ثقافة وفن

لك المجد في العلا

| إسماعيل مروة

لك اليوم يا يسوع، لك اليوم وأنت كل لا يتجزأ، لك اليوم وكل يوم للصفح والفصح والافتداء..
نلتصق بك وباسمك المقدس، لتوزع علينا وتناولنا، من غذائك نحيا، ومن مناولتك نبقى..
ها هي مجدليتك على الرصيف تسأل عنك
يرجمونها وهم الخاطئون، وهي تجلس قانعة بسلام مفتعل
تبتعد عن ذاتها لتحيا بسلام.. تذبل على الرصيف المقابل
يخرج البغاة من ملهاهم، وبأيديهم حجارتهم لرجمها..! لم يصلهم صوتك! لم يسمعوا تبرئتها منك..
ها هي الشام النقية بلا دنس تقذف بالحجارة! الرماد غطاها، الدمار وصلتها رائحته، خيوط الدم
تنسرب في زواريبها، تحتمي بالعذراء وطفلها، فلا الصوت يصل، وتبقى على رصيف قهر ورجم..
من شارعها المستقيم خرج إنجيلك للعالم، لا يريدونه مستقيماً!
من شارعها المستقيل دخل الجرّاح، لا يريدونه مستقيماً!
يا يسوع الحب والرأفة انظر إلى شامة الكون، إنها على الوجه الأنقى..
جُلْ في أزقتها الخلفية، ابحث في طهر الأزقة الخلفية، ما عرفها المارقون، ما ذاقها المترفون..!
إنهم في غير وجهة، وأنت زرعت صليبك في شارعها المستقيم، وناقوسه يدعو كل حين إلى رحمتك..
في الخلف، في الزواريب، كان صليبك يتطاول ليصل السماء…
شبه لهم، لم يشبه، سيان يا يسوع وقد ضاعوا في المهامه وأضاعوك..
لسنا لصليبك
لسنا لمجدليتك
نرسل صلواتنا إليك، وننظر بريبة إلى أمنا المجدلية!
نقدس اسمك، وندنس ذكراك
من غير دنس كنت، ومن دنس تشكلنا، فهل يقابل العهر طهرك؟!
لك كل يوم فكن لنا
أعف عن خطايانا
أرسل رحماتك إلى أرضنا
لم تهب رياحك وروحك، إنهم لا يشبهونك، لا يشبهوننا يا رحمة الكون..
لا أم لهم
لا مريم لهم
هل أخذت معك المريمات، فلم يبق لنا من مريم؟
كما طهرتنا من قبل طهرنا اليوم
حوارينا غطاها العهر، وحواريوك تفرقوا في الكون، لم يعد لنا من أحد منهم
نقصد الجبل حيث أنت
تقتلعنا العواصف
وجسدك وحده في العراء يتحدى العواصف
ثقلت خطواتنا ونحن نمشي للاحتفاء بك، تقتلنا الزينة، نغيب وراء صورة شوهاء
ندخل المعبد لنرسل صلواتنا
وفي القمة هناك تنتظر ولا نتوجه إليك
ها هي الشام تجأر لك بالدعاء، أن أرسل إليها رحماتك…
بَعُدَ غور جرحها، وأنت هناك
إنها حبيبتك فهل سمعت نجواها؟
إنها مريمتك فهل وصلتك استغاثاتها؟
صوتها قتله الظمأ لروحك، لطهرك، لتسامحك..!
لم تعد قادرة على مجابهة القتل
لم تعد تحتمل دمار روح
درويشها تهتك وهو يلوب بحثاً عنك، لم يذهب إلى المعبد، لا يملك ساقين، ليس له زينة.
قتله الطغاة، إنه عار لا ثوب له، أشبهك ذات يوم عاصف!
له أنت كنت.. لم تشأ أن تعلق اللؤلؤ على أجياد الخنازير، وها هو يرقب عودتك إليه، يرجو دعوتك له، يراك له لا للمترفين.. ملؤوا حقائبهم ورحلوا، وهو وحده يا يسوع المحبة يجلس قرب البتول يحرس رسمها ورسمك، وحده على يقين بأنك ستنزل إليه..
لم يفقد إيمانه بك
ينتظر يدك لتناوله
لن تسأل عن طائفته، ولا عن شريعته
ستناوله لأنه ينتظرك
لأنه يحبك
أقبل علينا يا يسوع
كل يوم يومك
ولك المجد في العلا
ولك المجد مع من آمن بك

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن