوم «بياناً يتضمن 12 نقطة لما هو مشترك بين السلطة والمعارضة كورقة مبدئية للحل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن