ثقافة وفن

الجمال وحده لا يكفي للوصول إلى النجومية … لميس عفيفة لـ«الوطن»: لا أميل إلى أدوار الجرأة والإغراء

| وائل العدس

تألقت الموسم الماضي بتقديم خمس شخصيات مختلفة شكلاً ومضموناً، فحازت رضا الجمهور وأثبتت حضورها في المشهد الدرامي السوري، فشاركت في «بانتظار الياسمين»، و«فارس وخمس عوانس»، و«صرخة روح3»، و«دامسكو»، و«الخطايا».
وفي هذا العام ظهرت حتى الآن بأربع شخصيات، أولها «حنان» في «مذنبون أبرياء» وهي فتاة تعمل في جمعية خيري لتغطية أعمال مشبوهة، وثانيها في «بيت الموالدي» بدور امرأة قوية في منزلها، وذكية ومثقفة، أما الثالثة ففي «نحن لها» بشخصية امرأة تدّعي أنها طرشاء وتسمع فقط عندما تريد، أما رابع أعمالها فهو «بلا غمد» وأدت فيه دور صحفية».
بدأت مشوارها في المسرح، ثم وضعت القدم الأولى في الوسط الدرامي في مجال الإخراج، ما لبثت أن تحولت إلى التمثيل بعدما استهواها هذا المجال، فقدمت العديد من الأعمال المهمة منها «قلبي معكم»، و«زنود الست»، و«فزلكة عربية»، و«رجال الحارة»، و«مطلوب رجال»، و«غيوم عائلية»، و«خان الدراويش»، و«هيك تجوزنا»، و«نيو لوك»، و«الهشيم»، «بعد السقوط».
الفنانة السورية لميس عفيفة حلت ضيفة على «الوطن» وكان هذا اللقاء:

بدأت تجربتك الفنية مساعدة مخرج، ثم انتقلت إلى التمثيل، ما سبب هذا التحول؟ ‏
وقوفي خلف الكاميرا، جعلني أفهم اللعبة الفنية، وما الذي يريده المخرج من الممثل، وكيف تتحرك الكاميرا.. وما الذي على الممثل أن يقوم به. ومع الوقت استهوتني فكرة التمثيل، وأحببت أن أجرب الوقوف أمام الكاميرا، وهكذا تحولت إلى ممثلة.
أحب التمثيل وأستمتع بأي شخصية أؤديها، والإخراج مجرد إضافة، وهو مجال أحبه أيضاً لكنه ليس طموحي، بل ساعدني في اكتشاف ما خلف الكاميرا ليسهل التعامل أمامها، وتجربتي في الإخراج استفدت منها وولدت لدي صورة أجمل وأعمق، ولا شك أنني أحب الشهرة والنجومية وهما يتحققان عبر التمثيل أكثر.

ما الدور الذي تعتبرينه فرصتك الحقيقية؟ ‏
حتى الآن، لم أحصل على الدور الذي يرضي طموحي بعد، وأبحث عن دور يشبهني من الداخل، وأنا في الحياة فتاة واقعية ومنطلقة، أميل إلى المرح والمزاح، ولا تهمني أبداً مساحة هذا الدور، بقدر ما يهمني عمق الشخصية وفاعليتها وأبعادها الدرامية. ‏

ما العوامل التي تشدك إلى دور دون آخر؟
بالبداية ألا أكون قد قدمت ذات الشخصية في السنة الواحدة، وأن تكون مؤثرة عند الناس، وكل ما أفكر فيه هو الدور وطبيعته بعيداً عن المال الذي أصنفه بالمرتبة الأخيرة.

هل وضعتِ حدوداً معينة بانتقاء أدوارك؟
لن أؤدي الأدوار التي يمكن أن تسيء لي كفتاة شرقية في مجتمعنا العربي، لذلك أنتقي أدواري بحذر.. ولا أميل إلى أدوار الجرأة والإغراء لأنني لا أسعى إلى هذا النوع من الأدوار، بل أفضّل الأدوار الهادفة.

هل تعرضت للابتزاز من أحد؟
سمعت عن ابتزاز البعض للفنانات الشابات، وعن ممثلات مبتدئات يركضون وراء هذه الأمور للحصول على فرصة، لكنني لم أصادف ذلك وأنا على ثقة تامة أن الممثلة القوية لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، بل يجبرون على احترامها.
عندما تفرض الفنانة نفسها بطريقة لائقة وأخلاقية صارمة فإنها تضع حداً لأي شخص كائناً من كان، وبالنهاية فإن التجربة والتراكم العلمي يفرضان على من تحاوره احترامك بالإجبار.

هل تجدين في نفسك الثقة الكافية للتفوق على زميلاتك؟
أثق تماماً بنفسي وأؤمن بكل عمل أقوم به ولا أخشى المنافسة، فأنا إنسان يغمرني الطموح إلى أبعد حدود، ولا أتوانى عن تحقيق مرادي، ولا أنجرّ إلى المقارنة مع أي شخص آخر، ولدي شخصيتي التي عملت وأعمل عليها طويلاً، وليس لدي هدف التفوق على الآخرين، بل أهدف إلى حمل رسالتي الفنية وأصقلها بالعلم والممارسة والخبرة، وعندها أترك الحكم للمشاهد والجمهور فهو وحده الذي ينصفني ويضع نقاط تفوقي أو عدمه.
بكل الأحوال، كل إنسان يتميز بشيء عن غيره ولا يستطيع أي منا احتلال مكان غيره، وكل منا يشق طريقه بطريقته الخاصة، لذلك أجد أنني أمتاز بالاجتهاد والمثابرة والإصرار على بناء شيء مختلف عن غيري، وعندما أحصل على فرصتي المستحقة سأكون بمكاني الصحيح.

هل ساعدك جمالك في دخول الوسط الفني؟
في بداية مشواري تحدث البعض عن هذا الموضوع، لكني أجزم أن من يتحدث بالأسلوب نفسه في الوقت الحالي لم يشاهد أعمالي، فأنا بالحياة أهتم بنفسي كثيراً لكنني أقدم أي شخصية تطلب مني.
أعترف أن جمالي ساعدني في بعض الأحيان، لكن الجمال وحده لا يكفي للوصول إلى النجومية، لأن موهبة وأخلاق الفنان بالإضافة إلى دراسته هي التي تصنع منه نجماً، بكل الأحوال، مستعدة لأداء أي شخصية مهما كان نوعها أو حجمها.
أهتم بجمالي وأناقتي على الدوام وهذا من حقي وحق أي فتاة، فالجمال نعمة من رب العالمين لكنه يتحول إلى نقمة في حال لم يتوافق مع الموهبة، وهو سلاح ذو حدين قد يساهم أحياناً بالنجاح.

ما طموحك فنياً واجتماعياً على الصعيد الشخصي؟
طموحي على الصعيد الفني تقديم أفضل ما لديّ لإظهار كل قدراتي بالمسرح والسينما والتلفزيون، أما اجتماعياً فأسعى لكسب ثقة ومحبة الناس وتقديم جزء بسيط لكل شخص وقف إلى جانبي وشد على يدايّ.
وتكمن أهدافي في إثبات نفسي، لأبقى ثابتة على أرض صلبة لأقدم ما هو مفيد للمجتمع والفن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن